احتجاز الجنود المصريين في السودان
أثار مشهد مصور يظهر “استسلام جنود مصريين” في قاعدة مروي شمال السودان استياء واسعا في الشارع المصري خلال الساعات الماضية، وانهالت التعليقات التي تطالب السلطات باتخاذ التدابير اللازمة لضمان أمن وسلامة القوات المصرية.
وكانت قوات الدعم السريع التي تشتبك مع الجيش السوداني، قد نشرت الفيديو في وقت سابق وقالت إنه يظهر جنودا مصريين وهم يسلمون أنفسهم للمجموعة شبه العسكرية التي تحتل مكانة بارزة في السودان، ونشرت مقطعا آخرا يظهر فيه عشرات العناصر، بعد أن ألقي القبض عليهم وهم يجلسون وأيديهم فوق رؤوسهم في دلالة على “استسلامهم“.
وفي أول تعليق للقوات المسلحة المصرية، أصدر المتحدث باسم الجيش بيانا قال فيه إن “القوات المسلحة المصرية تتابع عن كثب الأحداث الجارية داخل الأراضى السودانية، وفى إطار وجود قوات مصرية مشتركة لإجراء تدريبات مع نظرائهم فى السودان، جارى التنسيق مع الجهات المعنية فى السودان لضمان تأمين القوات المصرية . وتهيب القوات المسلحة المصرية الحفاظ على أمن وسلامة القوات المصرية“.
غضب في مصر
فيديو “استسلام الجنود المصريين” أشعل وسائل التواصل الاجتماعي في مصر.
واعتبر كثيرون أن “ما حدث للجنود في السودان هو مشهد محزن لأي مصري بغض النظر عن موقفه من نظام السيسي”.
ورأى آخرون أن “تصوير الجنود المصريين بهذا الشكل إهانة، ومعروف أن رفع اليد خلف الرأس بهذا الوضع يعني (استسلام) وتساءل مغردون: “لماذا لا يقوم الجيش المصري الان بتحرك سريع لحماية أبنائه في السودان؟”
وعن حديث قوات الدعم السريع أنها “تتعرض لقصف جوي أجنبي” اعتبر البعض أنه “ادعاء كاذب يهدف لحشد تعاطف السودانيين معهم بعد واقعة إهانة جنود مصر، ومن ناحية أخرى ضغط على الجيش المصري في ملف التفاوض لتسليم هؤلاء الجنود.”
وفي تصريح صحفي قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إن القوات المصرية المتواجدة في مطار مروي بآمان، وأبدى دقلو اعتذاره عن الفيديوهات التي انتشرت للجنود المصريين وهم محتجزون.
من جهة أخرى اعتبر مغردون أن تصرف قوات الدعم السريع كان “صحيحا وعقلانيا حتى لا يصبح الجنود المصريين طرفا في صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل كما وصفوا تصرف الضابط المصري بـ “المنضبط والقيادي الذي يدل على مستوى عالي من الحس بالمسؤولية.”
وفي نفس السياق رأى آخرون أن “الجنود المصريين وجدوا أنفسهم بين طرفين في مرمى النيران، وتأكدت سلامتهم جميعا” مبدين أملهم في أن يعودوا إلى أسرهم سالمين
ويعتقد أن هناك وجودا عسكريا مصريا منذ نحو عامين في مطار مروي العسكري بحسب تصريحات رسمية سودانية، يتعلق بالتدريب الجوي المشترك الذي تجريه القوات المسلحة في البلدين.
وطالبت بعض الجهات السودانية من بينها لجان المقاومة في ديسمبر الماضي بإنهاء الوجود العسكري المصري في قاعدة مروي الاستراتيجية السودانية