مع إعلان إسرائيل “حصارًا كاملًا” على غزة في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس الفلسطينية في 7 أكتوبر، يمكن أن تشهد عمليات الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط تأثرًا شديدًا بالعمليات.
وتوقعت صحيفة “إنيرجي إنتلجنس” أن تتأثر كذلك تدفقات الغاز والاستثمارات ذات الصلة كلما طال أمد الصراع وقد اجتذبت المنطقة مجموعة كبيرة من شركات النفط الكبرى وشركات النفط الوطنية التابعة لدول الخليج في السنوات الأخيرة، جنبًا إلى جنب مع الاهتمام المتزايد لأوروبا بغاز شرق المتوسط في سياق سعيها لتنويع إمدادات الغاز بعيدًا عن الاعتماد على تدفقات الغاز الروسي وبصفة خاصة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وأشارت صحيفة كاثمريني اليونانية إلى أن الاضطرابات في الشرق الأوسط تغير أولويات الطاقة ودبلوماسية الطاقة، وأن نصيب الأسد من الأضرار والتأثير سوف يكون لليونان وقبرص وإسرائيل في جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأكدت “كريسا ليانجو”، محللة شؤون الطاقة، أن الوضع المضطرب في الشرق الأوسط، الناجم عن الهجوم الفلسطيني الأخير والرد العسكري من جانب تل أبيب، يعيد تشكيل أولويات حكومة نتنياهو والتوازن في جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط.
وهذه المنطقة، التي ربطت أوروبا بها أمن الطاقة في أعقاب التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري الروسي، تنظر إلى اليونان وقبرص باعتبارهما لاعبين محوريين في استراتيجية الغاز بشرق المتوسط، وهم يدعمون مبادرات الطاقة الهامة التي تهدف إلى نقل احتياطيات الغاز الإسرائيلية إلى أوروبا وإنشاء ممرات الكهرباء لنقل الطاقة الخضراء علاوة على مشروع الربط السعودي اليوناني.
ويبدو أن الصراع العسكري الدائر في الشرق الأوسط قد أوقف قبل الأوان طموحات تركيا في العمل كقناة لوصول الاحتياطيات الإسرائيلية إلى أوروبا وبدلا من ذلك، فإنها تمنح قدرة أكبر على الاستمرار لخط أنابيب إيست ميد، الذي يعتزم نقل هذه الاحتياطيات عبر قبرص واليونان ومع ذلك، يؤكد أصحاب المصلحة الرئيسيون أنه من السابق لأوانه حاليًا إجراء تقييم نهائي بشأن القرار النهائي لإسرائيل بشأن المسار الذي ستسلكه رواسب الطاقة لديها ومع ذلك، فإن المطلعين على العلاقات الثنائية بين اليونان وإسرائيل يعترفون بأنه “في أعقاب طوفان الأقصى، أصبح كل شيء بالنسبة لإسرائيل في مرتبة متأخرة”، مما يعني ضمنًا أن جميع القضايا الأخرى “تم تأجيلها”.
وذكر وزير الطاقة جورج باباناستاسيو مؤخرا أن المشاورات بين قبرص وإسرائيل بشأن نقل الغاز الطبيعي من الحقول الإسرائيلية إلى قبرص لتوليد الطاقة أو تسييلها، فضلا عن التصدير إلى الأسواق الأخرى، والمناقشات حول الربط المحتمل لأنظمة الكهرباء في كلا البلدين قد واجهت تأخيرًا مؤقتًا، ويتعلق الربط بمشروع يورآسيا إنتركونكتور، الذي يهدف إلى ربط اليونان مع قبرص وإسرائيل.
وفي حين أن الجزء الأول من المشروع (اليونان – قبرص) يتقدم بتمويل كبير من الاتحاد الأوروبي، فإن الوضع في إسرائيل قد يؤثر على دخول الصندوق الإسرائيلي في المشروع كما أن تطور هذا الوضع وتأثيره على العلاقات الإسرائيلية السعودية وخطط الغرب لإنشاء الممر الاقتصادي والتجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) سيحدد أيضًا التأثيرات على الربط الكهربائي اليوناني السعودي.
وفي الوقت الحالي، لم تؤدي الصراعات في إسرائيل إلى تعطيل إنتاج شركة إنرجيان اليونانية في حقلي كاريس وتانين وتراقب الشركة الأحداث عن كثب وتظل مستعدة لأي سيناريو ولا يتوقع المحللون والدبلوماسيون ذوو الخبرة أي تطورات مهمة على صعيد الاتفاقيات الثنائية مع إسرائيل طالما استمرت الصراعات العسكرية ومع ذلك، فإنهم يعتقدون أن الدعم العملي الذي تقدمه اليونان لإسرائيل خلال هذه الأوقات العصيبة قد يرسي الأساس للتعاون المستقبلي في المجالات الحاسمة ذات الاهتمام المشترك.
المشاريع المتأثرة
1. خط أنابيب إيست ميد: يهدف هذا المشروع إلى إنشاء اتصال تحت الماء بين إسرائيل وقبرص واليونان، وتسهيل نقل الغاز الطبيعي من إسرائيل ومنطقة جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط الأوسع.
. مشروع الربط الكهربائي بين أوروبا وآسيا: من المتوقع أن يكون بمثابة ربط كهربائي بين إسرائيل وقبرص واليونان، وقد تم تصميم هذه المبادرة لنقل 1 جيجاوات من الطاقة “الخضراء” في البداية، مع إمكانية زيادة هذه القدرة في المستقبل إلى 2 جيجاوات.
3. الربط السعودي اليوناني: مشروع الربط الكهربائي هذا، وهو امتداد للربط مع إسرائيل، سيعمل على إنشاء رابط بين اليونان والمملكة العربية السعوديه…
مي محمد ✍️✍️✍️