ساكسونيا أو ساكسن باللغة الإنجليزية ( Saxony , Sachsen ) ، هي ولاية فيدرالية في شرق ألمانيا ، تحتوي على أكبر وأهم مدن ألمانيا الشرقية بخلاف برلين ، وهما لايبزيج ودريسدن ، تتمتع ولاية ساكسونيا بتاريخ طويل من الاستقلال كمملكة ، ونتيجة لذلك فإن لديها شعور قوي بالهوية الذاتية ، وهي تعد موطنا للعديد من المدن التاريخية ، وأيضا فإنها تضم سلسلة جبال ألمانيا الشرقية أو جبال أوري أو ” أرزجبيرج ” ، التي تشترك فيها مع جمهورية التشيك من الجنوب ، كما تشترك في الحدود الدولية مع بولندا ومنطقة سيليزيا من الشرق ، وقد اشتهرت دولة ساكسونيا القديمة بقانون ساكسونيا الظالم .
قانون ساكسونيا
في القرن الخامس عشر من العصور الوسطى كانت ساكسونيا أحد الولايات أو المقاطعات القديمة في ألمانيا ، وقد كانت هذه الولاية محكومة من قبل طبقة الأغنياء والنبلاء ، والذين كانوا يسيطرون على جميع ممتلكات المقاطعة ، وكان الرعاع أو عامة الشعب يعملون تحت إمرة الأغنياء ويخضعون لسطوتهم ونفوذهم ، وفي هذه الفترة قامت مجموعة من حكام مقاطعة ساكسونيا بوضع قانون جائر والذي اشتهر باسم ” قانون ساكسونيا ” ، حيث كان القانون يقتضي بمعاقبة المذنبين من كلا الطبقتين النبلاء والعامة ، ولكن الاختلاف هو في طريقة تنفيذ هذا القانون وتطبيقه على كل منهما .
فلم يكن يطبق بعدل بين الفئتين بل كان يطبق على الفقراء والعامة فقط ، حيث كان السارق منهم يقطع يده والمجرم تقطع رأسه ، أما فئة النبلاء والأشراف فكان سارقهم يقطع ظل يده ، وكان المجرم منهم تقطع ظل رأسه ، وكان السجين من النبلاء يدخل السجن ولكنه يخرج من البوابة الخلفية ، دون أن يقضي أي فترة عقوبة بداخل السجن ، فقد كان النبلاء والأعيان لا تطالهم يد القانون فكانوا يقفون في ساحة تنفيذ الأحكام الوهمية بكبرياء وشموخ واستهزاء ، وما زال قانون ساكسونيا يضرب به المثل إلى اليوم في التعبير عن الظلم والتمييز الطبقي وغياب العدالة الاجتماعية .
ساكسونيا اليوم
تتميز ساكسونيا بتاريخ طويل من الاستقلال كمملكة منفصلة ، وهي تمتلك مزيج رائع من قلاع القرون الوسطى وساحات المدينة المرصوفة بالحصى والكنائس القوطية والقصور الفخمة وقطارات البخار القديمة ، سكان ساكسونيا لديهم شعور قوي بالتميز عن الألمان الآخرين ، ينبع هذا أساسا من تاريخ استقلال المنطقة وعدد سكانها الكبير من السوربيين ، كما تعد ولاية سكسونيا واحدة من أكثر الولايات في شرق ألمانيا ذات الكثافة السكانية المرتفعة ، رغم أن عدد سكانها انخفض منذ منتصف القرن العشرين ، حيث انخفض عدد السكان بمقدار الخمس بين عام 1960 ومطلع القرن الحادي والعشرون ، لكن السكان ودودون ودافئون فخورون بثرواتهم الثقافية والطبيعية .
تتألف ولاية ساكسونيا الحالية إلى حد كبير من التلال والجبال ، والتي تنحدر من أقصى شمالها والمنطقة المحيطة لايبزيغ إلى سهل شمال أوروبا العظيم ، سلسلة الجبال الرئيسية لساكسونيا هي جبال أوري (Erzgebirge) ، والتي تمتد لحوالي 100 ميل ( 160 كم ) على طول الحدود الجنوبية للولاية وتصل ارتفاعاتها إلى أكثر من 4000 قدم ( 1200 متر ) ، وفي الغرب والجنوب الغربي توجد مجموعات فردية من الجبال مثل جبال لوساتيا .
كما أنها تحتوي على ريف مترامي الأطراف تنتشر فيه مزارع الكروم الأنيقة والحدائق المشمسة ، ومنحدرات الحجر الرملي الوعرة والمروج الخصبة والقرى الخلابة على التلال ، وعند زيارة ساكسونيا يمكنك الاستمتاع بمشاهدة المعالم السياحية في مختلف المعالم الثقافية والطبيعية في هدوء ، فلا يأتي إليها حشود من السياح مثل غيرها من الولايات ، مما يجعلها الخيار الأفضل لمحبي العزلة والانفراد .
كانت ولاية سكسونيا منذ فترة طويلة لديها إنتاجا مهما من المعادن في جبال أوري ، بما في ذلك إنتاج اليورانيوم ، ولكن هذا الإنتاج توقف ، وتم تنفيذ مشاريع تنظيف باهظة الثمن في جميع أنحاء المنطقة للحد من التلوث الذي سببته مواقع التعدين ونفاياتها ، ويعتبر فحم اللجنيت حاليا هو المورد الصناعي الرئيسي الوحيد الذي لا يزال يستخرج بكميات كبيرة ، والذي يتم استخراجه في شمال شرق ولاية ساكسونيا