تموجُ القاهرة، عاصمة مصر العريقة، بِموجةِ حرٍ قاسيةٍ تُلقي بظلالها على مختلفِ جوانبِ الحياةِ، وتُشعلُ فتيلَ نقاشٍ حادٍّ حولَ سياسةِ قطعِ الأشجارِ في المدينة.
فمعَ ازديادِ درجاتِ الحرارةِ بشكلٍ ملحوظٍ، تتزايدُ الأصواتُ المُطالبةُ بوقفِ قطعِ الأشجارِ، مُحذّرةً من مخاطرِ ذلك على البيئةِ والصحةِ العامةِ.
يُجادلُ المُعارضونَ لسياسةِ القطعِ بأنّ الأشجارَ تُمثّلُ رئةً خضراءً تُساعدُ على امتصاصِ ثاني أكسيدِ الكربونِ، وتُخفّفُ من حدةِ الحرارةِ المُرتفعةِ، وتُنعشُ الهواءَ.
كما يُشيرونَ إلى أنّ الأشجارَ تُؤثّرُ بشكلٍ إيجابيٍّ على الصحةِ النفسيةِ، وتُقلّلُ من معدلاتِ التوترِ والقلقِ.
من ناحيةٍ أخرى، يُدافعُ المُؤيّدونَ لسياسةِ القطعِ عن ضرورتها من أجلِ تطويرِ البنيةِ التحتيةِ للمدينةِ، وتوسيعِ الطرقِ، وإنشاءِ مشاريعَ جديدةٍ.
يُؤكّدونَ على أنّ سياسةَ القطعِ تتمّ بشكلٍ مُدروسٍ، مع الحرصِ على زراعةِ أشجارٍ جديدةٍ في أماكنَ أخرى.
ويُشيرونَ إلى أنّ بعضَ الأشجارِ المُقطّعةِ قد تكونُ مريضةً أو قديمةً، ممّا يُشكّلُ خطرًا على سلامةِ المارةِ.
يتّخذُ هذا الجدلُ أبعادًا سياسيةً أيضًا، حيثُ تُتهمُ بعضُ الجهاتِ بِاستغلالِ قضيةِ قطعِ الأشجارِ لِخدمةِ مصالحها الخاصةِ.
وبغضّ النظرِ عن وجهةِ النظرِ المُتّخذةِ، فإنّ الجدلَ الدائرَ حولَ قطعِ الأشجارِ في القاهرةِ يُسلّطُ الضوءَ على أهميةِ التوازنِ بينَ التنميةِ والبيئةِ.
فمعَ الحاجةِ المُلحّةِ إلى تطويرِ البنيةِ التحتيةِ للمدينةِ، لا بدّ من مراعاةِ ضرورةِ الحفاظِ على البيئةِ وصحةِ
السكّانِ.
وتُشكّلُ هذهِ القضيةُ فرصةً لِإعادةِ النظرِ في السياساتِ البيئيةِ في مصرَ بشكلٍ عامٍّ، والعملِ على تحقيقِ تنميةٍ مُستدامةٍ تُلبي احتياجاتِ الأجيالِ الحاضرةِ والمستقبليةِ.
بقلم /رضوي شريف ✏️✏️📚

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *