القضيه الفلسطينيه قضيه ذات ٣ ابعاد:

١- بعد حقوقي. و هي اننا امام نظام تفرقه عنصريه. مش بس اخد ارض شعب و طرده من ارضه لكن بيتعامل معاه بدونيه كالحيوانات في مناطق فصل عنصري صريحه.

٢- بعد أمن قومي: و هي انه المطروح قدامنا من اسرائيل ليس سلام بل استسلام كامل. لانه يعني ايه ان ارضنا كلها تروح و شعبها ميرجعش و كمان نتنازل عن مقدساتنا و رموزنا في القدس و نقول انها دوله يهوديه؟ معناه استسلام كامل. مفيش حد في العالم ممكن يحترمنا بعد كده و حنبقى كلنا خدامين و رقاصات عند اسرائيل. الملك فاروق ذاته دخل حرب ٤٨ بسبب انه ادرك التهديد الماثل للامن القومي المصري

٣- بعد ديني. و ده واضح و معروف.

تعتمد عمليه تهويد العقل العربي على ٣ اسس لمواجهه و تحييد كل بعد من ابعاد القضيه الفلسطينيه. خد بالك:

١- القضاء على البعد الحقوقي بالقول ان الفلسطيني باع ارضه و بالتالي لا يستحق التعاطف.

٢- القضاء على بعد الأمن القومي بالقول ان الفلسطيني الإرهابي بيهدد الأمن القومي المصري في رفح.

٣- القضاء على البعد الديني و ده بيحصل بطريقين. الاول هو إقناع المسلمين ان المسجد الأقصى ده مش في القدس كما قال يوسف زيدان و الطريق الثاني هو تحوير مسيحيي المنطقه ليصبحوا أعداء للمسلمين و يتقبلوا فكره سيطره غربيه إسرائيليه على القدس و المقدسات فيها بما فيها كنيسه القيامه مع ان مسيحيي الشرق اولى بها قطعا.

مخطط واضح و كامل و ممتد. و احنا حنرد على كل حته فيه:

اولا: بيع الفلسطيني لأرضه:

هل هذا حقيقي؟ الاجابه كالتالي: اشتري اليهود في فلسطين حتي عام ١٩٤٨ حوالي ٩٠٠ الف دونم (الصوره المرفقه و هي من المسح البريطاني لفلسطين عام ١٩٤٥ – الجزء الاول صفحه ٢٤٥ الفصل الثامن القسم الثالث و المرجع محفوظ في مكتبه الكونجرس الامريكي). الدونم يعادل حوالي ربع فدان. اي ان اليهود اشتروا حوالي ٢٥٠ الف فدان في فلسطين. في كتاب بوراث الشهير: الحركه القوميه الفلسطينيه من الشغب الي الانتفاضه الصادر من فرانك كاس و شركاه في لندن عام ١٩٧٧ و هو المرجع الرئيسي عن الاراضي الفلسطينيه قام الكاتب ببحث دقيق في من باع أراض لمن علي مدار تاريخ فلسطين و اكتشف ان اقل من ثلث الاراضي التي اشتراها اليهود اشتروها من فلسطينيين. معظم الاراضي اشتروها من تجار لبنانيين و سوريين و مصريين و شركس و أتراك و غيرهم امتلكوا أراض في فلسطين و لكن عاشوا بعيدا عنها. بالحساب إذن باع الفلسطينيون لليهود أراض مجموعها ثلث من ٢٥٠ الف فدان او حوالي ٨٠ الف فدان. و هي مساحه ليست صغيره. تعالوا ننظر لممتلكات اليهود المصريين في مصر و التي اشتروها من مصريين باشوات و غيرهم. سنجد انه وفقا لكتاب مايكل فيشباخ “ممتلكات اليهود في الدول العربيه” و الصادر عن جامعه كولومبيا فانه بالتقريب امتلك اليهود في مصر حوالي ١٠٠ الف فدان! اي ان اليهود اشتروا في مصر من المصريين مساحه ارض اكبر من تلك التي اشتراها اليهود في فلسطين من الفلسطينيين. و بطبيعه الحال و بسبب الثقل السكاني و الثقافي كانت مصر الدوله الرائدة للفلسطينيين و غيرهم. فإذا كان المصريون ذاتهم يبيعون الارض لليهود فلماذا يمتنع الفلسطينيون؟ و طبعا من المعلوم ان بعض كبار تجار و أثرياء مصر كانوا من اليهود. لعلنا نذكر بنزايون و عدس و ريفولي و كذلك ان توجو مزراحي اليهودي ادخل صناعه السينما في مصر و نعرف كاميليا اليهوديه و ليلي مراد و كذلك راقيه ابراهيم التي ما زالت تعيش كيهوديه في نيويورك و كانوا جميعا من صفوه المجتمع المصري. اليك الان النقطه الاهم. تم افتتاح الجامعه العبريه في القدس عام ١٩٢٥. حضر أستاذ الجيل احمد لطفي السيد حفل الافتتاح و رئيس الجامعه المصريه و كان مبعوثاً رسميا للحكومه المصريه في حفل الافتتاح (كتاب غاده هاشم تلحمي: فلسطين في الصحافه المصريه من الأهرام حتي الأهالي و الصادر عن ليكسنجتون الأمريكيه). و قد اعترض “الإسلاميون” وقتها علي تلك الزياره و رفض مفتي الديار المصريه وقتها الشيخ محمد بخيت قبول دعوه مماثله. اذا ماذا يمنع الفلسطينيين من بيع بعض الاراضي لاسيما اقتداءا بقياده مصر؟ خاصه ان مساحه فلسطين حوالي ٢ مليون فدان لا يمثل فيها ٨٠ الف فدان الا حوالي ٨٪. اذا فأي من المصريين الذي يتحدث ان الفلسطينيين باعوا ارضهم لإسرائيل لذا لا يستحقون المساعده، فعليه فقط ان ينظر للمرآه.

ثانيا: التهديد الفلسطيني للامن القومي

و هذه اعجوبه العجايب. ان شعب له ذات الدين و الأصل العرقي و الثقافه يصبح هو المُهدد للامن القومي المصري و الصديق يصبح شعب قادم من أوروبا الشرقيه لا يجمعه اي شيئ مع الشعب المصري!

عجيب ان وشائج الارتباط المصري الفلسطيني قويه و تاريخيه. و حتى بعد هدم رفح و تهجيرها تماما تماما و اجلاء كل شيئ على الحدود استمرت العمليات الارهابيه بل و انتقلت للعمق أكثر بوصولها لقريه الروضه على مقربه من بورسعيد و القنطره شرق! يعني على حافه الداخل المصري. و هو ما أكدناه سابقا (المراجع).

الحقيقه انه لو قبل العرب بالاستسلام المطروح أمامه (التخلي عن الضفه و تحويلها لكانتون معزل عنصري مثل معازل الهنود الحمر في امريكا الذين يحملون جوازات سفر خاصه بهم – تخيل- مع فارق انهم أيضا يحملون جنسيه امريكيه و هو ما لن تقبله اسرائيل) و التخلي عن القدس لتصبح عاصمه اسرائيل مع تواجد ديني في المسجد الأقصى و هو موجود بالفعل لكن تحت السياده الاسرائليه و نقل الفلسطينيين ممن لا يرغبون لسيناء و تطبيع كامل للعلاقات فإننا سنتحول لأمه من الخدم و الراقصات. حيث ستنتقل الشركات الكبرى في العالم لإسرائيل و توزع منتجاتها من هناك بسبب التقدم التكنولوجي و النصر الاسرائيلي الساحق و تستخدم العرب كعماله رخيصه و مصدر للتمويل. سنصبح مسخره الامم الحقيقه. هذا هو المطروح. مصير الهنود الحمر و مصير المكسيك بعد هزيمتها في الحرب المكسيكيه الامريكيه و تنازلها بالتالي عن تكساس و اريزونا و كاليفورنيا و نيو مكسيكو و تحول المكسيك من دوله قويه و أمه عظيمه لدوله سياحه و مخدرات و عاملات نظافه في امريكا و ربما يحب الاسرائليون الفول و الفلافل مثلما يحب الامريكان الطعام المكسيكي. و ربما سيكون المصير اسوء بحكم ان الصهاينه يكرهون العرب و سيتعمدون إذلالهم بينما لم يكره الامريكان المكسيك و كان الهدف استراتيجي فقط.

هذا هو المطروح. اختار انت ماذا تريد.

البعد الثالث: ديني

طبعا يظهر لما الان مثل يوسف زيدان الذي يعكس ما استقر خلال ١٤ قرن من عظام علماء المسلمين الذين لم يناقشوا مطلقا كوّن المسجد الأقصى في القدس! من عمر بن الخطاب حتى الشافعي. و المهم ان زيدان نسى ان تجاره مكه وصلت الشام و القدس و ان الرسول كان يتولى تلك التجاره و يسافر بنفسه و هو على معرفه بدمشق و القدس مسرى الأنبياء و مكه كانت مركز تجاري عالمي. و كيف يصلي الرسول بأنبياء الله الا في القدس حيث وطأت اقدامهم ذلك الموضع المتوسط في المنطقه و اخيرهم سيدنا عيسى قبل آخرهم محمد مباشره. و شرحنا في سلسله حياه سيدنا محمد كيف ان الراهب بحيرا في الضفه الشرقيه لنهر الاردن تنبأ للرسول بمستقبل عظيم. انظر المراجع.

و طبعا يستمر الأسفين بين مسلمي الشرق و مسيحييه. و المسيحيون الان يتجهون بدافع من العداء للمسلمين للقبول بسيطره اليهود على كنيسه القيامه! مع ان مسيحيي مصر و فلسطين هم الاولى بذلك بحكم انهم مسيحيون و بحكم انهم الجوار الأقرب لموطئ السيد المسيح.

و القاتل هنا ان بعض المسلمين يندفعون في العداوه لمسيحيي مصر و يؤججون تلك العداوه حتى نصل للمطلوب….

مي محمد ✍️✍️✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *