أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن المنطقة العربية لا تزال تواجه العديد من التحديات نتيجة تطور الهجمات الإلكترونية بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، حيث زادت الهجمات الإلكترونية بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين؛ نظرًا لحالة عدم الاستقرار الجيوسياسي والأمني التي تشهدها بقاع كثيرة في العالم، ومن بينها المنطقة العربية.
وشدّد “أبو الغيط” في كلمته خلال أعمال الدورة الأولى لمجلس الوزراء العرب للأمن السيبراني التي عُقدت بالرياض، على أهمية التعامل مع هذه البيئة الأمنية عالية المخاطر من خلال الاستثمار الجاد في مجال الأمن السيبراني، ووضعه في مقدمة أولويات الحكومات العربية وكذلك المؤسسات الصناعية والشركات الكبيرة والصغيرة.
وأضاف “أبو الغيط” أن جامعة الدول العربية أدركت منذ فترة خطورة التحديات والتهديدات الناتجة عن عدم مواكبة التقدم في المجالات المرتبطة بتكنولوجيات العصر الحديث، ما دفعها إلى إيلاء أهمية خاصة بتلك المجالات، ومن بينها، قضية الأمن السيبراني، حيث تحملت الجامعة العربية خلال الفترات السابقة، ومن خلال أجهزتها والمجالس الوزارية المتخصصة المختلفة مثل مجلس الوزراء العربي للاتصالات والمعلومات، مسؤولية متابعة موضوعات الأمن السيبراني في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
وأعرب عن أمله في أن يجد المجلس وأمانته الفنية الناشئة من الأفكار والمقررات الصادرة عن هذه الأجهزة والمجالس، ما يكفي للبناء عليه والاسترشاد به، لتأسيس إطار عربي موحد لمكافحة الجرائم الالكترونية وحماية الفضاء السيبراني العربي.
وأشار إلى الجهد الذي بُذل في هذا الصدد، كالاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات (الأجندة الرقمية 2023 – 2030) التي تم اعتمادها في قمة الرياض عام 2023، والاستراتيجية العربية للأمن السيبراني التي أعدتها المنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات تنفيذًا لقرار القمة الاقتصادية والتنموية ببيروت عام 2019، التي تمت احالتها إلى المجلس وفق قرار مجلس الوزراء العربي للاتصالات والمعلومات.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية المجلس إلى استكمال هذه المسيرة والبدء في تنسيق التعاون مع مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات لتنفيذ الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني، كخطوة نحو وجود فضاء سيبراني عربي آمن، وكذلك التعاون مع الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات والفرق الفنية المنبثقة عنها بغرض تنسيق الموقف العربي في المحافل الخاصة بالأمن السيبراني.
ولفت إلى أن “الأمن السيبراني هو أحد أكبر التحديات المعاصرة، سواء على صعيد الأمن بمعناه الشامل أو استدامة النمو الاقتصادي، داعيًا إلى ضرورة العمل الجماعي والمشترك على الصعيد العربي، والذي اعتبره “السبيل الأمثل” لبناء منظومة عربية صلدة نقف بها سوياً على تلك الجبهة المهمة والخطيرة.