يكشف كتاب جديد، من المنتظر صدوره قريبًا داخل الولايات المتحدة الأمريكية، عن خلافات شابت العلاقة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وصلت لحد اتهام الأخير بالعمل لمصلحته الشخصية ومستقبله السياسي دون اعتبار لضحايا الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة.
وتضمن الكتاب فصولًا تتحدث عن مستوى العلاقة بين المرشح للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومحتوى مكالمات هاتفية جمعتهما، فضلًا عن تفاصيل واقعة إرسال الرئيس الأمريكي السابق سرًا اختبارات كوفيد لاستخدام بوتين الشخصي.
ويسرد الصحفي الأمريكي بوب وودوارد في كتابه “الحرب”، بصورة درامية بعض المحطات المؤثرة في البيت الأبيض خلال عهدي الرئيس الحالي جو بايدن والسابق ترامب، وفقًا لشبكة “إي بي سي نيوز”، حيث يوضح لقطات من علاقاتهما مع الزعماء الأجانب.
ويعمل وودوارد في صحيفة واشنطن بوست منذ نصف قرن ويتناول في مقالاته ما يدور في كواليس البيت الأبيض، وقد اشتهر قبل نصف قرن حين كشف مع كارل بيرنستين فضيحة ووترجيت التي دفعت الرئيس ريتشارد نيكسون إلى التنحي في العام 1974.
وفي الكتاب، المنتظر صدوره 15 أكتوبر الحالي، استشهد الصحفي الأمريكي بمساعد مجهول لترامب كمصدر للمعلومات، وأكد أن الرئيس السابق أرسل مجموعة اختبار كوفيد-19 إلى بوتين في إحدى مراحل انتشار الوباء، عندما كانت الاختبارات قليلة، مشيرًا إلى أن بوتين حذر ترامب من إطلاع أحد على الأمر كونهم سيغضبون منه.
كما تناول الكتاب بالتفصيل كيف استمرت العلاقة بين ترامب وبوتين في الوقت الذي يسعى فيه مرة أخرى للوصول إلى البيت الأبيض وفي ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا، حيث كشف عن أن الرئيس الأمريكي السابق تحدث مع بوتين ما يصل إلى سبع مرات منذ مغادرته البيت الأبيض، بما في ذلك هذا العام.
وسرعان ما بدأت الأسئلة تنهال على ترامب، الذي نفى تمامًا قيامه بذلك الأمر بعد تركه منصبه، واصفًا إياها بـ”القصص المختلفة”، حتى أن المتحدث باسم حملته، بحسب شبكة “إيه بي سي” وصف الصحفي بأنه “مجنون ومضطرب ويعاني من حالة منهكة من متلازمة ترامب الجنونية”.
كما تحدث الصحفي في كتابه، حسب وسائل إعلام أمريكية اطلعت على الكتاب قبل صدوره، عن جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن لوضع حد للحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، التي وصفها بأنها “ذهبت سُدى”.
كما كشف الكتاب عن تفاصيل مكالمة هاتفية لبايدن مع بنيامين نتنياهو، حيث سأله الرئيس الأمريكي عن استراتيجيته في الحرب، فأجاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه سيقوم بمهاجمة رفح الفلسطينية، ليرد عليه بايدن بأنه “لا يمتلك استراتيجية حقيقية”.
ووفق مقتطفات الكتاب، تذمّر الرئيس الأمريكي بايدن أمام مستشاريه من نتنياهو، معتبرًا أنه لا يبذل جهودًا كافية للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، ووصف نتنياهو بأنه “كاذب ولا يهمه سوى صموده السياسي”.
تصريحات هاريس
وهاجم الكتاب نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، التي وصفها بأنها “ليست ذات تأثير حاسم في سياسة بايدن الخارجية”، وأكد أن تصريحاتها العلنية ضد طريقة إدارة إسرائيل للحرب، تتنافى مع اللهجة الودية التي تسود المحادثات الداخلية بين الطرفين.