اندثرت مظاهر الاحتفالات بشهر رمضان في قطاع غزة، إذ تحولت المنازل التي كانت مزينة بالأضواء إلى أنقاض، وخلت الطاولات التي كانت محاطة بالعائلات ومحملة بالطعام، وسط الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

وتصوم العائلات في غزة دون الحصول على ما يكفي من الطعام والمياه النظيفة، في أعقاب استشهاد أكثر من 25 شخصًا بسبب الجوع.

وعشية شهر رمضان، جلس حسين عودة – 37 عامًا – وسبعة من أفراد عائلته لتناول وجبة السحور، وعلى الطاولة أمامهم لم يكن هناك سوى 7 أونصات من اللبنة وبعض الخبز.

وقال عودة لشبكة “إن بي سي نيوز” في مقابلة عبر الهاتف: “لم ينفد الطعام، لأننا اعتدنا على تناول كميات صغيرة من الطعام”.

وذكر مهندس الكمبيوتر، الذي نزح إلى رفح في جنوب غزة، أنه فقد نحو 65 كيلو جرام من وزنه منذ بدء الحرب على غزة، إذ اعتاد الصيام لمدة ستة أشهر تقريبًا.

وقال أحد الأشخاص الذين نزحوا من حي الشجاعية في مدينة غزة، إلى رفح: “عادةً ما نجتمع جميعًا، وتكون العائلة بأكملها معي.. كنا في المنزل، ونشعر بالأمان وكان لدينا كهرباء وماء بارد وثلاجة وعصائر”.

وتابع: “هذا العام، تزين زخارف رمضان المصنوعة يدويًا الخيمة المؤقتة التي يتقاسمها تسعة أفراد من الأسرة، ولا يوجد غاز، إذ نطبخ على نار نصنعها بأنفسنا تحرق أيدينا”.

ويزداد الوضع سوءًا في شمال غزة، إذ لا يعد أمام الكثيرين خيار سوى البحث عن الخبيزة، وهي نبتة برية، وقالت سامية عبد جمال، التي نزحت إلى مخيم جباليا للاجئين، حتى هذا ليس خيارًا دائمًا، مضيفة: “لم نتناول السحور، شربنا الماء فقط وذهبنا للنوم، فليس لدينا خبز أو طحين”.

وبينما دمرت هجمات العدوان الإسرائيلي معظم مساجد القطاع، تجمع المئات عشية شهر رمضان بالقرب من أنقاض مسجد الفاروق في رفح لأداء صلاة التراويح، كذلك، أدى الفلسطينيون في غزة صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان بجوار أطلال المسجد.

يواجه أكثر من نصف مليون من سكان غزة المجاعة، بحسب الأمم المتحدة، وقال برنامج الغذاء العالمي إن سكان غزة يواجهون مجاعة وشيكة.

حذرت اليونيسف، الجمعة الماضي، من أن أكثر من 30% من الأطفال دون سن الثانية يعانون حاليًا سوء التغذية الحاد في المنطقة.

وأدى القصف المتواصل على مدنيي القطاع إلى نزوح نحو 80% من السكان وتدمير 45% من المباني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *