في خطوة قوية لمكافحة عمليات الاحتيال عبر الإنترنت، قامت شركة ميتا بحذف أكثر من مليونين من الحسابات التي تم استخدامها في أنشطة احتيال تتعلق بالاستثمار في العملات المشفرة. هذه العمليات الاحتيالية تتضمن خداع الأفراد من خلال بناء علاقات وهمية على الإنترنت، مما يدفع الضحايا لاستثمار أموالهم في خطط وهمية غالبًا ما تكون مرتبطة بالعملات الرقمية.

وقد اعتمد المحتالون في البداية على رسائل ودية عبر منصات التواصل الاجتماعي أو تطبيقات المواعدة أو رسائل نصية عشوائية لاستدراج ضحاياهم، ثم أقنعوهم بالاستثمار في ما بدا أنه مخطط مربح. في البداية، قد يتيح المحتالون للضحية سحب مبالغ صغيرة لبناء الثقة، ولكن مع مرور الوقت، يختفون بالكامل، تاركين الضحايا بلا أموال.

من يقف وراء هذه العمليات الاحتيالية؟
تدير هذه العمليات جماعات الجريمة المنظمة، وغالبًا ما تكون مقراتها في دول آسيوية مثل كمبوديا ولاوس وميانمار، حيث تقوم بتجنيد الأشخاص من خلال إعلانات وظائف وهمية. وتوعدهم بفرص عمل جذابة، لكنهم سرعان ما يوقعون الضحايا في فخ الاحتيال، بل وقد يهددونهم بالعنف إذا لم يستمروا في الاحتيال على آخرين.

تقديرات 2023 تشير إلى أن هذه العصابات قد أجبرت نحو 300 ألف شخص على المشاركة في عمليات الاحتيال، وسرقت ما يصل إلى 64 مليار دولار سنويًا.

كيف تعمل عمليات الاحتيال؟
يعتمد المحتالون على إرسال رسائل ودية أو إنشاء حسابات مزيفة على منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المواعدة، حيث يتظاهرون بأنهم أشخاص حقيقيون ويروّجون لاستثمار في العملات المشفرة أو مخطط “مضمون”. كما يستخدمون مواقع وتطبيقات مزيفة تبدو احترافية، مما يجعل الضحية يثق أكثر. في بعض الأحيان، يُسمح للضحية بسحب مبالغ صغيرة لبناء الثقة، لكن مع زيادة المبالغ المودعة أو محاولة سحب أكثر، يختفي المحتالون.

ماذا تفعل ميتا لمكافحة هذه الاحتيالات؟
تعمل ميتا على مكافحة هذه الأنشطة منذ أكثر من عامين، حيث تعاونت مع المنظمات غير الحكومية ووكالات إنفاذ القانون للتحقيق في مراكز الاحتيال، خصوصًا في منطقة جنوب شرق آسيا. بدأت الشركة جهودها في كمبوديا ثم وسعتها لتشمل دولًا أخرى، مثل الإمارات العربية المتحدة. ومن خلال حذف ملايين الحسابات الضارة، تهدف ميتا إلى حماية المستخدمين من الوقوع في فخ هذه الاحتيالات.

كيف تحمي نفسك؟
ينبغي دائمًا توخي الحذر عند تلقي رسائل أو عروض استثمارية عبر الإنترنت، خاصة إذا كانت تبدو جيدة جدًا لدرجة يصعب تصديقها. إذا بدأ شخص تواصلت معه عبر الإنترنت في الحديث عن استثمار الأموال، فمن المحتمل أن تكون عملية احتيال. يجب عليك التراجع والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه لحماية نفسك والآخرين.