تجري مفاوضات مهمة بين شركتي هوندا ونيسان في إطار سعيهما لدمج العمليات، وهو ما قد يؤدي إلى تشكيل ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم. هذه الخطوة تأتي في وقت حساس للصناعة اليابانية، حيث تواجه الشركات اليابانية تحديات متزايدة من المنافسة الصينية، بالإضافة إلى تهديدات متعلقة بالاقتصاد العالمي.

تتزامن هذه المفاوضات مع مخاوف من انهيار القيمة السوقية لشركة نيسان، خاصة في ظل البيئة الاقتصادية المعقدة التي تعيشها صناعة السيارات. وفي تصريح لمسؤول حكومي رفيع، أشار إلى أن أفضل وقت للاندماج كان بالأمس، أما اليوم، فهو يمثل الفرصة الثانية الأفضل للبقاء في السوق العالمية.

تشير تحليلات الخبراء إلى أن الاندماج بين الشركتين سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد الياباني. فقد يفرض على العديد من الشركات في اليابان إعادة النظر في استراتيجياتها، وأحد الخيارات المحتملة هو الاندماج من أجل البقاء في السوق المتنامي.

وفيما تتعرض صناعة السيارات اليابانية لتهديدات من المركبات الكهربائية الصينية، التي تتمتع بأسعار تنافسية وجودة عالية، يواجه قطاع السيارات الياباني ضغوطاً إضافية بسبب فرض تعريفات جمركية محتملة على صادراتها إلى الولايات المتحدة. هذا التحدي جاء بعد خسارة هوندا ونيسان لحصة كبيرة من السوق في الصين والولايات المتحدة، حيث تواجه الشركتين صعوبة في التكيف مع التغيرات في تفضيلات المستهلكين.

كانت “نيسان” و”هوندا” قد بدأتا مناقشات حول الشراكة منذ العام الماضي، وتعزز التعاون بينهما في مجالات مثل المركبات الكهربائية والبرمجيات. وعلى الرغم من وجود تحالف طويل الأمد بين نيسان و”رينو”، فإن العلاقات بينهما لم تحقق التوقعات، مما دفع نيسان إلى التفكير في خيار الدمج لتوسيع نطاق التعاون.

من جهة أخرى، يشير الخبراء إلى أن الاندماج بين هوندا ونيسان قد يكون بمثابة حل لمشاكل التنافس في الأسواق العالمية، لا سيما مع تصاعد التحديات المرتبطة بالتكنولوجيا والاستثمار في المركبات الكهربائية.