على مدار يومين يعقد زعماء ومسؤولو 36 دولة من مختلف أنحاء العالم اجتماعات ولقاءات مكثفة ضمن ما يعرف بتجمع البريكس، الذي تستضيفه روسيا في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر.

ويعد البريكس رابطة مشتركة بين عدة دول تم إنشاؤها في عام 2006 من قِبل روسيا والصين والهند والبرازيل، ثم انضمت إليهم دولة جنوب إفريقيا في عام 2011، ومنذ بداية عام 2024، انضمت مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى المجموعة.

نظام جديد
وجاء مسمى تجمع بريكس من الحروف الأولى من أسماء الدول المنشئة لها باللغة الإنجليزية، ويبلغ إجمالي عدد سكان البريكس نحو 3.24 مليار نسمة، أي أكثر من 40% من جميع سكان الكوكب، ومن المتوقع بحلول 2026 نمو العدد بمقدار 625 مليون نسمة.

“مجموعة البريكس تمثل الأغلبية العالمية التي يمكنها أن تشكل عنصرًا جوهريًا في النظام العالمي الجديد القادم”.. هكذا يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهمية التجمع العالمي، حيث يعد الهدف الرئيسي لها هو العمل كقوة موازنة للاقتصادات الغربية الرئيسية، وخاصة هيمنة الدولار.

مسار للتعددية
ويرى مؤسسو تجمع البريكس أنه وسيلة للخروج من الشمولية الأمريكية وخلق مسار للتعددية، وهو ما كشف عنه شعار القمة الحالية في مدينة قازان تحت شعار “تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين”.

كما يمثل التجمع الحالي، وفقًا للتقارير الأمريكية، وسيلة قوية لإظهار فشل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لعزل روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، حيث حضرها 36 دولة أكثر من 20 منها حضرها رؤساء الدول بأنفسهم.

تجمع البريكس
ويعد الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة البريكس أكبر من الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة الدول السبع الكبرى أو الاتحاد الأوروبي، ولذلك يعد أحد أهم المشاريع المقترحة إنشاء نظام دفع جديد من شأنه أن يوفر بديلًا لشبكة الرسائل المصرفية العالمية سويفت.

الأهداف والغايات
وفي اجتماع الأعضاء المؤسسين الأول تم تحديد أهداف التجمع، التي تشمل الحوار والتعاون والتنسيق النشط والشفاف، وعلى الرغم من المعارضة الغربية للتجمع كونه يواجه الاتحاد الأوروبي إلا أن البريكس ليس لديها قوات مسلحة مشتركة.

ويأتي المجال الاقتصادي في المقام الأول من ناحية الاهتمام من جانب قادة البريكس، ثم في قطاعات الطاقة والأغذية والأمن الخاص بمكافحة التهديدات السيبرانية والاتجار بالمخدرات، ودائمًا ما يؤكد الرئيس الروسي بأن دول ما يسمى بالمليار الذهبي تبذل قصارى جهدها للحفاظ على العالم الأحادي القطب السابق.

هيكل البريكس
ليس للبريكس مقر أو ميثاق، لكن هناك قواعد غير رسمية، وفي كل عام، يتم تعيين دولة واحدة رئيسًا للرابطة، التي تدير العمل وتنظم القمة، وفي الوقت نفسه، لا يوجد منصب مثل الأمين العام، كما هو الحال في الناتو.

وتلعب البروتوكولات وقرارات مؤتمرات القمة دور الوثائق القانونية، والتي تحدد خطوات محددة للتكامل، على سبيل المثال، كانت إحدى المراحل المهمة في تطوير العلاقات الاقتصادية داخل مجموعة البريكس هي إطلاق بنك التنمية الجديد ومجمع احتياطي النقد الأجنبي في عام 2015.