يحقق جيش الاحتلال في فشل اعتراض الصاروخ الباليستي، الذي أطلقه الحوثيون من اليمن، في وقت مبكر من صباح الأحد، قبل وصوله إسرائيل، وسقط في منطقة مفتوحة بالمستوطنات وسط دولة الاحتلال.

واستيقظ سكان وسط إسرائيل على صفارات إنذار غير عادية في وقت مبكر من صباح الأحد، وهي المرة الأولى منذ أشهر التي تُسمع فيها مثل هذه الإنذارات بالمنطقة، وأفادت التقارير عن انفجارات بعد وقت قصير من إطلاق صفارات الإنذار.

وقالت هيئة الإسعاف الإسرائيلية، في بيان، إن 9 مواطنين أصيبوا بجروح طفيفة في مناطق مختلفة بوسط إسرائيل لدى تدافعهم نحو الملاجئ لحظة دوي صفارات الإنذار، وتم نقلهم إلى عدة مستشفيات لتلقي العلاج.

وقال جيش الاحتلال في بيان مقتضب: “عقب الإنذارات التي تم تفعيلها قبل قليل وسط البلاد، تم رصد صاروخ أرض-أرض دخل البلاد من الشرق، وسقط في منطقة مفتوحة، دون وقوع إصابات”.

وأضاف: “تم إطلاق الصاروخ من اليمن. الأصوات المتفجرة التي سمعت في الدقائق القليلة الماضية مصدرها الصواريخ الاعتراضية”.

وأشار جيش الاحتلال إلى أن نتائج عمليات اعتراض الصاروخ قيد الفحص.

ونقلت صحيفة “هاآرتس” عن جيش الاحتلال، إن صاروخ أرض-أرض تم إطلاقه من اليمن، سقط صباح الأحد، في منطقة مفتوحة بإسرائيل، وعند اكتشاف الإطلاق، تم تفعيل العديد من أجهزة الإنذار في المستوطنات الواقعة وسط البلاد، كما تم إطلاق صواريخ اعتراضية من منظومات آرو والقبة الحديدية، فيما يتحقق الجيش من نجاح عملية الاعتراض”.

وأضافت أن شظايا صواريخ اعتراضية سقطت في محطة قطار في ضواحي موديعين وسط إسرائيل، وأحدثت أضرارًا، كما اندلع حريق في منطقة مفتوحة في موشاف كفار دانيال بالقرب من مدينة اللد، بعد سقوط شظايا إضافية.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال: “قطع الصاروخ الباليستي الذي تم إطلاقه من اليمن مسارًا يبلغ نحو 2000 كيلومتر، أي نحو 15 دقيقة من الطيران، وتحقق القوات الجوية في سبب عدم اعتراض الصاروخ”، قبل وصوله إسرائيل.

وتابعت: “تجري القوات الجوية تحقيقًا في احتمال أن يكون أحد الصواريخ الاعتراضية من طراز حيتس “السهم/آرو” تم إطلاقه فأصاب الصاروخ الذي أطلق من اليمن جزئيًا”.

وأضافت: “لم يكن الاعتراض ناجحًا، لكن يجري التحقيق أيضًا في احتمال إجراء اعتراض جزئي”.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أن إطلاق الصاروخ من اليمن، الذي أدى إلى دوي صفارات الإنذار في وسط إسرائيل، لأول مرة منذ عدة أشهر، يثير بعض الأسئلة الثقيلة، في المقام الأول ما إذا كان صاروخ كروز أو صاروخًا باليستيًا.

وتتساءل الصحيفة هل صاروخ كروز أم صاروخ باليستي، لماذا تم اكتشافه في مرحلة متأخرة، وهل اخترق من اتجاه غير متوقع وما نتائج محاولات الاعتراض؟

وأضاقت الصحيفة على لسان مراسلها العسكري روني بن يشاي، أنه كان من المفترض أن يتم اكتشاف واعتراض الصاروخ الباليستي بعيدًا عن الأراضي الإسرائيلية.

ويعد اكتشاف صاروخ كروز أكثر صعوبة لأنه يحلق على ارتفاع منخفض وقد يضلل أنظمة الرادار، لكن كان من المفترض أن تكتشف الدوريات التي كانت تنفذها القوات الجوية باستخدام طائرات مجهزة بالرادارات الحديثة، وخاصة طائرات “إف 35” كشف هذا الصاروخ وإسقاطه.وقدرت الصحيفة أن طريق سير صاروخ كروز لم يتم في طريق مباشر من اليمن، لكن قد يكون من خلال اختراق من اتجاه غير متوقع، والتفاف وطريق طويل ربما عبر المناطق الجبلية. ولعل هذا هو ما جعل اكتشافه صعبًا.

السؤال الآخر، بحسب الصحيفة، أن الصاروخ بعد اكتشافه هل استطاعت المضادات اعتراضه أم أنه لم يتم اعتراضه وأخطأ هدفه.

وأعلن يحيى سريع، الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية، اليوم الأحد، أن القوة الصاروخية نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفًا عسكريًا للعدو الإسرائيلي في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي.

وقال العميد سريع في بيان صحفي: “إن العملية اليمنية تأتي في إطار المرحلة الخامسة وجاءت تتويجًا لجهود أبطال القوة الصاروخية، الذين بذلوا جهودًا جبّارة في تطوير التقنية الصاروخية حتى تستجيب لمتطلبات المعركة وتحدياتها”.

وأكد سريع: “أطلقنا صاروخًا باليستيًا تفوق سرعته سرعة الصوت باتجاه إسرائيل، لمسافة أكثر من ألفي كيلومتر خلال 11 دقيقة ونصف الدقيقة”، مشيرًا إلى أن الصاروخ نجح في اختراق منظومات الدفاع الجوية التابعة للاحتلال.

وقال: “عوائق الجغرافيا والعدوان البريطاني والأمريكي لن يمنع اليمن عن أداء واجباته في نصرة الشعب الفلسطيني”.

وتوعد سريع الاحتلال الإسرائيلي، قائلًا: “على العدو أن يتوقع المزيد من العمليات النوعية ردًا على عدوانه الإجرامي في الحديدة ونصرة للشعب الفلسطيني”.

وفي 20 يوليو، أغار سلاح الجو الإسرائيلي على ميناء مدينة الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين في غرب اليمن، غداة تبنيهم هجومًا بمسيرة مفخخة أوقع قتيلًا في تل أبيب، وكانت تلك المرة الأولى التي يتبنى فيها جيش الاحتلال هجومًا على اليمن.

و”تضامنًا مع غزة” التي تواجه حربًا إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر 2023، استهدفت جماعة أنصار الله “الحوثيون” في اليمن بصواريخ ومسيرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحرين الأحمر والعربي.

ومع تدخل واشنطن ولندن عبر تحالف يشن ضربات على مواقع للجماعة في اليمن، واتخاذ التوتر منحى تصعيديًا في يناير، أعلنت جماعة الحوثي أنها باتت تعتبر كل السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.

وقالت الجماعة إنها ستوسع الضربات لتشمل السفن المرتبطة بالعدو المارة في المحيط الهندي عبر طريق رأس الرجاء الصالح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *