اعترفت وزيرة سابقة ومقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، بما تسببت فيه مع حكومتها السابقة من تأجيج الصراع الداخلي في الأرض المحتلة على نطاق واسع، الأمر الذي أدى إلى توترات سياسية عنيفة داخليًا، أفضت في النهاية إلى تمكن حركة حماس وفصائل المقاومة من تنفيذ مخططهم بكل دقة.
الانقسامات الداخلية
ويعتبر ذلك الاعتراف الذي صاحبه اعتذار، هو الأول من نوعه، وفق صحيفة politico الأمريكية، إلى جانب اعتراف نائب من حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، بمسؤوليتهم الكاملة عن الأجواء الاستقطابية قبل أحداث طوفان الأقصى، التي خلّفت حربًا مدمرة استمرت حتى الآن ما يقرب من ثلاثة أشهر.
جاليت ديستل اتباريان، التي شغلت منصب وزيرة الدبلوماسية العامة، وواحدة من أقوى مؤيدي وداعمي رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وبسبب ذلك الدعم والتأييد كانت دائمًا توجه انتقادات لاذعة لمعارضيه، لكن بعد أيام من هجوم 7 أكتوبر الماضي، استقالت بعد ما أصبح من الواضح -من وجهة نظرها- أن وزارات حكومية أخرى تتولى مسؤولياتها.
ووجّهت الوزيرة السابقة والعضوة الحالية في البرلمان عن حزب الليكود، خلال تصريحاتها التي أثارت ضجة واسعة في البلاد، رسالة إلى الإسرائيليين قالت فيها: “أيها الجمهور الديمقراطي، لقد أخطأت في حقكم، وسبّبت لكم الألم، وسبّبت لكم الخوف على حياتكم هنا، وأنا آسفة على ذلك”، ووفقًا لـabcnews الأمريكية، فإن جاليت ديستل وافقت على الحُجة القائلة بأن الانقسامات الداخلية خلقت تصورات بالضعف، التي بدورها شجعت حركة حماس على الهجوم.
احتجاجات حاشدة
وتحملت النائبة مسؤولية دورها في الاحتجاجات الحاشدة والخلافات المدنية التي اندلعت بعد أن حاولت حكومة نتنياهو اليمينية تنفيذ إصلاح شامل للنظام القضائي، وأثارت الأزمة احتجاجات حاشدة وأثارت قلق رجال الأعمال ورؤساء الأجهزة الأمنية السابقين وأثارت قلق الولايات المتحدة وحلفاء مقربين آخرين.
كانت حكومة نتنياهو حاولت تمرير تشريع يحد من سلطة المحكمة العليا ويعطي السياسيين نفوذًا أكبر في اختيار القضاة، الأمر الذي أثار احتجاجات واسعة لما يزيد على 24 أسبوعًا، في عشرات التقاطعات والمواقع في كل أنحاء البلاد، حيث وصفه منتقدوه بأن مشروع القانون مخالف لأسس الديمقراطية، طبقًا لموقع Time Of Israe
تمزيق البلاد
النائبة ديستل، كانت واحدة من بين تلك الحكومة الائتلافية التي تضم أحزابًا من اليمين واليمين المتطرف وتشكيلات يهودية متشددة، وكانت تدعم تلك الإصلاحات، التي من وجهة نظرهم تهدف إلى تصحيح حالة من عدم التوازن بين السلطة القضائية وأعضاء البرلمان المنتخبين.
واعتبرت النائبة في اعتذارها، أنها كانت واحدة من هؤلاء الأشخاص الذين تسببوا في إضعاف الدولة، والحقوا الأذى بالناس، مردفة أنها خلقت انقسامًا، وخلقت صدعًا، وخلقت التوتر، الذي بدوره مزّق البلاد سياسيًا، لافتة إلى أن هذا التوتر جلب الضعف، وهذا الضعف أدى إلى يوم 7 أكتوبر.
تطورات الصراع
وعن تطورات أوضاع الحرب الدائرة رحاها في غزة، يجري جيش الاحتلال تعديلات على انتشار قواته في قطاع غزة، حيث يتوقع أن تستمر الحرب طوال عام 2024، وهو ما صرّح به المتحدث باسم جيش الاحتلال، لافتًا إلى أن هدف الحرب يتطلب قتالًا طويلًا، والتحركات الجديدة ستسمح لجنود الاحتياط بالعودة إلى ديارهم للمساعدة في تعزيز الاقتصاد، والسماح لقوات الجيش الدائمة بالتدريب ليصبحوا قادة.
وقال مراقبو الأمم المتحدة إن ربع سكان قطاع غزة يتضورون جوعًا لأن عددًا قليلًا جدًا من الشاحنات تدخل محمّلة بالأغذية والأدوية والوقود وغيرها من الإمدادات، لافتين أن العمليات عند معبر كرم أبو سالم الذي تديره إسرائيل توقفت لمدة أربعة أيام هذا الأسبوع بسبب حوادث أمنية….
مي محمد ✍️✍️✍️