تجددت المخاوف بشأن تأثير الألعاب والتحديات الغريبة على وسائل التواصل الاجتماعي، مع تصاعد انتشار لعبة “الوشاح الأزرق” التي انتشرت بشكل واسع على تطبيق “تيك توك”، وأثارت تحذيرات في مصر.
تدعو هذه اللعبة الأطفال إلى تجربة الاختناق وتصوير أنفسهم أثناء ذلك في غرف معتمة، مما قد يؤدي إلى فقدان الوعي أو حتى الموت.
مع تزايد انتشار اللعبة، تحولت من مجرد تحدٍ عبر الإنترنت إلى مشكلة خطيرة أودت بحياة بعض الأطفال. حتى في الحالات التي لا تؤدي إلى الوفاة، فإن اللعبة تشكل خطراً كبيراً على الدماغ، حيث يؤدي الاختناق إلى نقص الأوكسجين مما قد يسبب تلفاً دائماً في خلايا المخ ويؤثر على القدرة العقلية والإدراكية.
لماذا ينجذب الأطفال للتحديات الخطيرة؟
كشف خبير تكنولوجيا وأمن المعلومات، أحمد طارق، أن الأطفال يميلون إلى تقليد ما يرونه، خاصةً إذا كان محتوى ترفيهياً مليئاً بالتحدي والإثارة. هذا بالإضافة إلى الاستجابة لضغوط الأقران، حيث يميل الأطفال إلى تقليد زملائهم والشعور بأنهم غير مواكبين للعصر إذا لم يشاركوا في هذه التحديات. وأوضح أن منصة “تيك توك” تحظى بشعبية كبيرة بين الفئات العمرية الصغيرة، مما يزيد من ضغط الأطفال على مواكبة هذه التحديات بين أقرانهم.
التركيز على الفئات العمرية الصغيرة
أوضح “طارق” أن منصات التواصل الاجتماعي، مثل “تيك توك”، أصبحت أكثر تركيزاً على استهداف الأطفال والمراهقين، كونهم يمثلون جيل المستقبل الذي سيواصل استخدام هذه المنصات. المنصات باتت تسعى لتحقيق أكبر قدر من الأرباح والدعاية من خلال استغلال التريندات والمحتويات المثيرة للجدل، بما في ذلك التحديات الخطيرة التي تجذب انتباه الفئات الأصغر سناً.
وأضاف طارق أن هذه الألعاب تروج بشكل مكثف بسبب الأرباح المادية التي تحققها المنصات من خلال روابط الإحالة المرفقة مع الفيديوهات والمحتويات. هذه الروابط تعد واحدة من العوامل الأساسية وراء انتشار الألعاب الخطيرة على “تيك توك”، حيث تسهم في زيادة التفاعل والإعلانات وتحقيق المزيد من الإيرادات للمعلنين والمنصات نفسها.
أهمية الإشراف الأبوي
وفي هذا السياق، شدد “طارق” على أهمية دور الأهل في الإشراف على ما يشاهده أبناؤهم عبر الإنترنت. أوصى باستخدام تطبيقات خاصة تتيح للآباء مراقبة ما يتعرض له الأطفال من محتوى، مع التحكم في نوعية المحتوى المتاح لهم. هذه التطبيقات تساعد في تقليل المخاطر المحتملة وتوفر للأهل الأدوات اللازمة لحماية أطفالهم من التحديات الخطيرة التي قد تؤثر على حياتهم وصحتهم.