تحولت شركة مايكروسوفت إلى رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي منذ نهاية عام 2022، بفضل شراكتها مع OpenAI، مالكة ChatGPT، وهو ما أكسبها دعم المستثمرين وصعوداً في قيمتها السوقية. ولكن، العلاقة بين مايكروسوفت والذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر تعقيداً في عام 2024، حيث شهد سهم الشركة تباطؤاً في الأداء، وتراجعت الثقة بمستقبل هذه الاستثمارات الكبيرة.

في عام 2023، ارتفع سهم مايكروسوفت بنحو 57% بدعم من خطط الذكاء الاصطناعي، لكن مع بداية عام 2024 تراجع هذا الزخم، وتخلف أداء الشركة بنحو 11% مقارنة بشركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى على مؤشر S&P 500. ويعزى ذلك إلى النفقات الرأسمالية الكبيرة التي تحملتها الشركة، والتي زادت بنسبة ملحوظة لتصل إلى 55.7 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في يونيو 2024، وهو ما يمثل 23% من إجمالي إيرادات الشركة.

وقد أكد تقرير “وول ستريت جورنال” أن تكاليف الاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك شراء رقائق إنفيديا ونظم التبريد العالية الكلفة، تشكل تحديات كبيرة لمايكروسوفت، حيث أبطأت هذه النفقات من توسع هوامش الربحية للشركة. في حين أن المديرة المالية لمايكروسوفت إيمي هود اعتبرت أن هذا الإنفاق ليس استثنائياً، إلا أن المخاوف من عدم تحقق عوائد ملموسة بدأت تؤثر في معنويات المستثمرين.

ويشير محللون إلى أن صبر المستثمرين بدأ ينفد بسبب عدم رؤيتهم لنتائج مالية ملموسة من منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما دفع بعضهم لإعادة تقييم مواقفهم تجاه سهم مايكروسوفت. ورغم أن العديد من المحللين ما زالوا يعتبرون السهم استثماراً جيداً على المدى الطويل، إلا أن الحاجة لرؤية عائدات واضحة أصبحت ضرورية في الوقت الحالي.

علاقة مايكروسوفت مع OpenAI أيضاً باتت مصدر قلق للمستثمرين، فرغم استفادة مايكروسوفت من تقنيات OpenAI في السنوات الماضية، إلا أن التحديات المالية والضبابية المحيطة بالعائدات المستقبلية جعلت هذه الشراكة تبدو أكثر تكلفة وصعوبة. ورغم تلك التحديات، يرى بعض الخبراء أن هذه الاستثمارات تشكل بنية أساسية هامة ستظهر مردودها المالي على المدى المتوسط والبعيد، ما قد يعيد الثقة في قدرة الشركة على تحقيق النمو المستدام.