ناقش تحقيق نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية احتمالات انتقام الحوثيين في اليمن من الولايات المتحدة بسبب الغارات الجوية عن طريق قطع خمس الإنترنت في العالم، وفي الأثناء حذرت الحكومة اليمنية من تهديد “البنية التحتية الرقمية في العالم”، وقالت إن بعض كابلات الألياف الضوئية تقع على عمق 100 متر فقط، ويحذر المراقبون من أن الحوثيين قد ينفذون هجمات العمق.

وأضافت الصحيفة البريطانية: “من الممكن أن يحاول المسلحون الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن تخريب كابلات الإنترنت في البحر الأحمر التي تنقل ما يقرب من خمس حركة المرور على شبكة الإنترنت في العالم، وفقًا لسلسلة من التحذيرات الجديدة”.

وحذرت الحكومة اليمنية من أن البحر الأحمر هو “واحد من أهم ثلاث نقاط التقاء للكابلات” في العالم وأن الحوثيين يشكلون “تهديدًا خطيرًا لواحدة من أهم البنى التحتية الرقمية في العالم”.

وجاء ذلك بعد أن نشرت إحدى قنوات التواصل الاجتماعي التابعة للحوثيين خريطة توضح مسارات الكابلات المختلفة عبر البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وكانت الخريطة مصحوبة بالرسالة المشؤومة: “يبدو أن اليمن في موقع استراتيجي، حيث تمر بالقرب منه خطوط الإنترنت التي تربط قارات بأكملها – وليس الدول فقط”.

هناك تحذيرات من أن الحوثيين قد يعملون على إيجاد طريقة لقطع كابلات الإنترنت في البحر الأحمر التي تنقل أكثر من 17 بالمائة من حركة مرور الشبكة العنكبوتية في العالم؛ وبعض الكابلات تقع على عمق 328 قدمًا فقط تحت السطح، مما يثير مخاوف من أن الجماعة المدعومة من إيران قد تكون قادرة على استهدافها.

وبدأ الحوثيون، الذين يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن، مهاجمة السفن الدولية في البحر الأحمر في 19 نوفمبر دعما لحماس في حربها مع إسرائيل في غزة ومنذ ذلك الحين، تسببت عشرات السفن في اضطرابات كبيرة في التجارة العالمية، يمر حوالي 12% منها عبر البحر الأحمر.

وبدورها، شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حملة جوية واسعة النطاق ضدهم والآن هناك مخاوف من أن الحوثيين قد يردون باستهداف الإنترنت ونقل البيانات المالية.

وتشير التقديرات إلى أن 17 بالمائة من حركة الإنترنت العالمية تنتقل عبر كابلات الألياف الضوئية تحت الماء في البحر الأحمر، الذي يبلغ متوسط عمقه 450 مترًا، لكن بعضها يصل إلى أعماق أقل من 100 متر.

وهناك 16 كابلًا تمر عبره، بما في ذلك كابل مترامي الأطراف يبلغ طوله 15000 ميل يسمى Asia Africa Europe-1 (AAE-1) والذي يوفر النطاق العريض لآسيا وأوروبا؛ فهو يربط بين مجموعة من البلدان بما في ذلك فرنسا وإيطاليا واليونان ومصر والمملكة العربية السعودية والصين وفيتنام وكمبوديا وماليزيا والهند وباكستان، والكابلات البحرية، بعضها ليس أعرض بكثير من خرطوم المياه، ويمكن أن يكون هدفًا للحوثيين.

وقال معمر الإرياني، وزير الإعلام اليمني، إن الحوثيين يشكلون الآن “تهديدات خطيرة لقطاع الاتصالات والاقتصاد العالمي”، وأضاف: “إننا أمام جماعة جامحة، وتصرفاتها ليس لها سقف ولا حدود، وما ستقدم على فعله يفوق كل التوقعات”.

وقالت الشركة العامة للاتصالات اليمنية إنها حثت في السنوات الأخيرة مزودي خدمة الإنترنت العالميين على عدم القيام بأي شيء من شأنه تمكين الحوثيين من الوصول إلى الكابلات أو كيفية عملها وانتقدت في بيان لها، الاثنين، تهديدات الحوثيين باستهداف الكابلات البحرية الدولية.

وقالت إميلي ميليكين، كبيرة المحللين في مؤسسة مليتري للدفاع والاستخبارات بالقرب من واشنطن العاصمة، في منتدى أمن الخليج، إن جماعة الحوثي “قد تعدل استراتيجيتها لاقتناص هدف جديد – وربما أكثر أهمية”، في إشارة إلى شبكة كابلات الاتصالات تحت البحر التي تبطن مضيق باب المندب.

ويتصل باب المندب، الذي يعني باللغة العربية “بوابة الدموع”، بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن المجاور، وكتبت ميليكين: “حتى الآن، ظلت الكابلات آمنة بسبب التخلف التكنولوجي النسبي للحوثيين وليس بسبب الافتقار إلى الحافز، إنهم يفتقرون فقط إلى الغواصات اللازمة للوصول إلى الكابلات”.

وأضافت: “مع توفر الوقت والفرصة الكافية، قد يتمكن الحوثيون من تكييف بعض تكتيكاتهم البحرية لاستهداف البنية التحتية الحيوية للاتصالات” وأوضحت أن المياه الضحلة “تقلل من الحاجة إلى غواصات عالية التقنية لإنجاز المهمة” والأكثر إثارة للقلق بالنسبة لواشنطن وحلفائها في المنطقة هو أن قطع الكابلات يمكن أن “يقطع الاتصالات العسكرية أو الحكومية” وهناك سابقة للهجمات على كابلات الإنترنت المغمورة بالمياه.

وفي عام 2013، قبض خفر السواحل المصري على ثلاثة غواصين وهم يقطعون كابلًا بالقرب من مدينة الإسكندرية الساحلية على البحر الأبيض المتوسط، مما تسبب في اضطرابات كبيرة لخدمات الإنترنت.

 وقال ويلسون جونز، محلل الدفاع في جلوبال داتا، في تصريحات لموقع إيرفورس تكنولوجي: “اليمن قريب من عدد غير متناسب من كابلات الإنترنت الدولية تحت البحر، خاصة على طول الساحل الغربي حيث يتمتع الحوثيون بأكبر قدر من الدعم”.

وتابع جونز: “سيكون من الصعب جدًا إيقاف الحوثيين إذا بذلوا جهدًا حازمًا لاستهداف هذه الكابلات ويؤدي قطع الكابل في أي مكان إلى تعطيل تدفق البيانات في كل مكان. وبما أن هذه الكابلات ضرورية للإنترنت الحديث والمعاملات المالية الرقمية، فقد يكون التعطيل هائلًا”.

وأضاف: “من المؤكد أن الحوثيين ليس لديهم غواصات، لكن يمكنهم استخدام نوع من الشحنات العميقة أو الألغام المتفجرة أو الألغام تحت الماء التي يتم التحكم فيها عن بعد، أو إرسال شخص يرتدي معدات الغوص مع قاطعات للأسلاك”…..

مي محمد ✍️✍️✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *