لم يعد الاعتراف بدولة فلسطين حلمًا بعيد المنال، حيث تدرس العديد من الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي وخارجه اتخاذ تلك الخطوة، كونها الحل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، إلا أن هذه التحركات قوبلت بهجوم شديد من المتطرفين الإسرائيليين الذين يسعون بكل قوة للوقوف أمامها ومنعها.

وفي 29 نوفمبر 2012، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة اقتراحًا يغير وضع «كيان» فلسطين إلى «دولة مراقبة غير عضو» بتصويت 138 واعتراض 9، مع امتناع 41 عضوًا عن التصويت، وبحسب موقع elpais ، فقد اتخذت 142 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة خطوة الاعتراف بدولة فلسطين، وفي الأسابيع الأخيرة، اعترفت العديد من دول الكاريبي في خطوة أحادية الجانب.

الاعتراف المتزامن

وتعمل الحكومة الإسبانية بالتنسيق مع الدول الأوروبية الأخرى الراغبة في اتخاذ الخطوة لمحاولة تحقيق الاعتراف المتزامن بالدولة الفلسطينية، وبحسب الموقع فإنه من المنتظر أن يعقد اجتماع يوم 21 مايو الجاري للقيام بذلك الأمر، وذلك قبل بدء الحملات الانتخابية للبرلمان الأوروبي في يونيو القادم، بهدف اتخاذ القرار خارج الجدل الانتخابي.

من جانبه أكد رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس أن الاعتراف الرسمي هو جزء مهم من الاعتراف بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، حيث تعيش دولة فلسطين ودولة إسرائيل جنبًا إلى جنب في سلام.

خطوة قريبة جدا

ويحرص رؤساء وزراء الدول المجتمعة على إحراز تقدم في هذا الشأن وتنسيق الجهود فيما بينهم لتحقيق ذلك، وبحسب “رويترز” أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أن المحادثات تشمل عدة دول أخرى، وسيتم اتخاذ تلك الخطوة قريبًا جدًا، حيث يعمل مع زملائه الأوروبيين لتحليل أفضل وقت لتحقيق هذا الاعتراف.

وفي أبريل الماضي، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد انضمام فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، على الرغم من أنها حظيت بدعم 12 دولة من أصل 15 دولة عضو في مجلس الأمن، كما تقف أمريكا ضد الاعتراف الأحادي الجانب بفلسطين، وتعتقد أن أفضل طريقة لتحقيقها هي من خلال الحوار والتفاوض.

إنهاء الصراع

وبدأت دولة سلوفينيا بالفعل إجراءات الاعتراف بدولة فلسطين، وبحسب رويترز يعتبر ذلك شكلًا من أشكال الضغط لإنهاء الصراع في غزة، وأكدت وزيرة الخارجية أن قرار الاعتراف سيتم طرحه إلى البرلمان السلوفيني حتى 13 يونيو الوشيك، مشيرة إلى أن “الأهوال التي نراها كل يوم في غزة غير مقبولة ويجب أن تتوقف”.

كما سارت جامايكا على خطى جارتها الكاريبية بربادوس في الاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطين خلال الأيام الماضية، مما منح السلطة الفلسطينية انتصارين دبلوماسيين، وقالت وزيرة الخارجية الجامايكية كامينا جونسون سميث، أن حل الدولتين الخيار الوحيد القابل للتطبيق لحل الصراع طويل الأمد، وضمان أمن إسرائيل، ودعم كرامة وحقوق الفلسطينيين.

فكرة خطيرة

في إسرائيل، اعتبرت حكومة بنيامين نتنياهو، أن تلك الخطوات تعتبر خطرًا كبيرًا ولابد من مواجهتها بكل السبل والوسائل المتاحة، وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية عقد وزير المالية بتسلئيل سموتريش اجتماعًا مع رؤساء السلطات في يهودا والسامرة، حيث بحث معهم ما وصفوه بالخطر الملموس المتمثل في إقامة دولة فلسطينية بمشاركة دولية.

وحذر الوزير الإسرائيلي المتطرف رؤساء السلطات من أن الدولة الفلسطينية تشكل تهديدًا خطيرًا على إسرائيل، حيث أصبحت قريبة كما كانت من قبل، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن يكون يوم 7 أكتوبر هو يوم تأسيس الدولة الفلسطينية، مشددًا أنه عليهم أن يمنعوا ذلك بكل الأدوات المتاحة لهم، معتبرًا أن ذلك هو الوقت المناسب للعمل ضد هذه الفكرة الخطيرة، والترويج لخطورتها لدول العالم…..

مي محمد ✍️✍️✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *