توجد علاقة وثيقة بين المخدرات والجرائم المجتمعية، حيث أن تعاطي المخدرات قد يؤدي إلى ارتكاب الأفراد لجرائم مختلفة بمختلف أشكالها وأنواعها، سواء كانت جرائم عنف أو سرقة أو تجارة المخدرات نفسها.

فتعاطي المخدرات يؤثر على القدرة العقلية والجسدية للشخص، مما يجعله أكثر عرضة للتصرفات العنيفة والمتهورة، وقد يؤدي إلى زيادة قدرته على ارتكاب الجرائم والتحرش بالآخرين.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن تعاطي المخدرات يؤدي إلى ارتفاع مستوى الجريمة المنظمة والتجارة غير الشرعية بما في ذلك تجارة المخدرات، وهو ما يؤدي إلى زيادة مستويات العنف والجريمة في المجتمع.

ومن أجل تقليل هذه العلاقة السلبية بين المخدرات والجرائم المجتمعية، يجب تعزيز التوعية حول مخاطر تعاطي المخدرات والحد من تهريبها وتجارتها، كما يجب توفير العلاج والدعم للأشخاص الذين يعانون من الإدمان على المخدرات، وتوفير فرص العمل والتعليم والخدمات الاجتماعية للأفراد المعرضين للخطر.


علاقة المخدرات بالجريمة

المخدرات هي مركبات كيميائية تكون من منشأ نباتي أو صناعي، وتستخدم بشكل أساسي لأغراض طبية كنوع من العلاج أو لتهدئة أعراض المرض والتخفيف من شدة الألم، لكن في بعض الحالات يلجأ بعض الأفراد لاستخدام المخدرات بدون حاجة طبية لها أو ما يعرف بالاستخدام الترفيهي للمواد المخدرة، سواء عن وعي بتأثيراتها وإرادة مسبقة أو الجهل بآثارها وبطريقة غير مباشرة في بداية الأمر، ما يؤدي في النهاية إلى إدمان هذه المواد المخدرة وتحولها إلى حاجة يصعب الاستغناء عنها من قبل الشخص المدمن، والتي تنعكس عليه بصورة سلبية كبيرة على الصعيد الصحي والنفسي والسلوكي

أما السلوك الإجرامي فهو هو كل فعل أو امتناع عن فعل بما يخالف القوانين الموجودة في الدولة وينطوي على خطر أو ضرر يلحق بالفرد أو المجتمع.
ويمكن تقسيم أصحاب السلوك الإجرامي إلى قسمين رئيسين، الأول يمارس السلوك الإجرامي بوعي كامل لتصرفاته وعواقبها الإجرامية على الفرد والمجتمع، أما الثاني فهم الأفراد الذين يمارسون السلوك الإجرامي دون وعي بمخاطر أفعالهم وعواقبها لعدم توفر الأهلية العقلية لديهم أو بسبب معاناتهم من أمراض نفسية مختلفة أو يكونوا ضحايا يتم استغلالهم نتيجة الجهل والفقر.
ويظهر تأثير المخدرات بشكل أكبر على أصحاب الفئة الأخيرة حيث تساهم المخدرات في زيادة تعرضهم للاستغلال واجبارهم على القيام بأفعال إجرامية قد لا يكونوا على وعي بها.


عوامل انتشار المخدرات والجريمة

قبل الحديث عن تأثير المخدرات على السلوك الإجرامي للأفراد، يجب التنويه للعوامل التي تساهم في ازدياد نسبة انتشار المخدرات في المجتمع والجريمة المرتبطة بها، ومن هذه العوامل:

  • الجهل:يساهم انتشار الجهل بين طبقات المجتمع وخاصة الفقيرة منها إلى عدم معرفة القوانين أو تأثير المواد المخدرة عليهم ما يدفع الأفراد إلى التعامل بلا مبالاة مع المواد المخدرة والتي تنعكس عليهم بصورة سلبية فيما بعد.
  • الفقر والأوضاع المادية السيئةتدفع هذه العوامل بعض الأفراد إلى ارتكاب جرائم مثل السرقة أو الاحتيال للحصول على بعض العوائد المادية، وتظهر هذه الحالة بشكل كبير في حال إدمان الفرد على المخدرات.
  • التفكك الأسري:يساهم في لجوء الأبناء إلى أصدقاء السوء أو إلى أن يتم استغلالهم من قبل أشخاص أكبر منهم سناً للقيام ببعض الأفعال الجرمية التي لا يدركون عواقبها بسبب صغر سنهم وغياب دور الأسرة في إرشاد الأبناء لتجنب الأفعال الجرمية أو التي قد تسوقهم إليها.
  • غياب الوازع الأخلاقي والديني:الأسباب المذكورة في الأعلى تؤدي جميعها إلى غياب الوازع الديني والوعي بالأخلاق والأعراف والقوانين التي تحكم المجتمع والبيئة المحيطة بالفرد ما يتسبب أيضاً في زيادة معدلات انتشار المخدرات بالتالي انتشار الجرائم المرتبطة بها.

وهل التحرش بالاطفال مرتبط بتعاطى المخدرات

لا يمكن القول بأن التحرش بالأطفال مرتبط بتعاطي المخدرات بشكل عام، حيث يمكن أن يكون السبب وراء التحرش بالأطفال أسباب عديدة مثل الاضطرابات النفسية وعدم الثقة بالنفس والعوامل البيئية والثقافية والاجتماعية وغيرها.

ولكن يمكن أن يكون تعاطي بعض المخدرات أحد العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث التحرش بالأطفال، حيث يؤدي تعاطي بعض المخدرات إلى تأثيرات سلبية على النظام العصبي والسلوك، مما يزيد من احتمالية حدوث سلوكيات عدوانية وغير ملائمة.

وبالتالي، يجب العمل على مكافحة تعاطي المخدرات والوقاية منها بشكل عام، وتقديم المساعدة والدعم اللازم للأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو سلوكية وعدم الثقة بالنفس، وتعزيز الوعي العام حول خطورة التحرش بالأطفال ومخاطر التعاطي المخدرات على الصحة النفسية والجسدية والمجتمع بشكل عام.


الادمان والعنف الاسرى

يمكن تعريف العنف الاسري بأنه أي تهديد أو اعتداء أو اساءة جسدية أو نفسية أو جنسية موجهة للشريك أو للأطفال أو لكبار السن في الاسرة، ويتمثل السلوك الإجرامي للفرد المتعاطي للمواد المخدرة في التصرف بعدوانية وعنف شديد مع جميع أفراد أسرته حيث أنه:

  • الاعتداء على أفراد الأسرة:التعامل بشكل عنيف مع الزوجة بالدرجة الأولى ومع باقي أفراد الأسرة، وكثير من الأحيان يلجأ للضرب العنيف لإخضاع أفراد الأسرة لرغباته.
  • العنف الجنسي: يترافق عنف المدمن بسلوك جنسي عنيف تجاه الزوجة مع عدم مراعاة مشاعرها وقد تتعرض الزوجة في كثير من الأحيان لما يشبهالاغتصاب من الزوج المدمن.
  • التحرش بالابناء:فقدان متعاطي المخدرات للوعي والإدراك العقلي قد يجعله يقدم على التحرش أو الاعتداء الجنسي حتى تجاه أطفاله نتيجة غياب الوازع الديني والأخلاقي لديه، وفي كثير من الأحيان لا يذكر ماذا فعل بعد مضي وقت على قيامه بهذا السلوك الإجرامي.
  • قتل أحد افراد الأسرة:الهلوسات والتخيلات التي ترافق المتعاطي للمواد المخدرة قد تدفعه للشك في خيانة الشريك له أو قيام أحد الأبناء بتصرفات لا ترضيه أو الشك في أن أخيه يريد قتله والكثير غيرها من الأوهام، وهذه الهلوسات قد تدفعه في النهاية للقيام بجريمة قتل تجاه أحد أفراد أسرته.
  • السرقة من أفراد الأسرة:حاجة الشخص المدمن للمخدرات تدفعه في كثير من الأحيان للقيام بسرقة الأموال من جميع أفراد الأسرة لتأمين حاجته وشراء المواد المخدرة، لذلك قد تكون الجرائم المرتبطة بالسرقة هي أكثر مظاهر السلوك الإجرامي شيوعاً لمدمني المخدرات.

الخطوات التي يمكن اتخاذها لمكافحة تعاطي المخدرات

هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها لمكافحة تعاطي المخدرات، وتشمل هذه الخطوات:

  • التوعية والتثقيف: يجب تقديم التوعية والتثقيف للأفراد بشأن خطورة تعاطي المخدرات وأضرارها على الصحة النفسية والجسدية والمجتمع. ويمكن توفير هذه التوعية عن طريق المدارس والمستشفيات والمجتمعات المحلية والوسائل الإعلامية.
  • توفير الدعم والعلاج: يجب توفير الدعم النفسي والعلاج للأفراد الذين يعانون من إدمان المخدرات، وذلك من خلال توفير الخدمات الصحية والنفسية وبرامج العلاج النفسي والتأهيل الاجتماعي.
  • تشديد الرقابة: يجب تشديد الرقابة على تجارة المخدرات ومراقبة تداولها ومحاربة التهريب والترويج لها، وذلك بالتعاون مع السلطات المعنية.
  • تعزيز الوعي العام: يمكن تعزيز الوعي العام بشأن خطورة تعاطي المخدرات وأضرارها، وذلك من خلال الحملات الإعلامية والفعاليات التوعوية والتثقيفية.
  • تعزيز القيم والأخلاق الإيجابية: يمكن تعزيز القيم والأخلاق الإيجابية في المجتمع وتشجيع الناس على الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية، وذلك بتوفير بيئة صحية وآمنة وتشجيع النشاطات الرياضية والثقافية والاجتماعية الإيجابية.
  • التعاون الدولي: يجب التعاون الدولي في مكافحة تعاطي المخدرات وتجارتها، وذلك بتبادل المعلومات والخبرات وتطوير البرامج والسياسات الوطنية والدولية للحد من تعاطي المخدرات وأضرارها على المجتمعات.
  • توفير فرص العمل والتعليم: يجب توفير فرص العمل والتعليم للشباب والأفراد الذين يعانون من البطالة والفقر، وذلك لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للأفراد والمجتمعات.

2 comments on “علاقة المخدرات بالجرائم المجتمعية وهل التحرش بالاطفال مرتبط بتعاطى المخدرات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *