ابتداءً من 1 أكتوبر 2025، ستُحظر إعلانات الوجبات السريعة على التلفزيون في بريطانيا قبل الساعة 9 مساءً، كجزء من جهود الحكومة الهادفة إلى تحسين الصحة العامة ومكافحة السمنة بين الأطفال. القرار الذي أُعلن يوم الخميس 12 سبتمبر 2024، يتضمن أيضًا حظرًا شاملًا للإعلانات المدفوعة عبر الإنترنت للمنتجات الغذائية التي تحتوي على مستويات عالية من الدهون والملح والسكر.
وزير الصحة العامة أندرو جوين، الذي أعلن عن القرار أمام مجلس العموم، أوضح أن هذه الإجراءات تأتي في إطار مواجهة القلق الواسع حول ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال. وقال جوين: “أكثر من طفل واحد من كل خمسة أطفال في إنجلترا يعاني من زيادة الوزن أو السمنة عند بدء المدرسة الابتدائية، وترتفع هذه النسبة إلى أكثر من الثلث عند مغادرتهم. نريد معالجة المشكلة بشكل مباشر، وهذا يشمل فرض قيود على الإعلانات التي تروج للوجبات السريعة على التلفزيون وعبر الإنترنت.”
كان المحافظون قد تعهدوا سابقًا بهذا الحظر في عام 2021 خلال فترة رئاسة بوريس جونسون، إلا أن التنفيذ تأجل لإتاحة الوقت الكافي للقطاع الصناعي للاستعداد. يشمل القرار جميع المنتجات الغنية بالدهون والملح والسكر، مع استثناءات لبعض الفئات مثل حليب الأطفال والأطعمة الخاصة بالرضع.
القرار لاقى ترحيبًا واسعًا من نشطاء الصحة. جيمس توب، الرئيس التنفيذي لمجموعة “Bite Back” المرتبطة بمنظمة الشيف جيمي أوليفر، وصف القرار بأنه “أخبار رائعة”، مشيرًا إلى أن القيود ستساعد في حماية الأطفال من التأثيرات السلبية للإعلانات التي تعزز عادات غذائية غير صحية. كما أعربت كاثرين جينر، مديرة “تحالف الصحة ضد السمنة”، عن دعمها للقرار، معتبرة أنه خطوة هامة بعد مقاومة صناعة الأغذية لسنوات لهذه القيود.
هذا الحظر يُعتبر أحد الإجراءات الأكثر صرامة التي تتخذها بريطانيا لمكافحة السمنة، ويُتوقع أن يُسهم بشكل كبير في تحسين الصحة العامة للأطفال والحد من المشاكل الصحية المتعلقة بالسمنة على المدى الطويل.