على مدى الأشهر الثلاثة الماضية كان رمز النضال الفلسطيني “البطيخ” أيقونة الاحتجاجات العالمية ضد الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، حيث كانت تلك الفاكهة تزين اللافتات والقمصان والبالونات، التي يحملها المشاركون في المظاهرات، وحتى المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويعود اختيار فاكهة البطيخ، كرمز للنضال الفلسطيني، لعدة أسباب كان أهمها قمع سلطات الاحتلال عقب حرب 1967 لأي محاولات فلسطينية لعرض العلم سواء في الضفة الغربية أو غزة، وغلق العديد من المعارض الفنية التي يتم فيها رسم العلم في الداخل المحتل، وهو ما جعل الأهالي يستخدمون فاكهة البطيخ، لتشابهها مع ألوان العلم الفلسطيني في الاحتجاجات التي تتم بالأماكن العامة، خوفًا من القمع.

عواصم العالم

وسلّطت شبكة “إي بي سي نيوز” الأمريكية، الضوء على انتشار أيقونة البطيخ من نيويورك وباريس إلى دبي وبلجراد، بعد ما أصبحت رمزًا للتضامن، بعد تجمع آلاف الناشطين الذين لا يتحدثون اللغة نفسها أو ينتمون إلى الثقافة نفسها، لكن لديهم قضية مشتركة، وهي احتضان ألوان العلم من أجل الحرية والمساواة.

وقامت العديد من المنظمات بتضخيم صورة البطيخ في المظاهرات، بهدف الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، حاملين اللافتات نفسها في جميع الاحتجاجات تقريبًا بعواصم العالم المختلفة بألوان العلم الفلسطيني وبطيخة  مثلثة، وسبب ذلك يعود – وفقا للصحيفة – إلى الفن الذي شارك في حركات الاحتجاج، ثم أصبح هو التيار المسيطر.

الرقابة القمعية

ورغم الحظر الذي فرضته وسائل التواصل الاجتماعي، التي وصفته الصحيفة بـ”الرقابة القمعية” من قِبل شركات وسائل التواصل الاجتماعي مثل ميتا وانستجرام وتيك توك، إلا أن الإنترنت يعج الآن بالعلامات المصورة والرموز التعبيرية لفاكهة البطيخ، وغيرها من الرموز المطبعية التي تشير إلى المعارضة السياسية.

ويعود سبب ذلك إلى تمكن النشطاء الشباب في جميع أنحاء العالم باستخدام العديد من الوسائل، التي تعمل على تخريب التحيزات الخوارزمية على المنصات، وتمكنوا من تجاوز القمع في المنشورات مثل كلمة “فلسطيني” أو “غزة”، وأصبحت فاكهة البطيخ بديلًا لتلك الكلمات المحظورة، ورمز وقف إطلاق النيران في غزة فور مشاهدته.

رمز للمقاومة

وأكد عدد من الخبراء للشبكة أن قضايا الأعلام والقومية لا تحظى عادة بأي انتفاضات أو اهتمام عالمي، لكن عندما يتعلق الأمر بالعلم الفلسطيني، فالأمر يعتبر مختلفًا من وجهة نظرهم، كونه علم شعب مُستعمَر لم يشهد استقلال أبدًا، ولذلك أصبح رمزًا للمقاومة أكثر من كونه رمزًا للقومية.

وكشف الخبراء، أن التضامن بالوسائل التعبيرية، لم يكن موجودًا قبل ذلك، ومع اشتعال الحرب على غزة، أصبحت القضية الفلسطينية الأولى عالميًا في استخدام الرموز المصورة كبديل واسع النطاق للمطالبة بالحرية، محذرين في الوقت نفسه من أن ذلك يكشف أيضًا عن وجود ارتفاع ملحوظ في الرقابة على المحتوى الفلسطيني.

البطيخ ليس وحده

ومن العلامات الأخرى للتضامن الفلسطيني العالمي، التي انتشرت حول العالم، كما تقول الصحيفة، المفاتيح والملاعق والزيتون والحمام والكوفية، حيث يواصل الناشطون في جميع أنحاء العالم طوال الوقت الدعوة إلى السلام والوقف الدائم لإطلاق النار في غزة باستخدام تلك الرموز المختلفة، إلا أن البطيخ هو الرمز السائد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *