توصلت، الثلاثاء، الحرب الإسرائيلية على حزب الله في لبنان بقصف موسع على أهداف الحزب، الذي رد بقصف مركز على قاعدة عسكرية، وأطلق، نقلا عن مصادر الحزب، ما لا يقل عن 400 صاروخ على مناطق الشمال في إسرائيل.
وفي المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي إطلاق حزب الله حوالى 300 صاروخ، الثلاثاء.
وبعد ظهر الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن موجة جديدة من الضربات “واسعة النطاق” على أهداف لحزب الله، بعد إعلان لبنان مقتل المئات في حملة من الغارات الكثيفة، الاثنين.
وقال الجيش في بيان إنه “ينفذ حاليا ضربات واسعة النطاق على أهداف تابعة لحزب الله في لبنان”، نقلا عن فرانس برس.
ومن جانبه، أكد حزب الله، الثلاثاء، قصف قاعدة عسكرية قرب صفد في شمال اسرائيل على دفعتين بـ 90 صاروخا.
وقال حزب الله في بيانين إنه قصف “قاعدة دادو” وهي مقر القيادة الشمالية قرب مدينة صفد التي تبعد نحو 15 كيلومترا عن الحدود مع لبنان، على دفعتين “بـ 50 صاروخاً” ثم “40 صاروخاً”، وذلك “دفاعا عن لبنان وشعبه”.
وبحسب الحزب، يقع في القاعدة مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع للجيش الإسرائيلي.
كما أفاد حزب الله بقصف كيبوتس هغوشريم شمالي إسرائيل، وبلدة كاتسرين، وهي المركز الإداري للجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
واستهدف حزب الله أيضا قاعدة عتليت التابعة للبحرية الإسرائيلية جنوبي حيفا بطائرات مسيرة.
وأوضح في بيان أن الهجوم استهدف “أماكن تموضع ضباط القاعدة وجنودها، وأصابت المسيرات أهدافها بدقة”.
قصف عنيف على الجنوب
وتتواصل الغارات الإسرائيلية المكثّفة على قرى وبلدات جنوب لبنان، الثلاثاء. وتفصيلا، في قضاء مرجعيون، استهدفت غارتان إسرائيليتان بلدة كفركلا ومثلهما بلدة الخيام. كما ضربت غارتان بلدة قبريخا. وفي قضاء صور، شنّ الطيران الإسرائيلي غارة على بلدة صديقين. في حين استهدفت غارة أخرى أطراف بلدة سنيا بقضاء جزين. كذلك، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على تلال تفاحتا، ومنطقة النصار الواقعة بين بلدتي باتوليه وقانا بقضاء صور.
وقصفت غارة إسرائيلية 5 مبانٍ سكنية في كفرملكي بإقليم التفاح وأوقعت إصابات. كما هاجم الطيران الإسرائيلي بلدة الطيبة. وكانت الغارات الإسرائيلية استهدفت أطراف شقرا، مفرق العباسية، وشرق مدينة صور.
وأغار الطيران الحربي على مدخل صور – منطقة جل البحر، وأدت الغارات إلى احتراق المباني في بلدة أنصارية في قضاء صيدا. وشملت الغارات بلدة عيتا الشعب، ويحمر الشقيف، وتعرضت المنطقة الحرجية في المحمودية قرب الخردلي لغارة جوية ومثلها بلدة عربصاليم في قضاء النبطية.
وأغار الطيران أيضا على اطراف بلدة القليلة، وبلدتي مركبا ودبعال واقتصرت الأضرار على الماديات. واستهدفت الغارات المنطقة الواقعة بين بلدتي البازورية والبرج الشمالي.
البقاع تحت النيران الإسرائيلية
والثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي، لليوم الثاني على التوالي، بقي البقاع تحت نيران الغارات الإسرائيلية المتواصلة على امتداد مدن وقرى قضاء بعلبك، واستهدفت المباني والأحياء السكنية، وقضت أسر بكامل أفرادها تحت الركام.
وقصفت 3 غارات بعلبك ودورس والبزالية والنبي شيت وبوداي ومفترق شعت والهرمل في البقاع. وأدت الغارة على منزل في شعت في البقاع إلى مقتل 10 أشخاص من عائلة واحدة. كما تعرضت محلة التل الأبيض عند مدخل بعلبك الشمالي للقصف، وبلدة طليا، وأطراف شمسطار. وواجهت العديد من البلدات في البقاع الغربي سلسلة غارات آخرها غارة على بلدة المنصوري.
وقصفت مسيّرة إسرائيلية سهل بلدة طاريا في قضاء بعلبك بصاروخين.
وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان أن حصيلة الغارة الإسرائيلية على مبنى سكني في بلدة النبي ايلا، في البقاع الشمالي، بلغت 5 قتلى و6 جرحى. ولفتت المديرية إلى أن “البحث ما زال جاريا عن مفقود واحد، فضلا عن انتشال جثة”.
مئات القتلى
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن حصيلة القتلى جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان منذ فجر الاثنين بلغت 558 قتيلا بينهم 50 طفلاً و94 امرأة.
وأكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، فراس الأبيض، للصحافيين يوم الثلاثاء أن 1835 شخصا أصيبوا خلال الفترة نفسها ونقلوا إلى 54 مستشفى في أنحاء لبنان.
وأضاف الأبيض أن أربعة مسعفين كانوا بين القتلى و16 مسعفا وفرد إطفاء بين الجرحى.
ولا يزال عدد كبير من النازحين من المناطق الجنوبيّة التي تعرّضت للاعتداءات الإسرائيلية ينتظرون على جوانب الطرقات وفي السيّارات لعدم توفر مأوى في وقت افترش الكثير من العائلات الأرصفة والحدائق العامة.
وفي خطوات تضامنية تحركت في مناطق عدة هيئات حزبية ومتطوعون وفعاليات المجتمع المدني وعملوا على فتح المدارس والبيوت لإيواء النازحين، كذلك فتحت الكنائس ودور العبادة أمامهم.
هذا وشهدت الأفران تهافتا على شراء الخبز كذلك سجلت زحمة على محطات الوقود وشركات تعبئة الغاز. كذلك علقت جميع شركات الطيران رحلاتها من وإلى بيروت باستثناء طيران الشرق الأوسط.
وفي السياق، أعربت الأمم المتحدة، الثلاثاء، عن “قلقها البالغ” حيال التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مؤكدة أن “عشرات آلاف” الأشخاص فروا من العنف منذ يوم الاثنين.
وقال ماثيو سالتمارش متحدثا باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين خلال مؤتمر صحافي في جنيف: “نحن قلقون للغاية للتصعيد الخطير للهجمات التي شهدناه بالأمس. لقد أجبر عشرات آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم أمس وهذه الليلة، وعددهم يزداد باستمرار”.
وأضاف: “هذه منطقة دمرتها الحرب أساسا وبلد يعرف المعاناة جيدا”.
وأكد المتحدث باسم المفوضية أن “الخسائر التي يدفعها المدنيون غير مقبولة، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في لبنان أمر أساسي. يجب احترام القانون الإنساني الدولي. من الضروري وقف الأعمال الحربية”.
من جهتها، قالت الناطقة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان، رافينا شمداساني، خلال تصريح صحافي: “نحن نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد المفاجئ للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله، وندعو كل الأطراف إلى الوقف الفوري للعنف وضمان حماية المدنيين”.
كما دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أيضا “بشكل عاجل إلى وقف التصعيد الفوري” وإلى احترام جميع الأطراف التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي لضمان حماية البنى التحتية المدنية والمدنيين، بما يشمل الأطفال وعمال الإغاثة والعاملين في المجال الطبي.
وقالت نائبة ممثل اليونيسف في لبنان إيتي هيغينز عبر الفيديو من بيروت: “يوم أمس (الاثنين) كان أسوأ ما شهده لبنان منذ 18 عاما. هذا العنف يجب أن يتوقف فورا، وإلا فإن العواقب ستكون غير مقبولة”.
بقلم /رضوي شريف ✏️✏️📚