اجتمعت المنظمات الإنسانية والإغاثية وحقوق الإنسان، على أن دولة إسرائيل لا تلتزم بالقرارات الدولية والأممية، وتعمل على نشر الفوضى في قطاع غزة، وتجويع 2.5 مليون فلسطيني من خلال منع المساعدات الغذائية والطبية التي يحتاجها الأهالي المحاصرون، بل وتخطط لارتكاب كارثة كبرى من خلال اقتحام رفح الفلسطينية، التي تعتبر الملاذ الأخير للاجئين، وتعمل من خلال التضليل على تقويض شرعية المنظمات الأممية.

وتعرضت البنية التحتية لقطاع غزة، وأكثر من 60% من المباني في الشمال والجنوب لتدمير هائل، بسبب الحرب العنيفة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، عقب طوفان الأقصى، ونزح على إثر ذلك قرابة 80% من السكان، في مخيمات وملاجئ بمدينة رفح الفلسطينية، المكتظة أساسًا بالسكان، إذ أصبحوا يقيمون على مساحة 20% فقط من أراضي غزة، في الوقت الذي استشهد فيه ما يقرب من 30 ألفًا، أغلبهم من النساء والأطفال، بينما أُصيب 70 ألفًا آخرون.

تجويع الفلسطينيين

كان آخر تلك الاتهامات التي وجهت لدولة إسرائيل، جاءت من منظمة هيومن رايتس ووتش، والتي أكدت في تعليقها على الأحداث، أن الاحتلال تجاهل أمر المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة بتقديم المساعدات العاجلة للأشخاص اليائسين في قطاع غزة، مشيرة، بحسب ما نشرته شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، إلى حدوث انخفاض بنسبة 30% في المتوسط ​​اليومي لعدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة في الأسابيع التي تلت حكم المحكمة.

وفي الشهر الماضي، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتباع ستة تدابير مؤقتة، بما في ذلك اتخاذ “تدابير فورية وفعالة لتمكين توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها لمعالجة الظروف المعيشية المعاكسة التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة، وألقت المنظمة اللوم على قادة الاحتلال في منع وصول المساعدات إلى الشمال المحاصر والمدمر، لافتة إلى أنها لا تسهل بشكل كافٍ توصيل الوقود.

تضليل واسع

في السياق ذاته، وجه المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة اتهامات أخرى للاحتلال، منددًا بما وصفه بـ التضليل الواسع النطاق، الذي تقوم به إسرائيل، ويستهدف المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مشيرين بحسب الصحيفة إلى أنها تهدف من وراء ذلك “تقويض شرعية” الأمم المتحدة والمؤسسات الأخرى، والتي وصفها بأنها هجمات “مدمرة للغاية”.

المسمار الأخير

أيضًا انتقد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إسرائيل علنًا، واصفًا خططها المتمثلة في الهجوم على رفح الفلسطينية بالأمر المرعب، الذي يخلف عواقب وخيمة، ليس لأكثر من مليون مدني فلسطيني لجأوا للمدينة فحسب، بل إن ذلك الهجوم سيضع المسمار الأخير في نعش برامج المساعدات الإغاثية، منتقدًا فشل مجلس الأمن في الاستجابة بشكل مناسب للحرب على غزة وعدم تمكنه من وقف إطلاق النار.

وتسعى إسرائيل إلى مداهمة مدينة رفح الفلسطينية منذ أيام، إذ مهدت لذلك من خلال مطالبة السكان بالإخلاء الفوري، وسط مزاعم بوجود ممرات آمنة، وقدم نتنياهو إلى حكومة الحرب الإسرائيلية الخطة المزمعة لإجلاء السكان من المدينة، ورغم المناشدات الدولية بعدم القيام بذلك، إلا أن إسرائيل، بحسب الجارديان البريطانية، ترى أن تلك الخطوة ستمكنها من القضاء على أربع كتائب من مقاتلي حماس المتمركزة هناك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *