منذ عام 1995 فى برلين بدأت انعقاد مؤتمرات الأمم المتحدة لتغير المناخ “COP” وتنعقد كل عام لتقييم التقدم في التعامل مع التغير المناخي وللتفاوض لوضع إلتزامات ملزمة قانونا للدول المتقدمة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتعقد المؤتمرات السنوية في إطار إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (UNFCCC) كما تعد بمثابة الاجتماع الرسمي للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي .
وتقوم الحكومات من خلال المؤتمرات بتقييم الجهود العالمية وكذلك الحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية وفقًا لأحدث الدراسات.
وفي مؤتمرات الأطراف، يجتمع زعماء العالم لقياس التقدم والتفاوض على أفضل السبل لمعالجة تغير المناخ ويوجد الآن 197 دولة بالإضافة إلى الإتحاد الأوروبي في الاتفاقية، مما يشكل عضوية شبه عالمية.
ومع كل هذه المؤتمرات ما زال العالم يتأثر من التغيرات المناخية ولا يستطيع الوصول لحلول نهائية لما يتعرض له العالم من كوارث مثل الأعاصير والتى تؤدى إلي خسائر اقتصادية فادحة .
فعلى كل دول العالم وضع هدف موحد وهو التكاتف من أجل عالم أفضل وعلي الدول المتقدمة والتى هى السبب الرئيسي لتغير المناخ أن تفي بإلتزامتها تجاه الدول النامية فى تمويل مشروعات التكيف والتخفيف مع آثار التغيرات المناخية وفشلت أيضا الدول المتقدمة في تخصيص الأموال لتعويض المجتمعات التي تعاني من الخسائر والأضرار نتيجة لتغير المناخ.
وهناك العديد من الآثار الناجمة عن التغيرات المناخية وهى كالتالي وفقا للأمم المتحدة:
ارتفاع درجات الحرارة
مع ارتفاع تركيزات غازات الدفيئة، ترتفع درجة حرارة سطح الأرض وقد كان العقد الماضي،2011-2020، الأكثر دفئًا على الإطلاق. ومنذ الثمانينيات، كان كل عقدٍ أكثر دفئًا من العقد السابق.
وتشهد جميع مناطق اليابسة تقريبا المزيد من الأيام الحارة وموجات الحر وتزيد درجات الحرارة المرتفعة من الأمراض المرتبطة بالحرارة وتجعل العمل في الهواء الطلق أكثر صعوبةً وتشتعل حرائق الغابات بسهولة أكبر وتنتشر بسرعة أكبر عندما تكون الأجواء أكثر سخونةً وقد ارتفعت درجات الحرارة في القطب الشمالي بسرعة مضاعفة على الأقل عن المتوسط العالمي.
عواصف شديدة ومدمرة
أصبحت العواصف المدمرة أكثر حدة وتكرارا في العديد من المناطق ومع ارتفاع درجات الحرارة، يتبخر المزيد من النداوة، مما يؤدي إلى تفاقم هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، ويتسبب بالتالي في المزيد من العواصف المدمرة.
كما يتأثر تواتر ونطاق العواصف الاستوائية بارتفاع درجة حرارة المحيطات، إذ تشتد الأعاصير والزوابع والأعاصير الاستوائية بوجود المياه الدافئة على سطح المحيط، وغالبا ما تدمر مثل هذه العواصف المنازل والمجتمعات، وتتسبب في وفيات وخسائر اقتصادية فادحة.
فقد شهدت ولاية فلوريدا بأمريكا إعصار هيلين المدمر منذ حوالي اسبوعين، وهى تواجه الآن تداعيات إعصار ميلتون فالعاصفة القوية مصحوبة برياح عاتية وأمطار غزيرة ضربت الولاية، مما تسبب في فيضانات واسعة النطاق ودمار في البنية التحتية كما ضرب الساحل الغربي بقوة تاركاً دماراً هائلاً.
ويتوقع الخبراء أن يتسبب هذا الإعصار القوي في فيضانات عارمة، وانهيارات واسعة في المباني، وتدمير البنية التحتية ،وموجة العاصفة المرتبطة بالإعصار قد تغمر المناطق الساحلية وتتسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
يأتي هذا الإعصار في أعقاب الدمار الذي خلفه الإعصار هيلين قبل أقل من أسبوعين، والذي أسفر عن أكثر من 160 قتيلًا وتدمير واسع النطاق.
ويخشى الخبراء من أن يتسبب ميلتون في تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي تعاني منها الولاية، خاصة وأن المناطق المتضررة من هيلين لم تتعافَ بعد.
زيادة الجفاف
يؤدي تغير المناخ إلى تغيير توفر المياه، مما يجعلها أكثر ندرة في المزيد من المناطق ويؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم نقص المياه في المناطق الفقيرة بالمياه، كما يؤدي إلى زيادة مخاطر الجفاف فيما يخص الزراعة، ويؤثر بالتالي على المحاصيل، ويزيد الجفاف البيئي من ضعف النُظُم البيئية.
ويمكن أن يثير الجفاف أيضا عواصف رملية وترابية مدمرة يمكن أن تنقل مليارات الأطنان من الرمال عبر القارات كذلك فإن الصحاري آخذة في التوسع، مما يقلل من مساحة الأرض المتوفرة لزراعة الغذاء، ويواجه الكثير من الناس الآن خطر عدم الحصول على ما يكفي من المياه بشكل منتظم.
ارتفاع درجة حرارة المحيطات
تمتص المحيطات معظم حرارة الاحتباس الحراري وقد ازداد معدل ارتفاع درجة حرارة المحيطات بشدة خلال العقدين الماضيين، عبر جميع أعماق المحيطات. ومع ارتفاع درجة حرارة المحيطات، يزداد حجمها مع تمدد المياه بسبب ارتفاع درجة حرارتها.
كما يتسبب ذوبان الصفائح الجليدية في ارتفاع مستويات سطح البحار، مما يهدد المجتمعات الساحلية والجُزُرية. وبالإضافة إلى ذلك، تمتص المحيطات غاز ثاني أكسيد الكربون، وتمنعها من الانطلاق نحو الغلاف الجوي، لكن زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون تجعل المحيطات أكثر حمضية مما يعرض الحياة البحرية والشعاب المرجانية للمخاطر.
فقدان أنواع من الكائنات الحية وخطر الانقراض
يشكل تغير المناخ مخاطر على بقاء الأنواع على الأرض وفي المحيطات. وتزداد هذه المخاطر مع ارتفاع درجات الحرارة. يتفاقم فقد الأنواع بسبب تغير المناخ، إذ يفقد العالمُ الأنواعَ بمعدلٍ أكبر 1000 مرة من أي وقت مضى في التاريخ البشري المدون وهناك مليون نوع من الكائنات الحية معرضون لخطر الانقراض خلال العقود القليلة القادمة.
وتعد حرائق الغابات والطقس القاسي والآفات والأمراض الغازية من بين العديد من التهديدات المتعلقة بتغير المناخ وفي حين أن بعض الأنواع ستكون قادرة على الانتقال والبقاء على قيد الحياة، فإن البعض الآخر لن يتمكن من ذلك.
نقص الغذاء
تعد التغيرات في المناخ وزيادة الظواهر الجوية المتطرفة من بين الأسباب الكامنة وراء الارتفاع العالمي في معدلات الجوع وسوء التغذية إذ قد يتم تدمير مصايد الأسماك والمحاصيل والماشية أو تصبح أقل إنتاجيةً.
ومع ازدياد حمضية المحيطات، أصبحت الموارد البحرية التي تغذي مليارات البشر معرضة للخطر، وقد أدت التغيرات في الجليد والغطاء الجليدي في العديد من مناطق القطب الشمالي إلى تعطيل الإمدادات الغذائية من مصادر الرعي والصيد وصيد الأسماك ويمكن أن يؤدي الإجهاد الحراري إلى تقليل المياه والأراضي العشبية الصالحة للرعي، مما يتسبب في انخفاض المحاصيل ويؤثر على الثروة الحيوانية.
المخاطر الصحية
إن تغير المناخ هو أكبر تهديد صحي يواجه البشرية فتضر تأثيرات المناخ بالفعل بالصحة، من خلال تلوث الهواء، والأمراض، والظواهر الجوية الشديدة، والتهجير القسري، والضغوط على الصحة العقلية، وزيادة الجوع وسوء التغذية في الأماكن التي لا يستطيع الناس فيها زراعة المحاصيل أو العثور على غذاء كاف.
وفي كل عام تؤدي العوامل البيئية بحياة ما يقارب 13 مليون شخص وتؤدي أنماط الطقس المتغيرة إلى انتشار الأمراض، وتزيد الظواهر الجوية المتطرفة من الوفيات وتجعل من الصعب على أنظمة الرعاية الصحية مواكبة الأمر.
الفقر والنزوح
يزيد تغير المناخ من العوامل التي تضع الناس وتبقيهم في حالة فقر وقد تجرف الفيضانات الأحياء الفقيرة في المدن وتدمر المنازل وسبل العيش ويمكن أن تجعل الحرارة العمل في الوظائف الخارجية صعبا وقد أثرت ندرة المياه على المحاصيل على مدى العقد الماضي (2010-2019)، أدت الأحداث المتعلقة بالطقس إلى نزوح ما يقدر بنحو 23.1 مليون شخص في المتوسط كل عام، مما ترك الكثيرين عرضة للفقر بشكل أكبر ويأتي معظم اللاجئين من البلدان الأكثر ضعفاً والأقل استعداداً للتكيف مع آثار تغير المناخ.