رغم أنها المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الولايات المتحدة، ومركز الأعمال والترفيه الأكبر، حيث يتوافد الملايين لزيارتها من جميع أنحاء العالم كل عام. ولكن على الرغم من كل عوامل الجذب التي تتمتع بها، فقد سئم سكان نيويورك مدينتهم، حيث يفكر أكثر من ثُلثهم في حزم أمتعتهم والمغادرة إلى الأبد، وفقًا لاستطلاع جديد.

ويُظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة “نيوزويك” أنه على الرغم من جاذبيتها، فإن شريحة كبيرة من سكان نيويورك لا يرغبون في البقاء في المدينة، ويضعون أنظارهم صوب أماكن جديدة.

وأظهر الاستطلاع الذي ضم آراء 974 ناخبًا في نيويورك، وأجري في الفترة ما بين 12 و14 مايو، أن 34% كانوا يفكرون فعليًا في مغادرة المدينة، بينما قال 32% آخرون إنهم منفتحون على فكرة الابتعاد، لكنهم لا يفكرون فيها حاليًا.

كما قال الأغلبية بنسبة 68% إنهم يريدون الانتقال؛ بسبب عدم الرضا عن نوعية الحياة في أكبر مدينة في أمريكا، حيث قال ما يقرب من نصفهم إنهم من المرجح أن ينتقلوا داخل شمال شرق الولايات المتحدة.

وكانت المنطقة الأقل جاذبية للراغبين في الانتقال إلى نيويورك السابقين هي الغرب الأوسط، مع رغبة 5% فقط في الانتقال إلى هناك.

وقال 7% إنهم قد يتركون الولايات المتحدة تمامًا وينتقلون إلى الخارج.

تغييرات سكانية

لم تكن نيويورك غريبة على فقدان السكان في السنوات الأخيرة، حتى بعد الطفرة السكانية الصغيرة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وفي العقد الذي سبق الوباء، من عام 2010 إلى عام 2020، زاد عدد سكان المدينة بنسبة 7.7%، متجاوزًا معدل النمو الوطني البالغ 7.%.

كما تجاوزت إضافة 629.057 من سكان نيويورك خلال هذه الفترة إجمالي سكان ميامي، الذي بلغ 442.241 في عام 2020، وفقًا لمكتب المراقب المالي لولاية نيويورك.

لكن الآن، أفاد مكتب الإحصاء الأمريكي أن نيويورك شهدت انخفاضًا بنسبة 6.2% في عدد سكانها بين أبريل 2020 ويوليو 2023.

علاوة على ذلك، فقدت المدينة أكثر من 100 ألف ساكن بين يوليو 2022 ويوليو 2023.

ويشير تحليل “نيوزويك” إلى أنه بالنسبة لأولئك الذين يخططون للقيام بهذه الخطوة، الرحيل عن نيويورك، تم الاستشهاد بجودة الحياة باعتبارها القضية الأكبر.

كما وجد الاستطلاع أن الانتقال من أجل الأسرة 41%، والعمل 36%، كانا أيضًا من بين أهم العوامل.

و أدى ارتفاع تكاليف المعيشة في المدن الكبرى في أمريكا إلى إعاقة البعض عن تحقيق إنجازات مهمة، مثل تكوين أسرة أو شراء منزل.

وأظهر الاستطلاع أن 41% من سكان نيويورك يعتقدون أن العيش في المدينة أكثر تكلفة بكثير من أي مكان آخر.

أيضًا، 43% من سكان نيويورك الحاليين الذين شملهم الاستطلاع كانوا قلقين للغاية بشأن قدرتهم على تحمل تكاليف العيش في نيويورك، بينما أشار 30% آخرون إلى أنهم قلقون إلى حد ما.

وبالفعل، فإن تكلفة المعيشة في المدينة أعلى بنسبة 27% من المتوسط ​​الوطني. حيث إن المرافق والنقل والرعاية الصحية والغذاء والسلع والخدمات كلها أكثر تكلفة في نيويورك؛ كما أن أسعار المساكن أعلى بنسبة 80% من المتوسط ​​الوطني.

آثار الجائحة

تلفت “نيوزويك” الانتباه إلى أن جائحة فيروس كورونا، أحدثت تغييرات كبيرة وغير متوقعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مع استمرار ظهور آثارها بعد أربع سنوات من فرض قيود كبيرة على الحياة الأمريكية.

ولم تكن للجائحة آثار شخصية واقتصادية واجتماعية عميقة فحسب، بل حفزت أيضًا على إحداث تحولات ديموجرافية كبيرة وتغييرات في المواقف، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعمل.

فبالنسبة للعديد من العمال، وخاصة غير الحرفيين، ممن كانوا يعملون في المكاتب لمدة خمسة أيام في الأسبوع، أصبح العمل إما بدوام جزئي أو بدوام كامل.

ووفقًا لمكتب الإحصاء الأمريكي، تضاعف عدد الأشخاص الذين يعملون في المقام الأول من المنزل ثلاث مرات عمّا قبل بداية الوباء في عام 2019 إلى عام 2021.

وتُعد طفرة العمل من المنزل عاملًا كبيرًا في سبب رغبة الناس في الابتعاد عن نيويورك، وفقًا لمكتب الإحصاء الأمريكي…..

مي محمد ✍️✍️✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *