أعلن رئيس الوزراء السوري المكلف، محمد البشير، الثلاثاء، أنه تم تكليفه بتولي رئاسة “حكومة مؤقتة” في سوريا حتى أول مارس المقبل، فيما أمرت قيادة فصائل المعارضة المسلحة عناصرها بالانسحاب من المدن.

وقال البشير في تصريحات إعلامية: “عقدنا جلسة اليوم تضم وزراء (حكومة الإنقاذ) في إدلب ومجلس الوزراء السابق لنقل الملفات بينهما وتسيير الأعمال”.

وأضاف أن التكليف كان من قبل القيادة العامة لتسيير الأعمال، مشيراً إلى أن وزراء “حكومة الإنقاذ” التي كانت مشكلة في إدلب قبل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، سيتولون مهامهم في حكومة تسيير الأعمال”.

وتابع: “في حكومة الإنقاذ كانت لدينا بعض الوزارات وبعض المديريات لها مقابل في حكومة النظام السابق، من قبيل وزارة العدل والأوقاف”.

وفي السياق، ذكر “تلفزيون سوريا” الموالي لفصائل المعارضة، ومقره إسطنبول، أن وزراء حكومة الإنقاذ سيواصلون أعمالهم في حكومة تصريف الأعمال.

وأضاف أن “الحكومة المؤقتة ستنظر في حالة الجيش الحالي، وستبحث في إعادة ترتيب أوضاعه، وسيتم حل الأجهزة الأمنية وإلغاء قوانين الإرهاب”.

وكان البشير يترأس “حكومة الإنقاذ” التي شكلتها المعارضة المسلحة في إدلب، قبل الهجوم الخاطف، الذي استمر 12 يوماً، وأدى إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وبحسب موقع “حكومة الإنقاذ” الرسمي، حصل محمد البشير على شهادة في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، تخصص اتصالات، من جامعة حلب في عام 2007. وبدأ مسيرته المهنية كرئيس لقسم الأجهزة الدقيقة في معمل الغاز التابع للشركة السورية للغاز، حيث عمل في مجال إدارة الأنظمة التقنية وتطوير الكفاءات.

ومع اندلاع الحرب السورية وتدهور الأوضاع الإنسانية، قرر البشير الانتقال إلى العمل الإنساني، إذ تولى إدارة معهد الأمل التعليمي، وهو معهد ركز على دعم الأطفال المتضررين من النزاع عبر توفير التعليم في ظل غياب الدولة.

وفي يناير 2024، انتُخب البشير رئيساً لحكومة الإنقاذ السورية من قبل مجلس الشورى العام في إدلب، وهو الهيئة التشريعية العليا في حكومة الإنقاذ السورية، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

سحب الفصائل المسلحة من المدن
في غضون ذلك، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين قالت إنهما مقربين من فصائل المعارضة السورية المسلحة، الثلاثاء، قولهما إن قيادة قوات الفصائل أمرت عناصرها بالانسحاب من المدن، وبنشر وحدات تابعة لهيئة تحرير الشام من الشرطة وقوات الأمن الداخلي.

وذكر إعلام مقرب من الفصائل السورية، أن “الحكومة الانتقالية” ستنظر في حالة الجيش الحالي وستبحث إعادة ترتيب أوضاعه.

وكان قائد إدارة العمليات في سوريا أحمد الشرع، المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، اجتمع، الاثنين، مع رئيس حكومة الإنقاذ محمد البشير، ورئيس الوزراء في حكومة الأسد محمد الجلالي، لتنسيق انتقال السلطة بما يضمن تقديم الخدمات للشعب السوري.

وقال الشرع: “لن نستغني عن الحالة القديمة ومن الضروري الاستفادة من وجودهم”.

وأكد رئيس الوزراء السوري السابق، أنه “وافق على تسليم السلطة إلى حكومة الإنقاذ التابعة لفصائل المعارضة المسلحة”.

وقال مصدر مطلع على المناقشات لـ”رويترز”، إن الجولاني، عقد اجتماعاً مع الجلالي ونائب الرئيس فيصل المقداد لمناقشة الترتيبات الخاصة بحكومة انتقالية. وذكر الجلالي أن عملية تسليم السلطة قد تستغرق أياماً.

وقال عبد القادر عزوز، المستشار برئاسة الوزراء السورية، الاثنين إن الحكومة تريد انتقالاً سلمياً سريعاً للسلطة في سوريا وطي صفحة الماضي.