منذ بدء الحرب على غزة، التي تدخل يومها الـ121 تتلقى دولة الاحتلال الإسرائيلي دعمًا لا محدود من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن بعد تقرير الرئيس الأمريكي بشأن العقوبات على عدد من الإسرائيليين، يبدو أنه قد تلاشى كل شيء فخرجت اتهامات ضد جو بايدن من قلب تل أبيت تتهمه بمساعدة حماس.

ووقع “بايدن”، الخميس الماضي، على أمر تنفيذي يسمح للولايات المتحدة بفرض عقوبات على مستوطنين وربما سياسيين ومسؤولين حكوميين إسرائيليين متورطين في هجمات عنيفة ضد الفلسطينيين.

مقارنة بين بايدن وترامب

صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أجرت مقابلة مع إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، انتقد فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن قائلًا: “بدلًا من أن يقدم لنا الدعم الكامل، فهو مشغول بتقديم المساعدات الإنسانية والوقود لغزة التي تذهب إلى حماس”، مضيفًا “لو كان ترامب في السلطة لكان سلوك الولايات المتحدة مختلفًا تمامًا”.

ورأى وزير الأمن القومي الإسرائيلي أن إدارة بايدن تضر بالمجهود الحربي الإسرائيلي، وأنه يعتقد أن ترامب سيسمح بيد أكثر حرية لقمع حماس، لافتًا إلى خطته للهجرة الطوعية لسكان غزة، التي يشجع فيها سكان القطاع على الهجرة الطوعية إلى أماكن حول العالم من خلال الحوافز المالية، مُعتبرًا أن ذلك هو “الحل الإنساني الحقيقي”.

وأضاف “أن عقد مؤتمر دولي قد يساعد في إيجاد دول مستعدة لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين، وهناك فلسطينيون سيكونون منفتحين لمناقشة هذا الأمر، جزئيًا بناءً على معلومات استخباراتية تلقاها”.

يضر بأمن إسرائيل

انتقد يائير لابيد، زعيم المعارضة، المقابلة بشدة، إذ كتب على حسابه بـ”إكس” “تويتر سابقًا”: “المقابلة التي أجراها بن جفير مع صحيفة وول ستريت جورنال، هي هجوم مُباشر على مكانة إسرائيل الدولية وعلى المجهود الحربي، إذ يضر بإسرائيل وأمنها، وقبل كل شيء، يثبت أنه لا يفهم أي شيء في السياسة الخارجية، أود أن أدعو رئيس الوزراء إلى كبح جماحه، لكن نتنياهو ليس لديه سيطرة على المتطرفين في حكومته”.

كما انتقد أرييه درعي، رئيس حزب شاس، عضو حكومة الحرب، “بن جفير” بشكل ضمني، وكتب على “إكس”: “شكرًا للرئيس الأمريكي جو بايدن، سيتذكر شعب إسرائيل إلى الأبد كيف وقفت من أجل حق إسرائيل في واحدة من أصعب ساعاتنا، أنت وأمريكا مملكة للنعمة، كما أن هناك اختلافات في الرأي بين الأصدقاء والمعارف، أنتم تدفعون ثمنًا شخصيًا وسياسيًا لمساعدتنا، ولهذا سنشكركم إلى الأبد”.

أول تعليق من نتنياهو

جاء أول رد من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على العقوبات الأمريكية، قائلًا إن “الأغلبية المطلقة من المستوطنين في يهودا والسامرة هم مواطنون ملتزمون بالقانون، وتتصرف إسرائيل ضد جميع منتهكي القانون في كل مكان، لذا فلا مجال لإجراءات استثنائية في هذا الصدد”.

بتسلئيل سموترتيش

وجه بتسلئيل سموترتيش، وزير المالية الإسرائيلي، ردًا حادًا على القرار الأمريكي، قائلًا: “حملة عنف المستوطنين هي كذبة معادية للسامية ينشرها أعداء إسرائيل بهدف تشويه سمعة المستوطنين الرواد والمشروع الاستيطاني والإضرار بهم، وتشويه سمعتهم من خلالهم”، وفق صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية.

معايير مزدوجة

وأشار يوسي داغان، رئيس مجلس السامرة، إلى أنه من المتوقع من إدارة بايدن أن تتخذ نفس الإجراءات ضد السلطة الفلسطينية، خاصة جبريل الرجوب، وإلا فسيصبح واضحًا أن هناك معايير مزدوجة تجاه اليهود، وهذا هو تعريف معاداة السامية”.

أمر مضحك

وقال أحد قادة المستوطنين وفق موقع “واي نت” العبري: “هذا مجرد كلام يجب أن يدفعه بايدن مقابل مساعدة إسرائيل والقضاء على عنف المستوطنين، لا يوجد شيء اسمه مستوطن حقيقي، إنهم يأخذون الأشخاص الذين تلقوا أوامر إدارية ويسقطون عليهم، هذا أمر مضحك لأنني لا أعتقد أن لديهم أصولًا في الولايات المتحدة، وأشك في أن لديهم أصولًا في إسرائيل، لكن هذه خطوة خطيرة وغريبة”.

خطر التحقيق في لاهاي

ورأت الصحيفة أن الأمر الذي أصدرته الولايات المتحدة ضد المستوطنين الأربعة ليس نهاية القصة، بل بداية لخطر التحقيق معهم من قبل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كريم خان، في حين أنهم بالإضافة إلى ذلك يخاطرون أيضًا باتخاذ إجراءات ضدهم من قبل البنوك الإسرائيلية….

مي محمد ✍️✍️✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *