علّقت شركات الشحن الكبرى مرور سفنها، حتى ضمان سلامة الملاحة في مضيق باب المندب، إذ تعبر 40% من التجارة الدولية، ورفضت أخرى قبول نقل البضائع الإسرائيلية، في أعقاب الموجة الأخيرة من الهجمات الحوثية ضد مصالح تل أبيب في البحر الأحمر، وسط تقارير تتحدث عن خسائر ستتكبدها الدولة العبرية على المدى الطويل.
تحويل مسار رحلات تجارية
أعلنت الشركات الدنماركية ميرسك، الألمانية هاباج-ليود، الفرنسية سي ام إيه سي جي إم، والإيطالية السويسرية إم أس سي، تعليق رحلات سفنها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر، وبدورها عزت شركة النفط البريطانية “بريتيش بتروليوم” اتباعها الإجراء ذاته لـ”لتدهور الوضع الأمني للنقل البحري في البحر الأحمر”، بحسب “فرانس برس”.
وانضمت العملاقة القبرصية “فرونتلاين”، الرابعة عالميًا بين شركات الناقلات العملاقة، وقالت إنها ستتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن، في ظل التوترات الحالية.
و”بحسب بلومبرج” وفقًا لبيانات تتبع السفن، غيرت على الأقل خمس سفن لنقل الغاز، مسارها بعيدًا عن المياه قبالة سواحل اليمن، منذ الجمعة الماضي.
التوقف عن نقل بضائع إسرائيلية
أعلنت شركة شحن الحاويات التايوانية “إيفر جرين”، في وقت سابق أمس الاثنين، توقفها عن قبول البضائع الإسرائيلية، وعلقت ملاحة السفن التابعة لها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر، وحولت مسار عدد من الرحلات المقرر عبورها عبره إلى رأس الرجاء الصالح لمواصلة رحلاتها إلى الموانئ، وفي أعقاب القرار تبعتها عدد من الشركات.
على الجانب الآخر، مقابل التهديدات في البحر الأحمر، أعلنت شركة الشحن الإسرائيلية “ZIM” زيادة أسعار نقل الحاويات بزيادة قدرها 100 إلى 400 دولار للحاوية الواحدة، بحسب ما أوردت صحيفة “إسرائيل هيوم”.
إسرائيل تتكبد الخسائر
وإلى جانب خسائر تتكبدها إسرائيل جراء الحرب على ما يبدو ستتكبد المزيد عقب التهديدات الحوثية في البحر الأحمر، حيث الكلفة المرتفعة لبدائل الشحن البحري.
وفرضت الهجمات الحوثية المزيد من الضغوط على الشركات التي لا تزال تقدم خدمات النقل البحري إلى إسرائيل، ارتفعت تكلفة شحن البضائع إلى إسرائيل عن طريق البحر الأحمر، واتجهت بعض خطوط الحاويات لفرض رسوم إضافية جديدة، وفق مصادر ملاحية نقلت عنها “رويترز”.
وقالت إسرائيل، التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على التجارة البحرية، في وقت سابق من أكتوبر الماضي، إنها ستقدم تعويضات للسفن المتضررة بسبب الحرب مع حماس، لكنها لم توضح ما إذا كانت ستغطي تكاليف الشحن الإضافية، بحسب “تايمز أوف إسرائيل”.
وتراجعت حركة السفن في ميناء إيلات بنسبة 80% بسبب هجمات الحوثيين، بحسب تقرير نشرته صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية العبرية.
ولم تستبعد الصحيفة العبرية، وفق محللين، استمرار الضرر الذي يلحق بنشاط الميناء حتى نهاية يناير على الأقل، وسط غياب سيناريو بديل يشمل اقتراح ميناء آخر يستقبل الرحلات في حال استمرت الأزمة.
ورجح التقرير أن أي طريق بديل جديد سيجعل النقل باهظ الثمن وسترتفع تكلفة المعيشة بشكل كبير في إسرائيل، ما يزيد السخط العام على حكومة نتنياهو، منذ بدء شن العمليات العسكرية على غزة.
رغم ذلك، أعلن ميناء أسدود، المطل على البحر المتوسط، اليوم الأربعاء، استعداده لاستقبال أي سفن تغير مسارها، بعيدًا عن ميناء إيلات على البحر الأحمر، بسبب التهديدات الحوثية، بحسب “رويترز”.
وأشارت تقديرات بيانات الملاحة الإسرائيلية، إلى أن موانئ الاحتلال فرغت عام 2022 بضائع حمولتها تزن 40.6 مليون طن، كما حمّلت إلى الخارج بضائع بلغت حمولتها 18.2 مليون طن.