أكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو الأساس في التهدئة بالمنطقة كما أن وقف اطلاق النار في لبنان مسألة حيوية وبدون ذلك ستستمر مخاطر التصعيد في المنطقة ولن تكون هناك دولة بمأمن عن مخاطر هذا التصعيد.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية، اليوم السبت، مع نظيره الأوكراني “أندريه سيبيها”.
وقال الدكتور عبد العاطي – ردا على سؤال حول التهديدات والمخاطر المتسارعة وغير المسبوقة في المنطقة – إن مصر كدولة إقليمية رئيسية ليس فقط في إقليمها ولكن في محيطها العالمي معنية بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والتصعيد مسألة شديدة الخطورة يمكن أن تنزلق الأمور إلى حرب شاملة في المنطقة ولايكون أي فائز من هذه المخاطر.
وأوضح أن مصر على اتصال مع كل الأطراف مشيرا إلى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على هامش قمة قازان، لافتا إلى أن الاتصالات تهدف إلى خفض التصعيد وعدم الانزلاق إلى حرب شاملة في المنطقة ونسعى جاهدين إلى العمل على ضبط الأمور وخفض حدة التصعيد لن يتأتى بعدة سياسات محددة أهمها التوقف عن كل السياسات الأحادية والاستفزازية والتوقف عن العدوان وأعمال القتل اليومية في قطاع غزة.
وأكد وزير الخارجية أنه كما ذكرنا وكررنا أنه لابد من الحل السياسي والاستماع لصوت المنطق والعقل، مشيرا إلى أن القوة العسكرية وغطرسة القوة لن تحقق الأمن لأي طرف أيا كان في المنطقة ولا بد من التفاوض ومن إعادة الحقوق المشروعة إلى أصحابها وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وبدون ذلك لن يكون هناك أمن ولا استقرار في المنطقة ولا لأي دولة بما في ذلك إسرائيل.
وردا على سؤال حول أبرز نقاط التوافق والتباين بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية حول الأوضاع في غزة، أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي أنه تم اتصال هاتفي مع وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن حيث تم تناول الوضع الكارثي في غزة وصفقة وقف إطلاق النار والتصعيد الإقليمي والعدوان في لبنان والوضع السودان إضافة إلى العلاقات الثنائية.
وأوضح أن هناك العديد من عناصر التقارب خاصة في قضية منع التصعيد بالمنطقة لافتا إلى أن مصر تدين أي أعمال تؤدي لزيادة حدة التصعيد وأهمية النفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والطبية لقطاع غزة.
وقال إن هناك اتفاقا في الرؤى بأنه لا يوجد حل عسكري لإنهاء الأزمات بالمنطقة وضرورة الدفع في اتجاه التفاوض والحلول الدبلوماسية كما توافقت الرؤى حول أهمية التوصل لوقف إطلاق النار في لبنان ووضع حد للاعتداءات على العاصمة بيروت وأهمية تمكين مؤسسات الدولة اللبنانية من القيام بمسئولياتها وتنفيذ القرار 1701 بما في ذلك نشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان.
وأضاف أن الجهود المصرية والأمريكية متواصلة وأن واشنطن تقدر جهود مصر وبالتعاون مع قطر في الوساطة ونأمل أن يكون هناك جدية وإرادة سياسية من الجانب الإسرائيلي للتوصل لصفقة تضمن وقف العدوان وقتل المدنيين ونأمل أن تثمر الجهود الجارية للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة مشيرا إلى أن الوضع كارثة في غزة ولا يوجد مكان آمن واستخدام التجويع كسياسة ممنهجة وسلاح لفرض شروط على الأرض وهو أمر لا يمكن القبول به وهو ما يتعارض مع القانون الدولي.
كما أكد عبد العاطى أننا نرفض سياسة التجويع وذلك لمحاولة إجبار المدنيين العزل النزوح عن تراب أرضهم وهو أمر لن نقبل به ونأمل في خفض التصعيد، مشددا على أنه بدون وقف إطلاق النار والقتل في غزة لن يكون هناك سلام وأمن بالمنطقة ونأمل أن تسفر الجهود التي تبذل بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية في وضع حد لهذه الكارثة والأوضاع المأساوية.
وردا على سؤال حول صيغة السلام التي طرحتها أوكرانيا ودعوتها لانعقاد مؤتمر السلام، قال وزير الخارجية الأوكراني إن بلاده تريد وقف الحرب وأن وثيقة السلام تقدم إجابات لتحقيق السلام الشامل والعادل مشيرا إلى أن الرئيس الأوكراني قام بإطلاع الاصدقاء الأوروبيين على صيغة السلام المقترحة بعنوان خطة النصر.
وحول إمكانية مشاركة روسيا في قمة السلام وارتباط وقف الحرب في الشرق الأوسط بوقف الصراع بين روسيا وأوكرانيا، قال وزير خارجية أوكرانيا إنه يجب تحقيق السلام العادل لجميع البلدان لافتا إلى أن بلاده تعمل على انعقاد القمة وقدمنا الدعوة لها لحضور القمة.