أكد المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف “اعتدال” على أهمية تحصين البيئة الإلكترونية الجاذبة لفئة الشباب والشابات، وخاصة على منصات الألعاب الإلكترونية، لافتاً إلى أن الضخ الهائل للمحتويات المتطرفة في شبكات التواصل والألعاب الإلكترونية تشجع حالة جديدة من نشوء الفكر المتطرف، تتداخل فيها مؤثرات الألعاب مع المعلومات المجتزأة من المواد الرقمية المتداولة شبكيًا؛ مما يجعل مرجعية الأتباع المتعاطفين مع هذا النوع من التطرف عبارة عن تركيب أيديولوجي يتميز بالتفكك والضحالة.
وتابع في بيانه: هذه السطحية نفسها تجعل الخطاب ساذجاً لكنه سهل الانتشار، خصوصًا لدى صغار السن، الذين تتقاطع لديهم أزمة الذات مع أزمات متخيلة ترتبط بمصيرهم وبمصير العالم، مما يدفعهم إلى دعم أو تبني حالات عنف معينة ولو عبر عمليات محدودة الأثر تستلهم في الغالب سيناريوهات الألعاب الرقمية، إذ يجدون فيها تعبيرًا عن توتراتهم واضطراباتهم، لكونها قريبة بفعل بساطة وتفاهة إثارتها إلى أفقهم الذهني والوجداني.
وشدد مركز اعتدال على ضرورة تحصين البيئة الإلكترونية التي تجذب فئة الشباب خصوصاً في منصات الألعاب الإلكترونية، فضلاً عن محاولة بناء منظومة تتبع لدراسة للرسائل الصريحة والضمنية التي يجري تمريرها عبر هذه المنصات المتعددة، والتي تتجاوز في حالات – عن قصد أو بدونه – إلى عملية إعادة برمجة لهذه الفئة الهشة من المجتمع على تقبل مشاعر وانفعالات بالغة الخطورة والدموية، وهو ما قد يكون منزلقا نحو تسهيل الوقوع في فخ الاستقطاب الشبكي للتنظيمات.
وكان مركز “اعتدال” أطلق في الفترة الماضية العديد من المبادرات والمشاريع والخدمات المتخصصة، على غرار مبادرة (معتدل) لتفعيل الشراكة المجتمعية في مكافحة الفكر المتطرف، ثانيًا مشروع (تفنيد) لتفكيك وتفنيد الأفكار والخطابات المتطرّفة المُتداولة عبر فضاءات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبرها الجماعات والتنظيمات المتطرّفة ساحة واسعة لأنشطتها الهدّامة بدءًا من نشر الفكر المتطرف، ومرورًا بالدعاية للتطرّف العنيف، وانتهاءً بالتجنيد، ثالثًا خدمة (التعاون البحثي) لمساعدة طالبات وطلاب الدراسات العليا في تخصصات مكافحة الفكر المتطرف من مواطنين أو مقيمين داخل السعودية كمرحلة أولى، على أن تشمل المراحل المقبلة باقي الطلاب في دول العالم وفقًا لخطط المركز المستقبلية، رابعًا مشروع (التدريب الجامعي) لدعم طالبات وطلاب المرحلة الجامعية في المجالات التدريبية وتطوير مهاراتهم وإكسابهم المعرفة عبر إشراكهم مع باقي منسوبي (اعتدال) في جهود مكافحته للفكر المتطرف عبر مرتكزاته الفكرية، الرقمية، والإعلامية، خامسًا مبادرة (معًا – 2gether) لخدمة ذوي الإعاقة “الصم وضعاف السمع”، إيمانًا بدوره في تحصين المجتمعات من الفكر المتطرف، ووقاية فئاتها كافة من الوقوع في براثنه.
بقلم /رضوي شريف ✏️✏️📚