لا يكف مسؤولو كيان الاحتلال الإسرائيلي عن إثارة الجدل بين الفينة والأخرى، بشأن فلسطين قضية العرب الأولى، أبرزهم وزير المالية بتسلئيل سموتريش، الذي نفى سابقًا وجود الشعب الفلسطيني، ثم يأتي اليوم لينفي فرصة فلسطينيي القطاع في الوجود، مُجددًا دعوات مرفوضة، جملة وتفصيلًا، في المنطقة حول “هجرة طوعية” للغزيين.

وتذرّع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش بأنه “دون موارد طبيعية أو مصادر رزق مستقلة” لن يعود بمقدور سكان القطاع، ذي الكثافة الكبيرة، الحصول على فرصة للوجود بشكل مستقل اقتصاديًا وسياسيًا لفترة طويلة، معتبرًا التهجير الطوعي لهم من شانه أن ينهي معاناة اليهود والعرب على حد سواء، بحد زعمه.

متسلحًا هذه المرة بمقترح لمشرعين بارزين حول نقل سكان غزة إلى دول أخرى، في مقال رأي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، قال فيه سموتريش، أحد أبرز وجوه اليمين المتطرف في الدولة العبرية، اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل “لن تكون قادرة بعد الآن على تحمل وجود كيان مستقل في غزة”.

فرصة وجود

وكتب وزير الاحتلال في منشور له عبر حسابه على موقع “فيسبوك”: “خلية بمساحة صغيرة مثل قطاع غزة بدون موارد طبيعية ومصادر رزق مستقلة ليس لديها فرصة للوجود بشكل مستقل واقتصادي وسياسي بهذه الكثافة العالية لفترة طويلة”.

وأضاف أن “استقبال اللاجئين” من قِبل الدول الأخرى التي ستقبلهم هو الحل الوحيد “لإنهاء معاناة وألم اليهود والعرب على حد سواء”.

ويأوي قطاع غزة ما يزيد على مليوني فلسطيني، في مساحة لا تتجاوز 360 كيلو مترًا مربعًا.

وجراء العدوان الإسرائيلي على القطاع، منذ هجوم المقاومة المباغت على إسرائيل في 7 أكتوبر، نزح ما يتجاوز 1.5 مليون فلسطيني من شمال القطاع إلى الجنوب في ظل الحصار المطبق، وتحت وطأة قصف لا يتوقف استهدف المنشآت المدنية والمدارس والمستشفيات، وخلّف ما يزيد على 11 ألف شهيد وما يزيد على 28 ألفًا من الجرحى.

تاريخ من التصريحات المتطرفة

ويمتلك وزير مالية الاحتلال، قائمة طويلة من التصريحات المتطرفة والمسيئة، بحق الفلسطينيين والقضية الفلسطينية.

ففي مارس الماضي، آثار سموتريش، من باريس الجدل، بعد ما أنكر وجود الشعب الفلسطيني، خلال إحياء ذكرى وفاة الناشط الفرنسي الإسرائيلي المقرّب من اليمين الإسرائيلي جاك كوبفر، بقوله: “لا يوجد فلسطينيون لأنه لا يوجد شعب فلسطيني”، بينما في الخلفية خريطة لإسرائيل تضم الأردن والأراض الفلسطينية، ما ترتب عليه إدانة واحتجاجًا شديدين تقدمت بهما المملكة الأردنية، إزاء ما اعتبرته “تصرفًا تحريضيًا عنصريًا متطرفًا، فضلًا عن كونه يعد خرقًا للأعراف الدولية ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية”.

سبق ذلك بأيام، تصريحات أخرى متطرفة لسموتريش، حين دعا لمحو بلدة حوارة الفلسطينية، في تصريحات أثارت ضجة وإدانة دولية، وأخرجت الولايات المتحدة من الحذر المعهود بشأن تصرفات الاحتلال، وانتقدت وقتها تصريحات الوزير “غير المسؤولة” ووصفتها بـ”المقززة والداعية للعنف”، وحثت حينها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على إدانة رسمية لما بدر من وزير خارجيته.

مصر ترفض

وأكد كبير الدبلوماسية المصرية، رفض مصر لتصريحات وزير الاحتلال، بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، أو اعتبارها “حل إنساني أنسب” بحد زعم إسرائيل.

وانتقد وزير الخارجية المصرية سامح شكري “سيولة” التصريحات غير المسؤولة المنسوبة لمسؤولين بالحكومة الإسرائيلية، التي عدّها في مجملها تخالف قواعد وأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني.

وذكر بيان الخارجية المصرية: “ردًا على استفسار من عدد من المحررين الدبلوماسيين بشأن تصريح وزير المالية الإسرائيلي حول اعتبار التهجير الطوعي لسكان غزة هو الحل الإنساني الأنسب، عقّب وزير الخارجية، بأنه قد لوحظ على مدار الفترة الماضية سيولة في التصريحات غير المسؤولة المنسوبة لمسؤولين بالحكومة الإسرائيلية، التي تخالف في مجملها قواعد وأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

تصفية القضية الفلسطينية

وحذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق من الشهر الماضي، من أن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر قد يتبعه تهجير للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن.

ونوّه الرئيس السيسي بأن من شأن حدوث ذلك تصفية القضية الفلسطينية نفسها، وأن تصبح “بالتالي فكرة الدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها غير قابلة للتنفيذ”….

مي محمد ✍️✍️✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *