تعد الحصانة نوع من المعافاة من العقوبات المقررة من قبل الدولة وهذا يعني أنه يحاكم ويتعرض للمساءلة القانونية، لكن وفق لجنة داخل عمله فقط، وتعطى الحصانة لأشخاص معينين في وظائف معينة يرتقي حالهم إلى فعل الجرائم أو مخالفة القوانين؛ لا لكل الأشخاص بالطبع، والهدف منه حمايتهم في هذه الوظائف.
هناك أنواع من الحصانة قد لاقت ترحيبًا كبيرًا من الجميع وهناك أنواع لا. تابع معنا بحث حول الحصانة وشروطها، لتتعرف إلى أنواع الحصانة القانونية وأنواع الحصانة الدبلوماسية، وغير ذلك.
المبحث الأول بحث حول الحصانة الدبلوماسية
يتمحور موضوع بحث حول الحصانة وشروطها، في الحصانة الدبلوماسية وما يندرج تحتها من أنواع، حيث تمثل الحصانة الدبلوماسية أهم أنواع الحصانة؛ نظرًا لأنها تختص بحماية أعضاء السلك الدبلوماسي من السفير والقنصل وبعض المناصب التي يكون عملها في دولة أجنبية غير دولتهم الأم.
وهذا لا يعني عدم عقوبتها مطلقًا، لا فهناك جرائم يعاقب عليها أي من قام بها، كالقتل والاختلاس والتزوير. فلا أحد فوق القانون وهذا مبدأ القوانين كافة.
فالحصانة عامة تمنح للسفراء وأعضاء السفارة ممن يمثلون الدولة في الخارج، والوزراء، والقضاة، وأعضاء مجلسي الشعب والشورى.
العنصر الأول مفهوم الحصانة الدبلوماسية
تعد الحصانة الدبلوماسية من أهم أنواع الحصانة في القانون، فهي نظام متفق عليه بين الحكومات، ينص على عدم مساءلة أعضاء السلك الدبلوماسي وعدم تطبيق العقوبات المتعارف عليها في قانون الدولة عليهم.
علاوة على أن هناك عدة امتيازات يتمتع بها الأشخاص الدبلوماسيين، أبرزها المعافاة من رسوم الجمارك والضرائب.
كما تتمثل أهمية الحصانة الدبلوماسية في ضمان أن الدولة المستضيفة لأعضاء السلك الدبلوماسي للدول الأخرى، لا تطبق عليهم عقوباتها المقررة في شريعتها.
العنصر الثاني أنواع الحصانة الدبلوماسية
يجب على كل دولة الالتزام بحقوق أصحاب البعثات الدبلوماسية والحفاظ عليهم وفقًا للاتفاقات والمعاهدات الدولية بين الدول. فالدول تحترم اتفاقات عقود التجارة الدولية، فكيف الوضع بالاتفاقات الخاصة بحماية وحصانة أبنائها ممن يمثلونها بالخارج؟
بالطبع لا بدّ من إعطائهم حريتهم وحصانتهم بأنواعها المختلفة، وتنقسم الحصانة الدبلوماسية قسمين هما:
حصانات غير أساسية وهي التي تتم على سبيل المجاملة والود بين الدول دون وجود نصوص بها.
حصانات وامتيازات أساسية وهذه تكون بنص القانون، وتنقسم إلى:
الحصانة القضائية:
تعد الحصانة القضائية من أهم أنواع الحصانة بالنسبة إلى المبعوث الدبلوماسي، ولا يمكنه القيام بمهمته دون الحصول على الحصانة القضائية، وتتمثل الحصانة القضائية في عدة أوجه منها:
إعفاء الدبلوماسي من المساءلة القانونية.
إعفاء الدبلوماسي من تطبيق عقوبات الدولة المستضيف فيها عليه.
تضم الحصانة القضائية جميع المستشارين والعاملين بالسفارة بكل مراتبهم، أي تشمل جميع أعضاء البعثة.
تنقسم الحصانة القضائية إلى:
حصانة جزائية، وهي حصانة مطلقة تعطي حصانة وحماية للدبلوماسي، لكن باستثناء أفعال معينة يجازى عليها لكن داخل عمله وبلدته.
حصانة مدنية: وتعني أنه قبل مساءلة الدبلوماسي يجب أن يكون في محل إقامته (بلده الأم) ليتم التحقيق أمام محكمة وطنية.
حصانة إدارية بمعنى إعفاء الدبلوماسي من مخالفات المرور وقوانين البلد الخاصة بأهلها المتعلقة بالأمور الإدارية. وعلى الرغم من ذلك فإنه ينبغي للمبعوث الدبلوماسي الالتزام بهذه القوانين المرورية والمقرة من قبل قانون البلد، وتقع هذه المهمة على عاتق وزارة الخارجية التي تنبه الدبلوماسيين إلى أهمية هذا الأمر والعواقب المترتبة على انتهاك هذه القواعد.
ما زلنا نتحدث عن: بحث حول الحصانة وشروطها.
العنصر الثالث الحصانات والامتيازات الدبلوماسية
يتمتع بالحصانة الدبلوماسية كل من كان يمثل دولته أمام دولة أخرى، وهذا نوع من الحفاظ على قيمة الدولة واحترام ضيوفها، وإضافة إلى هذا يتمتع المحصن بعدة امتيازات منها:
يعفى الدبلوماسي من بعض الضرائب لا كلها، ومن الاستثناءات التي تفرض على الدبلوماسي المحصن:
الضرائب العقارية، خاصة إذا اشترى الدبلوماسي عقارًا لحسابه في الدولة المستضيف فيها.
ضرائب القيمة المضافة التي تفرض على السلع والخدمات.
الضرائب الخاصة بالتركات المستحقة للدولة.
ضرائب الخدمات الشخصية.
رسوم وضرائب التي تفرض على إيرادات الدبلوماسي نتيجة الأعمال التجارية أو النشاطات المختلفة التي تدر ربحًا.
رسوم التسجيل المختلفة والرهن ومبالغ العقود المالية.
لا يمكن القبض على الدبلوماسيين ولا على أفراد أسرتهم.
لا يصح تفتيش منازلهم ومقتنياتهم، وفي حالة الاشتباه تبلغ دولتهم أولًا.
لهم الحرية الكاملة في ممارسة الطقوس الدينية.
يتمتع موظفو السفارات في الدول المختلفة بالحصانة، لكن بدرجة أقل من الدبلوماسيين وأسرهم.
نتحدث عن بحث حول الحصانة وشروطها، تابع معنا لاستكمال باقي أنواع الحصانة.
العنصر الرابع تفاصيل حول الحصانات والامتيازات القنصلية
تتقارب الحصانات والامتيازات الموضوعة للقنصل ومن يتبعه، مع الامتيازات والحصانة المقررة على السفير ومن يتبعه، وجميعها تتقارب مع حصانة أعضاء السلك الدبلوماسي، لكن الأمر أكثر خصوصية مع السفير والقنصل.
يمكننا إجمال الحصانات والامتيازات القنصلية فيما يلي:
- حصانة متمثلة في حماية مقر البعثة (السفارة مثلًا) من العمليات الإرهابية والتعدي عليها بأي شكل، وإعلاء علم الدولة الممثلة لها فوقها.
- إعفاء القنصليين من الضرائب والرسوم والجمارك، باستثناء بعض الضرائب فقط التي ذكرناها في الأعلى.
- الحق في التواصل مع أي شخص في أي وقت ومكان.
- حرمة الحفاظ على محفوظات القنصليين الممثلين للدولة المستضافة.
- ضمان الحصانة الشخصية لكل أفراد البعثة.
- الإعفاء من مخالفات المرور، لكن وزارة الخارجية تتولى تنبيههم إلى ذلك.
العنصر الخامس نطاق الحصانة الدبلوماسية
يقصد بنطاق الحصانة الدبلوماسية المساحة أو الرحاب المسموح فيه ممارستها، فالحصانة من القبض والتعرض للأذى والإعفاء من الضرائب وكل هذه المميزات، ترى هل لها نطاق تقف عنده أم هي مطلقة لا نطاق لها يتمتع بها الدبلوماسي طيبة حياته؟
لا، بالطبع لها نطاق محدد نهايته عند أذية الآخرين والظلم، لكن الهدف منها فقط هو أن كل مواطن يعاقب في دولته وفقًا لشريعتها.
هناك دعاوى يظهر فيها النطاق المقنن للحصانة الدبلوماسية ومن هذه الدعاوى:
- حوادث الطرق، لذا لا مفر أمام الدبلوماسي من التأمين على شخصه وعلى سيارته.
- جرائم القتل العمد والقتل الخطأ، وتتحمل دولة الدبلوماسي عواقب هذه الجرائم وتسددها.
- يعاقب الدبلوماسي في دولته ولا يعافى تمامًا من العقوبة.
كما يجب أن يدلى الدبلوماسي بشهادته أمام الجهات المختصة، ولا بد من إخبار دولته عن هذه الشهادة، وفي حالة ستتم محاكمته تكون المحاكمة في دولته، فلا يجوز مطلقًا محاكمة المبعوث الدبلوماسي أمام محكمة مدنية أو جزئية أو محلية خارج حدود دولته.
وهناك آراء متعددة حول طريقة محاكمة الدبلوماسي، فهناك من قال أنه يحاكم بقوانين البلد المضيفة لأنه أساء في حقها، ومنهم من قال لا يعزل من منصبه ويحاكم في دولته، أما القانون الدولي أقر ضرورة محاكمته في دولته وهذا ما يتم الآن، باستثناء بعض الحالات النادرة التي تعلن خارجية الدولة الأم تنازلها عن صلاحياتها الدبلوماسية لهذا المبعوث.
كما أنه لا يجبر المبعوث على الحضور، وليس للقاضي الحق في استدعائه، لكن في حالة الحضور للشهادة لا للتحقيق والمساءلة يجب على القاضي تسجيل ذلك في مقر البعثة الدبلوماسية ويحصل على إذن من النائب العام بعلم وزارة الخارجية.
وإذا لم يرد المبعوث الحضور وأراد كتابة الشهادة وإرسالها لا عليه أي قصور، فله الحرية الكاملة في ممارسة مثل هذه الأعمال بالطريقة التي يراها ملائمة.
العنصر السادس كيفية الحصول على الحصانة الدبلوماسية (شروط الحصانة)
هناك عدد من الوظائف يؤهل الفرد للحصول على الحصانة الدبلوماسية، وقد حددت هذه الوظائف من القانون الدولي، التي يجب الانضمام لها لنيل الحصانة داخل البلاد وخارجها وفق عدة إجراءات قضائية ومدنية وإدارية.
وتعود مدة التمتع بهذه الحصانة إلى الدولة، لكن طيلة بقاء الشخص في الوظيفة تبقى معه الحصانة. ومن هذه الوظائف:
- السفراء والقناصلة.
- كبار المسؤولين والموظفين في السفارات والقنصليات ووزارة الخارجية.
- مندوبي الجهات الدولية والأشخاص الموفدين من دولة ما لأغراض سياسية بين الدولتين أو لتمثيل الدولة في مناسبة ما (نقل رسالة، أو عقد تصالح أو معاهدة أو حضور اجتماع).
هذه المهن المذكورة بحق لها الحصول على حصانة دبلوماسية بعد موافقة حكوماتها وإخبار الدول المضيفة لهم بذلك.
أما شروط الحصانة تتمثل في:
- تقلد مهنة من المهن السابق ذكرها.
- الالتزام بالتعليمات المفروضة من الدولة المضيفة مثل إجراءات التفتيش وتحقيق الشخصية.
- حفظ أمانة الحصانة وعدم استغلالها استغلالًا سيئًا.
- أداء المهام على أكمل وجه.
- البعد كل البعد عن الأعمال الإجرامية أو المشبهوهة.
المبحث الثاني تابع أنواع الحصانة
الحصانة هي امتيازات قانونية تقرر بواسطة قوانين دولية تعطي أصحابها الحماية من عدة أمور، كي يمارسوا مهام وظيفتهم على أتم وجه ويحتفظون بقيمة بلادهم أمام الدول الأخرى، فيتم فيها التعامل مع الشخص وفقًا لكرامة بلده أو كرامة مهنته.
ونريد الإشارة إلى أن كلمة الحصانة لا تعني عدم تطبيق القانون وفقًا للحصانة! لا الأمر فقط هو تطبيق القانون وفقًا لبعض إجراءات الحماية، علاوة على أن الحصانة تفرض على صاحبها مسؤولية تقصيرية كبيرة يتولى الحفاظ عليها.
العنصر الأول أنواع الحصانة القانونية
تختص الحصانة القانونية بالقضاة وبعض المحامين ذوي المناصب المرموقة، والهدف منها حماية العمل وحماية القائمين عليه من أي أذى آخر قد يقابلهم في أثناء مسيرتهم المهنية، حيث إن طبيعة العمل في مجال المحاماة قد تولد الكثير من الحقد أو الرغبة في الانتقام من المستشار أو المحامي من أسر المجرمين أو من المجرمين ذاتهم.
وعلى الرغم من ذلك فالحماية القانونية لست مطلقة، أي تطبق داخل أداء الوظيفة فقط، والهدف الأول منها ألا تكون لأي جهة أخرى في الدولة من الشرطة أو الجيش توجيه إتهام أو لوم أو تدخل في عمل الشخص المحصن بالقانون، أو التحدث معه في خلافات وظيفية، لكن في حالة أراد مسؤول كبير التحدث مع محامٍ أو قاضِ عليه التوجه إلى الجهة التابعة له أولًا وهي التي تتعاون معه في الأمر في حالة إذناب الشخص المحصن.
وإذا تم التبليغ عن شخص لديه حصانة قانونية وتم إثبات براءته لا بد من تعويضه بالتعويضات الكافية لذلك ورد اعتبار مهنته ومعاقبة من وراء ذلك.
وفعلًا تعد الحصانة القانونية ضرورية جدًّا لدى رجال القانون، فهي تذلل الصعوبات وتجعل الفرد منا يعرف أعداءه ليتجنبهم ويكمل في تحقيق مسيرة العدل.
من أنواع الحصانة القانونية ما يعرف بالحصانة القضائية.
العنصر الثاني الحصانة القضائية
هي الحصانة الخاصة بالمستشارين والقضاة، وهي منحة سياسية تحافظ لهم على أبسط حقوقهم التي قد يتعرضون لانتهاكها على يد المجرمين وذويهم وربما محامين المجرمين فاقدي الضمير.
فالحصانة القضائية تضمن للقاضي عدم المساءلة القانونية من أي جهة، وتحفظ له حقه في عدم الاطلاع على أوراقه وما يحمله، وهناك عدة دول أيضًا تمنح المحامي الحصانة نفسها.
ونريد هنا التنويه بأن الحصانة القانونية والقضائية أو حتى الدبلوماسية، الهدف منها ليس تقليل قدر المهن الأخرى، لا فالغاية الأسمى منها هي حماية القانون عامة؛ فالمحامي يمثل صورة القانون وجميع المهن الأخرى تحتاج إليه، فالصحفي مثلًا يحتاج إلى المحامي في حالة تعرض إلى قضية تحقيق تخص النشر، والطبيب لا يستغنى عن المحامي في حالة تعرض بالظلم إلى اتهام بخطأ طبي قد يودي بمستقبله، والمهندس كذلك في مهنته، فالجميع يكمل بعضه.
العنصر الثالث الحصانة البرلمانية
من اسم الحصانة البرلمانية نستدل أنها خاصة بأفراد البرلمان، أي لأعضاء مجلس الشعب والشورى ممثلي السلطة التنفيذية للدولة، الأمر الذي يضمن لهم مواجهة السلطة والشعب دون خوف، فهم ممثلون صوت الشعب أمام الجهات الحكومية وأمام رئيس مجلس الشعب ورئيس الجمهورية أو الملك.
وعلى الرغم من أن هناك عدة دول تفرض الديكتاتورية على نواب البرلمان وتقمع حريتهم، فإنها توفر لهم الحصانة المطلقة طيلة مدة وظيفتهم وطيلة وفائهم بالعهد والشروط.
تعد الحصانة البرالمانية من أكثر الأنواع شيوعًا، حيث إننا نرى في بعض الأعمال الدرامية نائب مجلس الشعب دائمًا ما يحمل حصانة من السلطات الحكومية، تسهل له جميع مصالحه بطريقة قانونية.
العنصر الرابع الحصانة الشخصية
يقصد بالحصانة الشخصية التي تمنح لممثلي الدولة الكبار من وزراء وسفراء وقناصلة، أو مبعوثين من قبل رئيس أو ملك الدولة للتمثيل في مؤتمر عالمي أو شيء معين يمثل علاقة بين بلدين.
تدخل ضمن أنواع الحصانة الدبلوماسية لكن تكون خاصة بشخص معين، ويدخل فيها أيضًا حصانة رئيس الدولة ونوابه.
العنصر الخامس حصانات وامتيازات رئيس الدولة
يحق لرئيس الدولة سواءً كانت جمهورية أم مملكة التمتع ببعض الامتيازات والحصانة طيلة مدة توليه الحكم. وهي نصوص قانونية أقرتها القوانين ولا خلاف عليها، يحصل عليها الحاكم وأسرته وأقاربه من الدرجة الأولى ونوابه وأسر نوابه.
تابع معنا: بحث حول الحصانة وشروطها
وتتمثل حصانات وامتيازات رئيس الدولة (الحاكم) بمقتضى القانون في الآتي:
أولًا: الامتيازات:
- الحق في اختيار رئيس الوزراء، وبعض أعضاء مجلسي الشعب والشورى.
- الحق في اختيار النواب.
- الإفراج عن بعض السجناء في المناسبات الدينية والعامة.
ثانيًا: الحصانات:
- الحرية في السفر.
- الحق في عدم المساءلة القانونية؛ إلا في حالات نادرة كالثورات وغيره.
- الحق في الحماية خارج البلاد.
العنصر السادس الحصانة في الدول العربية
الحصانة امتياز قانوني في جميع البلدان العربية والأجنبية أيضًا باتفاق جميع القوانين الدولية. تابع معنا في ضوء بحث حول الحصانة وشروطها، الحصانة في عدة دول.
الحصانة الدبلوماسية في مصر
تعد مصر من أكثر البلدان العربية حرصًا على تحقيق السلام لمواطنيها ووافديها، ومن أقدم البلاد تطبيقًا للحصانة الدبلوماسية منذ عهد الملك فاروق الأول، والتي تقتضي الحفاظ على حقوق المبعوثين الدبلوماسيين في الخارج.