تحوّل قطاع غزة إلى حطام كما لو كان تعرّض لضربة نووية، حيث أصيبت البنية التحتية بدمار واسع، وأكثر من نصف المباني سويت بالأرض، وتلفت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، بينما استشهد وأصيب مئات الآلاف، بخلاف النازحين المكتظين في 20% فقط من الأرض، ناهيك عن المنشآت التعليمية والطبية التي باتت أكوامًا من التراب أو شبه مدمرة وغير صالحة تمامًا.
كل ما سيق وأكثر هو أحد آثار الهجوم غير الإنساني الذي شنَّه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، عقب عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها الفصائل الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، نتيحة الظلم والقهر الذي يتعرض له الفلسطينيون على يد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، ووفقًا لمنظمة “هانديكاب إنترناشيونال”، كان يتم إسقاط نحو 500 قنبلة يوميًا على قطاع غزة، بواقع ما يقرب من 50 ألف قنبلة، خلال الـ100 يوم الأولى للحرب فقط، وبحد تعبير صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بات الوضع الذي أصبح عليه قطاع غزة أشبه بما بعد القنبلة الذرية.
جرحى وشهداء
بعد عام على الحرب، كانت الخسائر البشرية بين الفلسطينيين في قطاع غزة صادمة إلى أبعد الحدود بسبب الآلة العسكرية الوحشية الإسرائيلية التي لم تفرّق بين المدنيين والمقاومين، وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، استُشهد حتى الآن 41,965 شخصًا.
ومن بين هؤلاء ما لا يقل عن 11,355 طفلًا، بجانب 97,590 جريحًا منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، ووفقًا للصحة العالمية تعبّر تلك الأرقام عما يصل إلى 6% من سكان غزة، فيما أُجبر 9 ملايين شخص على النزوح القسري، بمعدل نزوح مرة واحدة على الأقل شهريًا.
صورة للأقمار الصناعية تكشف حجم الدمار في المباني
جحيم المباني
بعد عام أيضًا، تحوّل ما يقرب من 156 ألف مبنى سكني في قطاع غزة إلى أنقاض أو شبه مدمر، وفق آخر تحليل أجرته الأمم المتحدة عبر الأقمار الصناعية، الذي كشف عن دمار واسع للعديد من المدن والمخيمات داخل القطاع وصلت إلى 63% من حجم المباني.
وأظهر التحليل أن أكثر من 156 ألف مبنى تم تدميره، وإجمالي 215,137 وحدة سكنية متضررة، مشيرين إلى أنه قد تعرّض للتدمير والضرر نحو 63% من جميع المباني في القطاع، حيث كانت مدينة غزة هي الأكثر تدميرًا على الإطلاق، بما يقرب من 36.276 مبنى، يليها مدينة خان يونس بتدمير 18.890 مبنى.
الإغاثة
واستهدف الاحتلال خلال الحرب، 200 منشأة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، التي لجأ إليها نحو مليون شخص بحثًا عن الأمان، و استشهد بداخلها 563 شخصًا أثناء وجودهم في هذه المنشآت، كما استُشهد 226 موظفًا من “أونروا”.
وتعرّض العالم لصدمة كبيرة تعرض على خلفية قيام الجيش الإسرائيلي بقصف موكب مخصص لعمال أجانب تابعين لمؤسسة المطبخ المركزي العالمي، التي تقوم بنقل أطنان المواد الغذائية عن طريق البحر إلى شواطئ غزة، ما أدى إلى مقتلهم جميعًا، الأمر الذي أظهر وحشية الاحتلال الإسرائيلي.
قتل واستهداف عمال الإغاثة والأمم المتحدة
التعليم والصحة
وعانى قطاع التعليم في غزة من أضرار جسيمة جراء استهدافه من قِبل الاحتلال، حيث أُجبر 660 ألف طفل على الانقطاع عن الدراسة، نصفهم كانوا يتلقون تعليمهم في مدارس “أونروا”، وتعرضت أكثر من 85% من هذه المدارس للقصف أو الضرر.
وتحتاج 87% من المباني المدرسية إما لإعادة بناء كاملة أو لأعمال تأهيل كبرى، التي تحولت الآن إلى مكان يأوي النازحين، كما تعرّض القطاع الصحي لنكسات حادة، مع تسجيل أكثر من 500 هجوم على العاملين في مجال الصحة والمستشفيات.
المياه والغذاء
وشهد القطاع نقصًا حادًا في المياه بعد قصف منشآت الصرف الصحي، حيث فقدت 70% من المياه التي يجري تزويدها عبر الشبكات بسبب الأضرار، ومع تدهور البنية التحتية، يتشارك مئات الأشخاص الحمام نفسه، وتم جمع 395 ألف طن من النفايات الصلبة دون القدرة على الوصول إلى المكبات.
وفيما يتعلق بالغذاء والأمن الغذائي، يواجه 96% من سكان غزة أزمة في الأمن الغذائي بحسب الأونروا، حيث يعاني الأطفال والنساء نقصًا حادًا في التغذية، كما تضرر نحو 70% من الأراضي الزراعية بسبب القصف.