أصبحت ظاهرة الكلاب الضالة منتشرة بكثرة ، حيث بلغ عددها حتى الآن نحو 22 مليون كلب ، حسب دراسة كشفتها وزارة الزراعة قبل سنتين أن هناك أكثر من 20 مليون كلب ضال، وبات الكثير من المواطنين يخشون السير ليلا أو نهارا في الشوارع والطرقات العامة ليس خوفا من سرقة أو اختطاف بل خوفا من الكلاب التي تهاجمهم، بينما ذكرت تصريحات صادرة عن الدكتورة سارة فؤاد ممثل وزارة الصحة والسكان، تفيد أن جميع الفئات العمرية معرضة لخطر الإصابة بالسعار إلا أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عامًا هم الأكثر عرضة للخطر، وتحدث في المناطق الريفية،خلال المؤتمر الذي تنظمه منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية في اليوم العالمي لمرض السعار، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان ووزارة الزراعة.
وأوضحت فؤاد أن داء الكلب موجود في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وأن أكثر من 95% من الوفيات البشرية تحدث في آسيا وأفريقيا، مؤكدة أنه يتم الإبلاغ عن حوالي 700 ألف حالة عضة حيوان سنويا، من بينها حوالي 35 حالة إصابة بداء الكلب.

وعن السعار فأشارت فؤاد، أنه مرض متوطن في أكثر من 150 دولة بما في ذلك مصر، وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات الناجمة عن داء الكلب بنحو 60 ألف شخص سنويا، بمعدل وفاة واحدة كل 9 دقائق، ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للوقاية من داء الكلب والسيطرة عليه، بما في ذلك تطعيم الكلاب وتثقيف المواطنين حول مخاطر المرض.

كشف الدكتور عاطف كامل، وكيل كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس، أن عضة الكلب تتسبب في 99% من حالات داء الكلب عند البشر، مشيرا إلى أنه بمجرد إصابة الفيروس للجهاز العصبي المركزي وظهور الأعراض، يصبح داء الكلب قاتلًا 100% في بعض الحالات من خلال منع «PEP»، ومع ذلك، يمكن الوقاية من الوفيات الناجمة عن داء الكلب من خلال الوقاية السريعة بعد تعرض(PEP) من خلال منع الفيروس من الوصول إلى الجهاز العصبي المركزي، وتكون الوقاية السريعة بعد التعرض من غسل الجروح جيدًا، وإعطاء جرعة من لقاح داء الكلب لدى البشر،وعند الحاجة، «غلوبولينات داء الكلب»، ويمكن الوقاية منها من خلال تطعيم الكلاب والوقاية من العضات.

وفي حال تعرض شخص لعضة أو خدش من حيوان مصاب بداء الكلب، أكد كامل في حديثه لـ «المصري اليوم»، أنه على الفور يجب طلب رعاية الوقاية السريعة بعد التعرض، كما تهدف منظمة الصحة العالمية إلى القضاء على الوفيات البشرية الناجمة عن داء الكلب الذي ينتقل عن طريق الكلاب من خلال اتباع نهج شامل للصحة يعزز التطعيم الجماعي للكلاب، ويضمن الوصول إلى الرعاية اللاحقة للتعرض، والوقاية من العضات من خلال التوعية المجتمعية.

من جانبه قال الدكتور صبري زينهم، مدير مديرية الطب البيطري بالقاهرة، أنه لا يمكن إبادة جميع الحيوانات والكلاب، مؤكدا أنه يتم العمل الآن على التخلص من مرض السعار لإعلان مصر خالية منه عام 2030، طبقا لاستراتيجية التنمية المستدامة 2030.

وتعتمد استراتيجية التنمية المستدامة 2030 لإعلان مصر خالية من مرض السعار أي عدم تسجيل أي حالات وفيات بالمستشفيات على ثلاث ركائز: أولا التطعيم الجماعي لكلاب الشوارع، ثانيا تعقيم الذكور والاناث للحد من الزيادة في الاعداد، ثالثا التوعية المجتمعية والارشاد لخفض عدد حالات العقر الناتج عن سوء التعامل الإنسان مع الحيوانات الضالة.

وأِشار زينهم إلى دور مديريات الطب البيطري بالتنسيق والتعاون مع منظمات المجتمع المدني بأداء هذه الأعمال، مع التكثيف أثناء ورورد البلاغات بحدوث حالات عقر جماعي بأي منطقة، وفيما يخص التعليق على اعداد المعقورين والوفيات الناجمة عن العقر فيتم ذلك بمعرفة الطب الوقائي بوزارة الصحة.

وذكرت تقارير إعلامية أن العدد بلغ حوالى 12 مليونًا، في حين أن العدد المناسب لتحقيق التوازن البيئى لا يتجاوز 6 ملايين كلب، وفق نقابة الأطباء البيطرية، في حين بلغ عدد الوفيات نتيجة العقر حسب التقارير الرسمية 100 حالة عام 2019، فيما وصل عدد بلاغات العقر الناتجة من الكلاب الضالة ما بين 400 و450 ألف بلاغ سنويًا.

وأكد وزير الصحة خالد عبدالغفار سابقا، تزايد حالات العقر المسجلة خلال السنوات الماضية تتزايد بنسبة 20%، ووصلت تكلفة توفير الأمصال إلى 146 مليون جنيه عام 2019 ومرشحة للزيادة إلى 500 مليون جنيه