في مارس 2011، وصفت مجلة “فوغ” الأمريكية، أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، بأنها “وردة في الصحراء” و”في مهمة لإنشاء منارة للثقافة والعلمانية” في الشرق الأوسط المضطرب.

كما أشار المقال إلى أناقتها وبساطتها في اختيار الملابس، واعتبرها نموذجًا للمرأة العصرية في العالم العربي، واصفة إياها بأنها “جميلة، نحيفة، طويلة الأطراف، ذات عقل تحليلي مدرب”.

أسماء الأسد: نشأة وأسلوب حياة عصرية
وُلدت أسماء الأسد في لندن عام 1975، ثم تزوجت بشار الأسد في بداية الألفية الجديدة، حيث بدأت تقسيم وقتها بين تربية أطفالها الثلاثة ومحاولة تحويل سوريا إلى وجهة سياحية أنيقة.

كانت تعتبر في تلك الفترة نموذجًا للمرأة الحديثة في الشرق الأوسط، حيث كانت تقود سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات وتبتعد عن ارتداء الحجاب الإسلامي، مما جعلها رمزًا للأناقة والحداثة.

وبفضل أسلوب حياتها، نظر البعض إلى سوريا على أنها دولة “عصرية”، واعتبرها العديد من المشاهير والفنانين وجهة مفضلة للزيارة.

لكن مع اندلاع “الربيع العربي” في 2011، تحولت صورة أسماء الأسد وزوجها بشار الأسد من رموز للحداثة والسلام إلى رموز للوحشية.

بدأت قوات النظام السوري في قمع المحتجين والمواطنين المطالبين بالحرية، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية دامية أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من السوريين وتشريد الملايين.

وتورطت عائلة الأسد في انتهاكات حقوق الإنسان ودعم الهجمات بالأسلحة الكيميائية، مما جعل أسماء الأسد شخصية منبوذة دوليًا.

من “الوردة في الصحراء” إلى المنفى
مع انتشار الأخبار عن الفظائع المرتكبة في سوريا، اختفت مقالة “الوردة في الصحراء” من موقع “فوغ”، بينما بدأت أسماء الأسد رحلة المنفى، حيث سعت لاستخدام علاقاتها السياسية في محاولة للتأثير على الوضع الداخلي في سوريا، مما زاد من تعقيد صورتها أمام الرأي العام الدولي.

رغم هذه التحديات، استمرت في ممارسة هوايتها المفضلة في إنفاق الأموال، ففي عام 2012، كشفت رسائل بريدية عن إنفاقها 250 ألف جنيه إسترليني على 130 قطعة أثاث خلال السنة الأولى من الصراع، واستخدمت اسمًا مستعارًا لشراء منتجات فاخرة من متجر “هارودز” في لندن.

الديكتاتورية الحقيقية
في إحدى الرسائل، وصفت أسماء الأسد نفسها مازحة بأنها “الديكتاتورية الحقيقية لإمبراطورية الأسد”، حيث طلبت من أحد الوسطاء أحدث كتاب لهاري بوتر وزوجًا من أحذية “لوبوتان” بقيمة 5 آلاف جنيه إسترليني، وذلك في وقت كانت فيه بلادها تعاني من حرب أهلية مدمرة.

إصابة أسماء الأسد بالسرطان
وفي وقت لاحق، تم تشخيص أسماء الأسد بسرطان الثدي، واستخدمت حالتها الصحية كأداة دعائية للنظام السوري، حيث تلقت علاجها داخل مستشفيات سورية بدلًا من المستشفيات الدولية، مما جعلها محل اهتمام كبير على مواقع التواصل الاجتماعي حينها.

سيدة الجحيم الأولى
بعد سنوات من الحرب والدمار، أصبحت أسماء الأسد تعرف بلقب “سيدة الجحيم الأولى” بسبب دعمها المستمر لسياسات زوجها، ومحاولاتها لتلميع صورة نظام الأسد.

ومع مرور الوقت، بدأت حياتها الجديدة في موسكو، حيث يقيم زوجها وأطفالها الآن في ظروف لا تقل رفاهية عن أيام المجد السابقة.

وعلى الرغم من الدمار الذي لحق بسمعتها بسبب الحرب، لا تزال أسماء الأسد غارقة في الثروات، حيث تقدر ثروة عائلتها بنحو ملياري دولار.

تملك أسماء الأسد العديد من العقارات الفاخرة في موسكو، بما في ذلك 18 شقة فاخرة في منطقة ناطحات السحاب، حيث يدرس ابنها الأكبر للحصول على درجة الدكتوراه.

وبينما تسعى أسماء الأسد للابتعاد عن الأضواء، لا يزال اسمها مرتبطًا بالصراع السوري وبالجدل الذي يحيط بحياة أسرتها.