ذكرت شبكة “سي إن إن” أن التاريخ المعروف لدولة الاحتلال إسرائيلي منذ تأسست يرجح أن الساعة تدق بالنسبة لنتنياهو بعد فشل حكومته الذريع في توقع هجوم الفلسطينيين المباغت الذي استهدف مستوطنات وبلدات في “غلاف غزة”.

وأشار تحليل، كتبه إليوت جوتكين، إلى أن نهاية مستقبل نتنياهو السياسي باتت وشيكة، أو على الأقل دقت الساعة وبات بقاؤه في السلطة مجرد مسألة وقت بعد أن نفذ الفلسطينيون من قطاع غزة هجومًا غير مسبوق متعدد الجبهات على إسرائيل فجر يوم السبت، حيث أطلقوا آلاف الصواريخ بينما هاجم العشرات وتسلل عدد من المقاتلين إلى الحدود شديدة التحصين في عدة مواقع، مما أسفر عن مقتل المئات ووقوع أسرى وأخذ رهائن وأفاد مسؤولو الصحة الفلسطينيون عن سقوط عشرات القتلى جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة.

وخلال أكثر من ثلاثة عقود من عمله في السياسة، حصل بنيامين نتنياهو على ألقاب تعادل عدد مرات فوزه في الانتخابات، وأطلقت عليه الصحافة الأمريكية لقب “الساحر” لقدرته الخارقة على حسم الانتخابات لصالحه، وهناك لقب “الملك بيبي” لبقائه على قمة السياسة الإسرائيلية لفترة أطول من أي سياسي آخر، ولكن عرش نتنياهو اهتز وظهر الآن في حالة يرثى لها ومنح مؤخرًا لقب “مستر سيكيورتي” في إشارة واضحة وساخرة إلى فشل أجهزته الأمنية.

ويظل من غير الواضح كيف تمكن أكثر من ألف من مقاتلي حماس من الاستيلاء على إسرائيل بهذه المفاجأة القاتلة والمدمرة، فقتلوا ـ كما كتب الرئيس إسحاق هرتزوج ـ عددًا من اليهود في يوم واحد أكبر من أي وقت مضى منذ المحرقة وتم إطلاق صواريخ من مدينة غزة باتجاه إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، إذ أُطلقت عشرات الصواريخ من قطاع غزة المحاصر بحسب ما أفاد صحفيو وكالة فرانس برس في الأراضي الفلسطينية، مع انطلاق صفارات الإنذار تحذيرا من نيران قادمة في إسرائيل، وشبهت “سي إن إن” ما حدث بـ”لحظة بيرل هاربور”.

وفي الوقت الحالي، لا يطالب معارضو نتنياهو بتنحيه وقال رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، وهو الآن زعيم المعارضة: “أنا لا أتعامل الآن مع من يقع عليه اللوم أو لماذا فوجئن، إنه ليس الوقت، وليس المكان المناسب لطرح هذا النوع من الأسئلة” ولكن مع ذلك سيأتي الزمان والمكان لمحاسبة نتنياهو.

وفي الواقع، وفقًا لأميت سيجال، كبير المعلقين السياسيين في القناة 12 الإسرائيلية، فإن المفاجأة ستكون إذا نجحت رئاسة وزراء بيبي في النجاة من هذه الحرب.

وقال سيجال لشبكة “سي إن إن”: “سيشكل ذلك سابقة، لقد علمنا التاريخ الإسرائيلي أن كل مفاجأة وأزمة أدت إلى انهيار الحكومة وكان هذا هو الحال في عام 1973 بعد الحرب، فسقطت جولدا مائير، وفي عام 1982 مع مناحيم بيجن في حرب لبنان الأول…

مي محمد ✍️✍️✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *