في الوقت الذي تسعى فيه كل دولة لتأكيد هيمنتها وتوسيع نفوذها الفضائي، تشهد الساحة الدولية تنافسًا محتدمًا في مجال الفضاء بين الصين والولايات المتحدة، إذ حذرت قوات الفضاء الأمريكية من هجوم صيني محتمل في الأيام القادمة لمهاجمة الأقمار الصناعية الأمريكية.

ومن جانبها، دحضت الصين هذه الادعاءات واصفة إياها بأنها “ذريعة لتوسيع (أمريكا)قوتها العسكرية الخاصة”.

مخاوف أمريكية

وبحسب ما قاله العميد أنتوني ماستالير، قائد قوات الفضاء الأمريكية، فإن الصين تخطط لمهاجمة الأقمار الصناعية الأمريكية من القمر، وذلك وسط مخاوف أمريكية متزايدة بشأن برنامج الصين الفضائي.

وذكر موقع “ديفينس وان” نقلًا عن أنتوني ماستالير، أنه “من منظور عسكري، مازلنا لا نعرف إذا كانت هناك مسارات هجوم لم نأخذها في الاعتبار أو يجب أن نأخذها في الاعتبار، سواء كان ذلك في الفضاء الخارجي أو في الفضاء القريب من القمر أو غير ذلك”.

وقال العميد الأمريكي، إنه لا يزال يركز بشكل أساسي على النزاعات المحتملة على الأرض، ولكن استراتيجية الصين القمرية تحتاج إلى النظر بعناية.

وخلال مناقشته لبرنامج الصين لاستكشاف القمر، ذكر: “في الوقت الحالي، سأكون أكثر قلقًا بشأن ما تعنيه هذه المدارات الجديدة، وماذا يعني ذلك لمسارات الهجوم المحتملة لمداراتنا التشغيلية التقليدية”.

لدى الولايات المتحدة الآلاف من الأقمار الصناعية في المدار، والتي تُستخدم لمجموعة متنوعة من الأغراض المدنية والعسكرية. كما أن لديها أقمارًا صناعية قريبة من القمر تُستخدم لرصد تهديدات الصواريخ الباليستية.

ويزداد قلق المسؤولين الأمريكيين بشأن خطط الصين العسكرية في الفضاء. إذ صرح الجنرال ستيفن وايتينج، رئيس قيادة الفضاء الأمريكية، خلال جلسة استماع في الكونجرس في فبراير الماضي، بأن القدرات العسكرية الصينية في الفضاء تنمو بوتيرة “مذهلة”.

وقال “وايتينج”: “تعمل الصين على تطوير قدراتها العسكرية الفضائية والمضادة للفضاء بوتيرة مذهلة لإنكار القدرات الفضائية الأمريكية عندما تختار ذلك”.

وبدوره أوضح ريتشارد فيشر من مركز التقييم والاستراتيجية الدولية مؤخرًا لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، أن الصين قد تسعى لاستخدام وجودها على القمر لأغراض اقتصادية وعسكرية.

وأكد أنه “من القمر، يمكن للصين مراقبة الفضاء القريب من القمر بشكل أفضل وكذلك نشر أنظمة الليزر أو الصواريخ لمهاجمة الأقمار الصناعية الأمريكية الحيوية في الفضاء العميق”.

لكن خبراء آخرين يعتقدون أن السيطرة الصينية على القمر تظل أمرًا غير مرجح للغاية.

غضب صيني

وردت الصين على هذه الادعاءات، قائلة إن الولايات المتحدة تقدم هذه الاتهامات “كذريعة لتوسيع قوتها العسكرية الخاصة”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”.

وكجزء من برنامج الصين المتنامي لاستكشاف الفضاء، تخطط الصين لتنفيذ 100 عملية إطلاق فضائي في عام 2024، تشمل إرسال أكثر من 300 مركبة محمّلة بأقمار صناعية متطورة. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لبكين تهدف إلى تعزيز قدراتها الفضائية والتكنولوجية.

وأعلنت كل من الصين وروسيا عن تعاون مشترك فيما بينهما لوضع خطط لإيجاد طرق لنقل وتركيب محطة طاقة نووية على سطح القمر بحلول عام 2035.

وكانت الإشارة الأولى إلى هذا التعاون المشترك بين البلدين في عام 2021، عندما صرح بي تشاو يو، نائب رئيس برنامج استكشاف القمر التابع لإدارة الفضاء الوطنية الصينية، أن بكين وموسكو تخططان للبدء في بناء المحطة القمرية العلمية الدولية في عام 2026 واستكمالها بالكامل بحلول عام 2035.

مشروع قرار

وفي الآونة الأخيرة، تعمل الولايات المتحدة واليابان من أجل حظر الأسلحة النووية في الفضاء، عن طريق تمرير مشروع قرار من مجلس الأمن الدولي.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى مجلس الأمن، ليندا توماس جرينفيلد أمام اجتماع للمجلس، إن ” وضع أسلحة نووية في مدار حول الأرض سيكون أمرًا غير مسبوق وخطير وغير مقبول”.

ويأتي هذا الإعلان بعد تأكيد البيت الأبيض الشهر الماضي أن روسيا حصلت على قدرة أسلحة “مثيرة للقلق” مضادة للأقمار الصناعية، على الرغم من أن هذا السلاح لم يدخل الخدمة بعد.

وتحظر معاهدة الفضاء الخارجي التي صدقت عليها حوالي 114 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا، نشر “الأسلحة النووية أو أي نوع آخر من أسلحة الدمار الشامل” في المدار أو نشر “الأسلحة في الفضاء الخارجي بأي طريقة أخرى”.

وفي هذا الصدد، قالت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا، التي ترأست اجتماع المجلس، إنه حتى أثناء “بيئة المواجهة” التي سادت الحرب الباردة، اتفق المنافسون العالميون على ضمان بقاء الفضاء الخارجي سلميًا.

وأكدت أن الحظر المفروض على وضع أي أسلحة دمار شامل في الفضاء يجب أن يتم التمسك به اليوم…..

مي محمد ✍️✍️✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *