بينما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن إن التوقيع على حزمة المساعدات الخارجية التي تتضمن اقتراح حظر “تيك توك”ليصبح قانونًا، اليوم الأربعاء، بعد الموافقة عليه في مجلس الشيوخ أمس الثلاثاء، لا يزال أمام التطبيق الشهير فرصة للبقاء، في حال انتقال ملكيته لإحدى الشركات الأمريكية.
وطالما كان “تيك توك” مصدر قلق بين المسؤولين الأمريكيين من كلا الحزبين، الذين يخشون أن تُشكّل ملكيته الصينية تهديدًا للأمن القومي.
وفي الواقع، ليست محاولات إجبار مالكي المنصة الصينيين على البيع لشركة أمريكية، أمر جديد.
ففي عام 2020، وقّع الرئيس السابق دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يهدد بحظر “تيك توك” ما لم يتم بيعه لشركة أمريكية، على الرغم من أنه خرج منذ ذلك الحين معارضًا لفكرة حظره، كما أدى هذا الطلب إلى نشوب حرب مزايدة على المنصة، ما أدى إلى ظهور مؤسسات كبرى مثل “أوركال” و”ولمارت” و”مايكروسوفت” كمشترين محتملين.
لكن، ألغت إدارة بايدن في وقت لاحق هذا الأمر، حيث استخدم أمرًا لاحقًا للدعوة إلى مراجعة منصات التواصل الاجتماعي الخاضعة لسيطرة أجنبية، فيما أنكر القائمون على “تيك توك” مشاركة بيانات المستخدمين مع الحكومة الصينية، وانتقدت القانون الأخير.
ووفق الشركة الصينية، فإن قيمة التطبيق في الوقت الحالي تقدر بـ268 مليار دولار، بحسب “فوربس” الأمريكية.
كما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن عملية البيع المحتملة لـ”تيك توك” قد تبلغ ما يزيد على 100 مليار دولار.
وفي حال حظر التطبيق، يتوقع محللو الاستثمارات المالية في مجموعة Wedbush Securities أن المنتفع الأكبر هما شركتا “جوجل” و”ميتا”، اللتان سيتلقيان نصيب التطبيق الصيني من الإعلانات الضخمة.
مع هذا، قد لا تدخل الشركتان العملاقتان في منافسة شراء “تيك توك”، حتى لا تقعا فريسة للاتهام بمحاولة الاحتكار، وفق تصريح فلوريان إيديرر، أستاذ الأسواق والسياسة العامة والقانون بجامعة بوسطن لشبكة ABC News.
مشترون محتملون
فور اندلاع الأزمة بين التطبيق والحكومة الأمريكية، أشار العديد من المشترين المحتملين إلى اهتمامهم بشرائه، أو ترددت شائعات عن ذلك؛ حسب ما ذكرت مجلة “فوربس”.
ستيف منوشين
فقد أعلن المصرفي الاستثماري والمنتج السينمائي ستيف منوشين، الذي عمل في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب كوزير للخزانة، علنًا، عن اهتمامه بشراء “تيك توك”، وقال لشبكة CNBC في مارس الماضي، إنه “كان يخطط لتشكيل مجموعة” لتحقيق ذلك.
الكندي كيفن أوليري
أيضًا، كان رجل الأعمال الكندي كيفن أوليري، الشهير بكونه عضوًا في لجنة التحكيم في برنامج “”Shark Tank صريحًا بشأن اهتمامه بشراء” تيك توك”. إذ قال لشبكة CNBC الشهر الماضي أيضًا، إنه شكل مجموعة لتقديم عرض مبدئي بقيمة 20 إلى 30 مليار دولار.
وأشارت “فوربس” إلى العرض الكندي “أقل مما يعتقد أن الشركة تستحقه بـ 90%”، وذلك بسبب احتمال بيع التطبيق بدون الخوارزميات أو البيانات التي تجعله ناجحًا.
كذلك، قدمت منصة مشاركة الفيديو Rumble عرضًا عامًا لشراء التطبيق الصيني الشهير، حيث كتب الرئيس التنفيذي كريس بافلوفسكي تغريدة على موقع “إكس”، إلى الرئيس التنفيذي لـ”تيك توك” شو زي تشوي، تدعي أن الشركة “مستعدة للانضمام إلى اتحاد مع أطراف أخرى تسعى للحصول على التطبيق، وتشغيله داخل الولايات المتحدة”.
الأمر الذي أدى إلى قفز سهم Rumble لمستويات قياسية، عقب أنباء عن نية المنصة الاستحواذ على منصة تيك توك TikTok، وقالت رامبل إنها مستعدة للعمل كشريك في مجال التكنولوجيا السحابية أو الدخول في تحالف للاستحواذ على تيك توك.
أيضًا، عندما استقال بوبي كوتيك من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة الألعاب Activision Blizzard العام الماضي، قيل إنه يبحث منذ ذلك الحين عن شركاء لعملية شراء محتملة للتطبيق وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وبينما لم تعرب أيًا من “أوركال” و”ولمارت”، علنًا، عن الاهتمام أخيرًا بشراء “تيك توك”، لكن الشركتين تعاونتا لشراء المنصة مرة أخرى في عام 2020، وكادتا أن تنجحا لولا إعاقة إدارة بايدن التي منعت الأمر من المضي قدمًا لمعالجة إمكانات التطبيق بشكل أفضل المخاوف الأمنية؛ كما ذكرت “فوربس”.
وفي 2020 أيضًا، حاولت “مايكروسوفت” بدورها شراء تطبيق الفيديو الصيني الشهير؛ حيث دخلت الشركتان في محادثات انهارت في النهاية، لكن محللي “فوربس” يرون أنه من الممكن العودة إلى التفاوض مرة أخرى.