كشفت الطبيبة الشرعية التي أجرت الفحص التشريحي لإحدى ضحايا سفاح التجمع في مصر عن تفاصيل ومفاجآت جديدة.
وقالت الدكتورة ريهام في مستهل شهادتها إنه “بتوقيع الكشف الظاهري وإجراء فحص الصفة التشريحية لجسد مجهول الهوية لأنثى في أواخر العقد الثاني، تبين إصابات حديثة حيوية، وانسكابات دموية، فضلا عن وجود حز حول العنق، وإصابات أخرى لحقت بخلفية فروة الرأس والقفص الصدري”.
وأضافت الدكتورة ريهام أنه “بأخذ عينات حشوية من داخل جسد المجني عليها وفحصها كيميائيا تبين إيجابية العثور على مادة الكيتامين (مادة مهدئة)”.
وذكرت الدكتورة أنه تم أخذ عينات لأظافر المتوفاة وإرسالها للمعامل الطبية الشرعية، وإرسال كذلك حرز الملابس الخاص بالمتوفاة لنفس المعامل، وأفادت نتائج المعامل بوجود بصمة وراثية للضحية، ولذكر غير معلوم.
وأضافت أنه بإجراء المقارنة والمضاهاة بين البصمة الوراثية للذكر غير المعلوم مع المتهم المقبوض عليه تم التوصل لدرجة التطابق.
وشددت على سلبية تقرير المعمل الكيماوي بخصوص السموم والمخدرات التي من شأنها إحداث الوفاة.
وقالت الدكتورة القائمة بالتشريح، إن الإصابات الحادثة في جسد المجني عليها والانسكابات الدموية المشاهدة تشريحيا هي إصابات ذات طبيعة ردية حديثة.
وشددت على أنه بناء على ما ورد بمذكرة النيابة وظروف العثور على الجثمان وإيجابية الفحص الكيماوي للمادة المهدئة، فإن ذلك يشير لوجود شبهة جنائية في وفاة المذكورة.
وذكرت أن المتهم قال إنه بتاريخ 15 نوفمبر 2023 اتفق مع إحدى السيدات على إحضار إحدى الفتيات له لمعاشرتها، وإنفاذا لذلك أحضرت له المجني عليها “نورا” عوضا عن غياب إحدى الساقطات اللاتي اعتاد على استقطابهن نظير مبلغ مالي.
وأضافت: “المتهم قام باصطحابها إلى منزله وقام بتعاطي الجواهر المخدرة، وعلى إثر خلاف بينهما قام بإحضار رباط روب وخنقها به من الخلف حتى أزهق روحها وسالت دماؤها على الأريكة وعاشرها من دبر بعد قتلها”.
وقال طبيب آخر إن المتهم تخلص من الضحية الثالثة بخنقها برابطة عنق، قبل الاعتداء عليها، وقام بتكبيل يدها وربط عنقها مستخدما رابطة عنق، مؤكدا أن رابطة العنق تصلح وكافية لإحداث الخنق والوفاة.
وأوضح الطبيب الشرعي أن التعفن الرقمي للجثة يختلف بفصول السنة فيزداد مع ارتفاع دراجات الحرارة، ويقل مع برودة الجو وانخفاض درجات الحرارة، كما أن سبب الوفاة يؤثر على مدة ظهور التعفن الرلمي.
في الجلسة الماضية طلب كريم سليم الشهير إعلاميا بـ”سفاح التجمع” التحدث إلى هيئة المحكمة التي سمحت له بالكلام، وبدأ كلماته بصوت منخفض ومكسور قائلًا إنه إنسان والجميع لا يعرفونه على حقيقته ويهاجمونه من واقع الجرائم فقط.. وتابع: “أنا أب جيد وأعمل مدرسًا للغة الإنجليزية في مدرسة دولية، وكل ما يُشاع عني غير دقيق”.
وأكد أنه كانت تربطه علاقة عاطفية بالضحايا ولم يعرف أنهن توفين، وتابع أن الضحية الأولى “نورا” لم يكن يدرك أنها فارقت الحياة، مُضيفًا: “هي مشيت من عندي عايشة”، وتطرق للحديث عن الضحية الثانية “رحمة”، التي وصفها بأنها “حبيبته”، وأشار إلى أنه كان يرغب في الزواج منها.
وأوضح المتهم أن زوجته الأولى تركته منذ 4 سنوات مع ابنه، ما تسبب له في حالة نفسية سيئة أثرت عليه، قائلًا: “مكنتش مظبوط”.
وأشار إلى أن “رحمة” كانت تعتني به وبابنه، وكان ينظر إليها كأم محتملة لابنه بعد مغادرة زوجته، مؤكدا أنه لم يكن يعلم بوفاتها، بل ظن أنها فقدت وعيها نتيجة تعاطيهما المخدر سويًا.
وعن الضحية الثالثة “أميرة”، قال: “لم أكن أقصد إيذاءها، هي كانت تفضل العنف”، مشيرا إلى أنه لم يدرك وفاتها في حينها، موضحًا أنها كانت تُصدر أصواتًا وتتحرك، ولم يعرف أنها فارقت الحياة إلا لاحقًا، وهي من طلبت تعاطي المخدرات.
وفي محاولة لسفاح التجمع للافلات من طبلية عشماوي لجأ المتهم إلى عدة حيل أولها عندما تقدم محامي المتهم بعدة دفوع محاولا التحايل بأن موكله مريض نفسي، ولا يعرف اللغة العربية جيدا فلم يفهم ما قاله في التحقيقات، وكذلك أنه إنسان جيد ولم يعلم أن السيدات توفين وأنه كان يحبهن ويرعاهن، وجرت العلاقة بالاتفاق.
وكان الدفع بأنه مريض نفسي من أول طلبات محامي سفاح التجمع حيث عرض المتهم على لجنة من الطب النفسي، قائلا إن الأوراق أشارت لوجود حالة من السادية والسيكوباتية لدى المتهم، وأن المختصين أشاروا لمعاناة المتهم من أمراض نفسية أخرى، مثل انفصام الشخصية واضطراب ثنائي القطب.
وقال إن عرض المتهم على لجنة للطب النفسي سيفحص سلوكه وأكله وشربه ونومه واستيقاظه، وعند عرضه على جهاز “كشف الكذب” سيجعلنا نصل لحقيقة إدراك المتهم لما قام به من أفعال لرغبته في معرفة مدى قدرة المتهم على التمييز والاختيار أثناء الجرائم المسندة إليه، وهل تمتع بمسئولية كاملة عن أفعاله، أم أن الخلل النفسي والذهني تسبب في انتفاء المسئولية عنه.
وطلب استدعاء عدد من الأطباء الشرعيين الذين قاموا بتحرير تقارير الصفة التشريحية بشأن المجني عليهن، موضحا أن تقرير الصفة التشريحية لم يُعطهم إجابات عن أسئلة محددة، حيث إن التقارير كانت أسهبت في شرح نقاط معينة، وأوجزت في التطرق لنقاط أخرى.
كما طلب دفاع سفاح التجمع، خبيرا في اللغتين العربية والإنجليزية، للطعن على ما ورد في تحقيقات النيابة، موضحا أنه يرغب في معرفة مدى فهم المتهم لأساسيات اللغة العربية، ومدى استيعابه ما قيل في التحقيقات، مشيرا إلى أن المدان عاش وأقام في أمريكا لمدة طويلة جدا، وهو ما أثار غضب قاضي الجلسة، الذي رد عليه بأن المتهم عاش في مصر وتنقل في محافظاتها أكثر من الخارج وعاش في بورسعيد 3 سنوات.
وكانت النيابة العامة أعلنت في 28 مايو الماضي تفاصيل جرائم سفاح التجمع بعد أن عثرت على جثة سيدة مجهولة ملقاة بطريق 30 يونيو بمحافظة بور سعيد.
كما كشف تفريغ هواتف المتهم قيامه بتصويره جريمة قتل لسيدة ثانية عثر على جثمانها يوم 13 إبريل الماضي على جانب طريق 30 يونيو فى اتجاه محافظة الإسماعيلية.
وأظهرت التحريات أيضا العثور على جثة لسيدة ثالثة تتشابه معهما في ذات ظروف قتلها.
وتم تقديم المتهم للمحاكمة الجنائية بتهمة قتل 3 سيدات.
واعترف المتهم بأنه كان يتعرف على الفتيات ويصطحبهن لمسكنه لممارسة أفعال غير مألوفة ثم يقوم بقتلهن بعد تعاطي المخدرات وتصوير تلك المقاطع باستخدام هاتفيه.