يفتتح المستشار الألماني أولاف شولتس، “قمة المستقبل” مع الرئيس الناميبي نانجولو مبومبا، التي تعقد على مدار يومين في مدينة نيويورك الأمريكية، ويريد أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أن يجعل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى أكثر مقاومة للأزمات، من خلال إصلاحات تحظى بموافقة كل الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة.

وتعقد القمة خلال الدورة الـ79 للجمعية العامة يومي 22 و23 سبتمبر 2024 في نيويورك، بهدف تبني ميثاق للمستقبل، ومعالجة القضايا الدولية الملحة، وتسريع تنفيذ خطة 2030، وتعزيز الإصلاحات في مختلف أجزاء منظومة الأمم المتحدة.

5 مسارات
تتكون وثيقة قمة المستقبل من خمسة فصول: التنمية المستدامة، السلام، العلوم، الشباب، والمؤسسات العالمية، ويدعو الاتفاق الرقمي إلى وضع مبادئ توجيهية للتعامل مع الثورات التكنولوجية والجرائم الإلكترونية والأمن السيبراني وكذلك الذكاء الاصطناعي.

ويتعرض الأمن الغذائي للخطر بشكل متزايد، وتريد الأمم المتحدة القضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030، وتم إجراء تغييرات على الوثيقة المكونة من 30 صفحة تقريبًا مع أكثر من 50 إجراءً، وحذف البنود المثيرة للجدل وتم تخفيف الأهداف من أجل تحقيق الإجماع.

محاولة التوافق
وعلى الرغم من الخلافات السياسية العميقة، من المتوقع أن تتبنى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة خطة إصلاح في نيويورك بحضور المستشار أولاف شولتس، ووفقًا للخطة، سيتم اعتماد الاتفاقية بالإجماع من قبل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة دون تصويت.

وتسعى روسيا قبل ما يسمى بالقمة المستقبلية للأمم إلى إثارة اضطرابات بعد أشهر من المفاوضات، لمواكبة المتغيرات المتسارعة التي تواجه البشرية.

عرقلة روسية للقمة
وذكر دبلوماسيون أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تستعد لمحاولة موسكو لفرض التصويت على ما يسمى بالمعاهدة المستقبلية التي تم التفاوض عليها بقيادة ألمانيا وناميبيا.

منذ بداية العام، تعمل أكثر من 100 دولة على إصلاح الأمم المتحدة، بهدف إحداث تغييرات في مجلس الأمن وتغيير النظام المالي لصالح الجنوب العالمي، وتقف روسيا ضد هذا التبني.

إصلاح الجنوب العالمي
ويتضمن الاتفاق، الذي تم التفاوض عليه بصعوبة منذ بداية العام، من بين أمور أخرى، إعلانات النوايا لإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومطالبات بتعديل النظام المالي الدولي لصالح ما يسمى بالجنوب العالمي، ويهدف أيضًا إلى وضع أساس أولي للتنظيم العالمي للذكاء الاصطناعي، كما يعارض النص سباق التسلح في الفضاء.

بدوره؛ قال ريتشارد جوان، مجموعة الأزمات الدولية في الأمم المتحدة، إن الدبلوماسيين في نيويورك يعتقدون أن توقيت القمة المستقبلية سيئ، لوجود اختلافات كثيرة في الرأي لدرجة أنه من غير الممكن أن يتفق أعضاء الأمم المتحدة على إصلاحات جوهرية للمستقبل، كما أن الوثيقة النهائية بشأن الميثاق المستقبلي ليست ملزمة للمجتمع الدولي، وغالبًا ما تكون مخففة وغامضة للغاية.