خامس انقلاب في النيجر.
لماذا انقلب الجيش نيجر على رئيس مدني منتخب
بعد فترة تعد الأطول من حيث الحكم المدني
في تاريخ النيجر
فهذا الانقلاب هو الخامس منذ الاستقلال عن فرنسا عام ١٩٦٠
الواقع أن الرئيس محمد بوزام
الموضوع تحت الإقامة الجبرية
واجه انقلابا على حكمه بعد ٤٨ ساعة فقط
من انتخابه رئيسا مدنيا عام ٢٠٢١
لكن الانقلاب أفشله تصدي نفس من قاموا بالانقلاب الآن .
الجنرال عبد الرحمن تشيني
قائد الحرس الرئاسي ومجموعة من العسكريين
والذي أعلن تونيه منصب الرئيس
يوم ٢٨ من يوليو ٢٠٢٣
حسب تحليل الأكاديمي Olayinka Ajala
المحاضر بالعلاقات الدولية
بجامعة Leeds Beckett University بإنجلترا
فهناك عدة أسباب
أن الجيش لم يتقبل فكرة
سلطة مؤسسات الرئاسة المدنية كشكل وحيد للحكم
هناك أيضا جدال حول أصول بازوم
وهو من الأقلية العربية
ويعتبر بالنسبة لبعض شعب النيجر أجنبيا
خاصة بالنسبة للجيش الذي يسيطر عليه
أعراق أخرى قبلية
أكد منفذوا انقلاب أنهم قاموا به
منعا للمزيد من التدهور الاقتصادي والأمني
الذي تشهده البلاد
فصحيح أن هناك قوات أجنبية فرنسية
وأمريكية عسكرية في الليجر إلا أنها لم تستطع منع هجمات
تقوم بها جماعات مسلحة ومنها جماعة بوكو حرام
النيجر دولة مهمة للغرب
الذي يعتبر مكافحة الجماعات المسلحة
مهما حفاظا على مصالحه في القارة
خاصة فرنسا التي تستثمر المليارات في مناجم النيجر.
بالمقابل تساعد النيجر أوروبا
في الحد من الهجرة غير القانونية عبر حدودها
هذا الوجود الأجنبي يزعج الجيش بشدة
بل ويعتقد الجيش أن فتح أمريكا قاعدة لدرونز
في النيجر عام ٢٠١٩
وترحيب بازوم بالجنود الفرنسيين
بعد انسحابهم من الجارة مال عام ٢٠٢٢
جعل الجيش مهمشا .
لا ننسى تأثير الجيران
ففي الدول المجاورة
قامت ٧ محاولات انقلابية للعسكر
بـ ٤ سنوات نجحت ٣ منها
في كل من غينيا وبركينا فاسو ومالي
فتشجع عسكر النيجر على الانقلاب
ناهيك عن فشل ECOWAS المجموعة الاقتصادية
لغرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي
في فعل أي شيء تجاه هذه الانقلابات
رغم أن ECOWAS
هددت هذه المرة النيجر
بأنها ستقوم باستخدام القوة
ما لم يتراجع الجيش عن الانقلاب .
كل هذه القضايا
أوراق بيد الجنرال عبد الرحمن تشيني
الذي نصب نفسه رئيسا
وسيؤدي استخدامها للتفاوض
لصالحه ضد الوجود الغربي ليعترف به
وهناك احتمال
أن يلجأ لمجموعة Wagner للقضاء على الجماعات المسلحة
فقائد Wagner أعلن تأيده للانقلاب العسكري
ما يعني نفوذا أكبر لروسيا في النيجر
وأخيرا سيقوي الانقلاب نفوذ العسكر في أفريقيا كلها.