مع نهاية التوقيت الصيفي وبدء التوقيت الشتوي في عدد من عواصم العالم، يصبح هناك خبران. الخبر السار: ستحصل على ساعة نوم إضافية. أمّا الخبر السيئ: سيظلم الجو سريعًا خلال الأشهر المقبلة، حتى مارس المقبل.
ويُشير تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” إلى أنه قد يكون تغيير وقت الربيع أكثر صعوبة على الجسم “يمكن أن تؤدي الصباحات المظلمة والأمسيات المشرقة إلى اختلال توازن الساعة البيولوجية الداخلية؛ مما يجعل من الصعب عليك النوم في الوقت المحدد لأسابيع أو أكثر”. أيضًا، وجدت دراسات ارتفاعًا في حالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية بعد تغيير التوقيت.
وقد تكون العودة إلى الوراء لمدة ساعة أسهل. لكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت لتعديل عادات نومك، ناهيك عن الجوانب السلبية لترك العمل في الظلام أو محاولة ممارسة الرياضة، بينما لا يزال هناك ما يكفي من الضوء.
أيضًا، قد يُعاني بعض الأشخاص المصابين باضطراب عاطفي موسمي، وهو نوع من الاكتئاب يرتبط عادة بقصر الأيام وقلة ضوء الشمس في الخريف والشتاء، أيضًا.
الجسم والضوء
يحتوي المخ على ساعة رئيسية يتم ضبطها من خلال التعرض لأشعة الشمس والظلام. هذا الإيقاع اليومي عبارة عن دورة مدتها 24 ساعة تقريبًا، تحدد متى نشعر بالنعاس ومتى نكون أكثر يقظة.
وتتغير الأنماط مع تقدم العمر، وهذا أحد الأسباب التي تجعل الشباب الذين يستيقظون مبكرًا يتحولون إلى مراهقين يصعب إيقاظهم.
ويعمل ضوء الصباح على إعادة ضبط إيقاع الساعة البيولوجية. وبحلول المساء، تبدأ مستويات هرمون يسمى الميلاتونين في الارتفاع، مما يؤدي إلى النعاس. ويؤدي كثرة الضوء في المساء -تلك الساعة الإضافية من التوقيت الصيفي- إلى تأخير هذه الزيادة، وتخرج الدورة عن التزامن.
وتؤثر هذه الساعة البيولوجية على أكثر من النوم، حيث تؤثر أيضًا على أشياء مثل معدل ضربات القلب، وضغط الدم، وهرمونات التوتر، والتمثيل الغذائي. ويلفت التقرير إلى أنه “حتى تغيير ساعة واحدة يمكن أن يفسد جداول النوم؛ لأنه على الرغم من تغير الساعات، فإن أوقات بدء العمل والمدرسة تبقى كما هي”.
كما يرتبط الحرمان من النوم بأمراض القلب والتدهور الإدراكي والسمنة والعديد من المشاكل الأخرى.
هكذا، يحاول بعض الأشخاص الاستعداد لصدمة تغيير التوقيت من خلال تغيير مواعيد النوم تدريجيًا في الأيام التي تسبق التغيير. وهناك طرق لتسهيل التكيف، بما في ذلك الحصول على المزيد من أشعة الشمس للمساعدة في إعادة ضبط إيقاعك اليومي للحصول على نوم صحي.