بعد أكثر من 13 عامًا من الكارثة التي ضربت ساحل اليابان وخلفت انهيارًا نوويًا ضخمًا في محطة فوكوشيما، لم تتمكن الحكومة حتى الآن سوى إزالة قطعة صغيرة فقط من الحطام المنصهر، ما يكشف عن صعوبة المهمة.

وضرب زلزال مدمر ساحل اليابان، 11 مارس 2011، وتسبب في تسونامي أصاب محطة فوكوشيما النووية، عندما كان ثلاثة مفاعلات من أصل ستة في المحطة قيد التشغيل، وهو ما أدى إلى انهيارات نووية، خلّفت وراءها مئات الأطنان من الحطام المنصهر، ومستويات إشعاع مرتفعة وخسائر اقتصادية فادحة.

استخراج الحطام
وتشير التقديرات، بحسب صحيفة japantimes، إلى أن نحو 880 طنًا من الحطام الخطير – وهو خليط من الوقود المنصهر وأجزاء من هيكل المفاعل – تراكمت في قاع المفاعلات من 1 إلى 3 نتيجة للانهيارات النووية.

وكان من المقرر أن تبدأ عملية استخراج الحطام، عام 2021، لكن تم تأجيلها ثلاث مرات، بسبب التأخير في تطوير المعدات بالخارج وقضايا تتعلق بالأعمال التحضيرية، وتهدف شركة طوكيو للطاقة الكهربائية والحكومة إلى الانتهاء من عملية الإزالة بحلول عام 2051.

النيران التهمت المفاعلات بعد التسونامي الناجم عن الزلزال
كارثة الانهيار
وتعتبر الحالة الدقيقة وخصائص الحطام غير معروفة، كما أن الكمية الهائلة من المياه المشعة المتراكمة في المحطة، التي يتم معالجتها قبل تصريفها في المحيط الهادئ باتت مصدرًا للخلافات الدبلوماسية بين اليابان وجيرانها.

وبسبب ذلك استغرقت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية أكثر من 13 عامًا للتمكن من استخراج كمية صغيرة من الحطام المشع من مفاعل فوكوشيما رقم 1، وعلى الرغم من كونها خطوة صغيرة وفقًا للصحيفة، إلا أنها أساسية في إيقاف تشغيل المنشأة التي شلتها كارثة الانهيار النووي الثلاثي.

العينة المستخرجة
ومن المنتظر أن تقوم وكالة الطاقة الذرية اليابانية بتحليل العينة المستخرجة، التي يصل وزنها 3 جرامات للحصول على معلومات ثاقبة عن الظروف داخل المفاعلات، وهي خطوة حاسمة في عملية إيقاف التشغيل، التي من المتوقع أن تستغرق عقودًا.

يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة اليابانية الحالية لإعادة تشغيل المفاعلات النووية، بهدف استخدامها كبديل للوقود الأحفوري، وإعادة تشغيل محطة أوناجاوا التي من المتوقع أن تدر دخلًا لخزينة الدولة بقيمة 80 مليار ين سنويًا.