ذكرت شبكة سي إن إن الإخبارية أن الولايات المتحدة و16 دولة أخرى تحث إسرائيل وحماس إلى التوصل إلى اتفاق بشأن أحدث اقتراح لوقف إطلاق النار واحتجاز الرهائن، وفقًا لمسؤول أمريكي وتمثل هذه الدعوة الخطوة الأخيرة في مساعي إدارة بايدن لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.

وأكدت واشنطن أن “الوقت لإنهاء الحرب قد حان” وتشير الرسالة المشتركة أيضًا إلى وقف إطلاق النار الإسرائيلي واقتراح الرهائن الذي حدده الرئيس جو بايدن علنًا في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي باعتباره “نقطة البداية الضرورية” لإنهاء الصراع في غزة، بعد ثمانية أشهر من هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.

وأضافت الدول المنضمة إلى هذه الدعوة “لا وقت لنضيعه.. إننا ندعو حماس إلى حزم أمرها بالتوقيع هذا الاتفاق، الذي نعلم أن إسرائيل مستعدة للمضي قدما فيه، والبدء في عملية إطلاق سراح الرهائن”، وأكدت الدول الـ17 أنه “في هذه اللحظة الحاسمة، ندعو قادة إسرائيل وكذلك حماس إلى تقديم أي تنازلات نهائية ضرورية لإبرام هذا الاتفاق وتوفير الراحة لأسر الرهائن، وكذلك أولئك الذين خسروا كل شيء على جانبي هذا الصراع الرهيب بما في ذلك السكان المدنيين”.

ووقعت على البيان المشترك الولايات المتحدة والأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمرك وفرنسا وألمانيا وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند والمملكة المتحدة. هذه الدول السبعة عشر لديها مواطنون احتجزتهم حماس عند اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس.

ويمثل هذا البيان مثالا آخر على حملة الضغط المستمرة التي تقوم بها إدارة بايدن لدفع حماس وإسرائيل للتوصل إلى موافقة بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وأشارت الشبكة الإخبارية الأمريكية إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتخذ خطوة غير معتادة في الأسبوع الماضي عندما قام بالإعلان عما قال إنها تفاصيل عرض وقف إطلاق النار الأخير الذي قدمته إسرائيل لحماس، على أمل تعزيز التقدم في المفاوضات وأكد بايدن أن حماس قد تدهورت إلى درجة أنها لم تعد قادرة على تنفيذ هجوم يشبه هجوم 7 أكتوبر مرة أخرى، ووصف اقتراحًا من ثلاث مراحل من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى “وقف كامل وكامل لإطلاق النار” وإطلاق سراح الرهائن..

وقال الرئيس الأمريكي: “لقد حان الوقت لهذه الحرب أن تنتهي” ومباشرة بعد أن قدم بايدن تفاصيل الاقتراح الإسرائيلي، تعهد رئيس وزراء سلطات الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لن ينهي الحرب حتى هزيمة حماس وذكرت شبكة سي إن إن أن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن، عقد لأول مرة الشهر الماضي اجتماعًا شخصيًا للسفراء ورؤساء البعثات الذين يمثلون الدول التي احتجزت حماس مواطنيها كرهائن، في وقت كان فيه الاتفاق متوقفًا.

خلال هذا الاجتماع الشخصي في واشنطن، ناقشت المجموعة أفكارًا لتأمين إطلاق سراح الرهائن في غزة، مع التركيز بشكل خاص على الطرق التي تمكنهم من التحدث بشكل أكبر كمجموعة جماعية في كل من الأماكن العامة والخاصة. وقالت مصادر لشبكة سي إن إن في ذلك الوقت إن السفراء ورؤساء البعثات الذين اجتمعوا مع سوليفان قاموا بطرح أفكار حول سبل ممارسة الضغط على الأطراف المتفاوضة – بما في ذلك إسرائيل ومصر وقطر – للعودة إلى طاولة المفاوضات ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار.

وعاد مسؤولون أمريكيون كبار، بمن فيهم مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ومنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكجورك، إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع في محاولة لإضفاء المزيد من القوة على مفاوضات وقف إطلاق النار.

تطورات لافتة

سلطت صحيفة هآرتس الضوء على الخطة الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الجمعة الماضية، وهي الخطوة التي تُشكل تطورًا مهمًا في سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، موضحة أنه بات يرغب في إنهاء الحرب، وفي الوقت نفسه الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الخيارات.

وذكرت الصحيفة أن نتانياهو وجنرالات إسرائيل يتحركون سرا بهدف إنهاء الحرب في غزة، رغم أنهم لا يقولون ذلك علانية، موضحة أن دوافع رئيس الوزراء الإسرائيلي لوقف القتال تختلف عن دوافع جنرالاته.

وأوضحت الصحيفة أنه في كل التغطيات لخطاب بايدن، الجمعة، والتطورات التي حدثت منذ ذلك الحين، تم التغاضي عن تفصيلة مهمة إلى حد كبير، وهي أنه للمرة الأولى تُقدم إسرائيل مقترحًا سياسيًا رسميًا يتصور إنهاء الحرب في غزة في المستقبل القريب ووفقا للصحيفة، جاء الاقتراح من حكومة الحرب المصغرة في إسرائيل، حيث تم استبعاد الأحزاب اليمينية المتطرفة في الائتلاف الحاكم.

وأشارت هآرتس إلى أن نتانياهو لم يعترف فقط بأن الاقتراح يخصه، بل وفي تحدٍ نادر، رفض إظهار ذلك لشريكيه من اليمين المتشدد وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريش وأوضحت أنه في اليومين الأخيرين، أعلن شركاء نتانياهو الآخرون في الائتلاف، وهما حزب “شاس” وبعض المشرعين من حزب “يهدوت هتوراة” دعمهم للاقتراح في بيان رسمي.

ووفقا للصحيفة، فإن اتخاذ السياسيين اليهود المتدينين لهذا الموقف العلني يهدف إلى مساعدة نتانياهو من خلال منحه غطاءً سياسيًا ضد اليمين المتشدد وأشارت الصحيفة إلى أن نتانياهو توصل إلى أنه يحتاج إلى خيار لإنهاء الحرب لكنه في الوقت نفسه يريد دائمًا أن يكون لديه أكبر عدد ممكن من الخيارات.

وذكرت أنه حتى بضعة أسابيع مضت، كان ميل نتانياهو هو مواصلة الوضع الراهن في غزة لأنه كلما طال أمد الحرب، كلما أصبح من الصعب على خصومه السياسيين فرض انتخابات مبكرة وجره أمام لجنة تحقيق حكومية، لكن حساباته تتغير الآن.

وترى الصحيفة أن توصية المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، في مايو الماضي بإصدار مذكرة اعتقال ضد نتانياهو جعلته يشعر بحرب ضده.

وأوضحت هآرتس أن تحركات المؤسسات الإسرائيلية داخليا تدفع نتانياهو إلى التفكير في استباق أزمة ائتلافية مع اليمين المتشدد، وعلى رأسها القلق في ائتلاف نتانياهو، والإنذار الذي وجهه الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني جانتس، للمغادرة إذا لم يعلن نتانياهو عن استراتيجية طويلة الأمد لما بعد الحرب، والأهم من ذلك، حكم المحكمة العليا الوشيك بشأن تجنيد طلاب المدارس الدينية في الجيش ووقف التمويل الحكومي لليهود المتشددين.

وترى أن قبول إطار وقف إطلاق النار سيدفع اليمين المتشدد إلى الخروج من الحكومة ويترك نتانياهو بدون أغلبية، لكنه قد يستمر بدعم من حزب يش عتيد الوسطي الذي يتزعمه زعيم المعارضة، يائير لابيد، والذي يدعم الاقتراح الذي أعلنه بايدن أو قد يتحرك نتانياهو لحل الكنيست والمقامرة بإجراء انتخابات مبكرة.

وأشارت إلى أن هذه كلها خيارات أمام نتانياهو وسيختار أحدها فقط في اللحظة الأخيرة، لكن الأهم حاليا هو أنه مستعد للنظر في خيار إنهاء الحرب، رغم أنه لا يستطيع أن يقول ذلك لأسباب سياسية…..

مي محمد ✍️✍️✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *