في مشهد يكتنفه التوتر والتخبط الأمني، أدت سلسلة من الإخفاقات الأمنية إلى وقوع الرئيس السابق دونالد ترامب فريسة لسلسلة من محاولات الاغتيالات بدأت بحدث انتخابي تقليدي تحول إلى كارثة يوليو الماضي.

وحسب وسائل إعلام أمريكية، أثارت نتائج التحقيق المشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس الأمريكي أسئلة ملحة حول الترتيبات الأمنية وحجم التنسيق بين الجهات المعنية.

إخفاقات أمنية كبرى
وألقى التقرير المشترك بين الحزبين، الذي صدر أخيرًا، الضوء على تفاصيل دقيقة حول الفشل الأمني الذي وصفته شبكة “سي إن إن” بـ”المذهل”، الذي يطرح تساؤلات خطيرة حول كيفية إدارة الأمن في مثل هذه الأحداث الحساسة.

في التقرير الصادر عن فرقة عمل من الحزبين في مجلس النواب الأمريكي، تم تسليط الضوء على فشل أمني جسيم سبق حادثة إطلاق النار في تجمع انتخابي لترامب بولاية بنسلفانيا في يوليو الماضي.

وأدى إطلاق النار في بتلر بولاية بنسلفانيا إلى مقتل شخص واحد وإصابة اثنين آخرين، ما أثار رد فعل عنيفًا من الحزبين في جهاز الخدمة السرية.

شهادات جديدة
وأصدرت فرقة العمل التابعة لمجلس النواب الأمريكي التي تحقق في محاولة الاغتيال الأولى ضد ترامب تقريرها المؤقت، اليوم الاثنين، وتضمن مقتطفات من شهادات جديدة من مسؤولي إنفاذ القانون المحليين الذين قدموا روايات مباشرة عن نقص الاتصالات والفشل الأمني ​​في تجمع بتلر بولاية بنسلفانيا.

وبناء على 23 مقابلة مع مسؤولين محليين عن إنفاذ القانون وآلاف الصفحات من الوثائق من مختلف السلطات، خلصت فرقة العمل الحزبية إلى أن “الأحداث المأساوية والمروعة التي وقعت في 13 يوليو كان من الممكن منعها ولم يكن ينبغي أن تحدث”.

واستند التقرير إلى آلاف الوثائق وعشرات المقابلات مع مسؤولين في إنفاذ القانون، وكشف عن عدم التنسيق بين جهاز الخدمة السرية والسلطات المحلية.

فرص ضائعة
وأشار التقرير إلى سلسلة من الفرص الضائعة التي كان من الممكن أن تمنع وقوع الهجوم، منها عدم عقد اجتماعات أمنية كافية، وعدم إيصال تحذيرات مبكرة من السلطات المحلية لجهاز الخدمة السرية حول التهديدات المحتملة.

وحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، فإن أحد المسؤولين المحليين أرسل رسالة نصية تحذر من وجود مسلح، لكن لم يتم تمريرها بسرعة إلى الجهات المسؤولة.

انتقادات للخدمة السرية
ولم يكن أداء جهاز الخدمة السرية بعيدًا عن النقد، إذ تم تسليط الضوء على عيوب في خط الرؤية بمكان الحدث، ما أتاح للمهاجم فرصة الهجوم، وأقر القائم بأعمال مدير جهاز الخدمة السرية بأن هناك نوعًا من “الرضا” بين بعض أفراد الأمن ما أسهم في تفاقم الخطر.

وقد يؤدي التقرير إلى زيادة الضغوط على قيادة جهاز الخدمة السرية الأمريكي بعد أن دعت لجنة مستقلة تابعة لوزارة الأمن الداخلي إلى إجراء إصلاح شامل للقيادة.

وفي الرابع والعشرين من يوليو الماضي صوّت مجلس النواب الأمريكي على إنشاء فريق عمل من الحزبين للتحقيق في محاولة الاغتيال، وسوف يصدر الفريق تقريرًا نهائيًا عن نتائجه في موعد أقصاه الثالث عشر من ديسمبر “بما في ذلك أي توصيات بالإصلاحات التشريعية اللازمة لمنع أي ثغرات أمنية في المستقبل”، وفقًا لنص القرار الذي أقره مجلس النواب.

استنتاجات رئيسية
يتناول التقرير أيضًا تساؤلات حول كيفية استعداد الجهات الأمنية لهذه التجمعات الحساسة، مشيرًا إلى أن إخفاقات الاتصال وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة أسهمت بشكل كبير في وقوع الهجوم.