أنظار العالم تتجه إلى مصر للكشف عن كنوز حضارتها القديمة
مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير.. تتحول أنظار العالم إلى مصر للكشف عن كنوز حضارتها القديمة تشهد منطقة الأهرامات والمتحف المصري الكبير طفرة تنموية هائلة تهدف إلى تعزيز التراث الثقافي المصري وتقديمه للعالم بأبهى صورة.
مع اقتراب موعد الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير، تتحول أنظار العالم إلى مصر حيث يتم الانتهاء من أكبر متحف في العالم مخصص لعرض كنوز حضارة واحدة؛ لذلك تتسارع الجهود للانتهاء من مختلف الأعمال، سواء تلك المتعلقة بتطوير البنية التحتية المحيطة بالمتحف أو تجهيزات قاعات العرض.
– بدء العد التنازلي لافتتاح المتحف المصري الكبير: كنوز مصر القديمة تبرز في صرح عالمي
يضم المتحف ما يقرب من 100 ألف قطعة أثرية، ويُعد مشروعًا قوميًا يروي تاريخ مصر العريق ويعزز مكانتها الثقافية والسياحية على الساحة العالمية. يعكس المتحف التزام مصر بالحفاظ على تراثها الحضاري من خلال استعراض تحف فريدة مثل مجموعة توت عنخ آمون الشهيرة، وسط تطورات ضخمة تشمل المنطقة المحيطة لتقديم تجربة سياحية متكاملة.
في هذا التقرير، نستعرض مواقف المشروعات الجارية، ومستقبل السياحة في مصر بالتوازي مع تلك التطورات، إلى جانب جهود الترويج للمتحف، بما يليق بهذا الصرح الحضاري الذي يعكس عبق تاريخ مصر العريق.
1- مستجدات تطوير المتحف المصري الكبير
أشار رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، خلال الاجتماع الأخير، إلى آخر مستجدات الأعمال داخل المتحف، خاصةً قاعات العرض المتحفي، وقاعة الملك توت عنخ آمون؛ تم استعراض أعمال تجهيز الفتارين، قواعد القطع الأثرية، ووحدات التثبيت، إلى جانب الوسائط المتعددة التي ستضفي على الزيارة تجربة تفاعلية فريدة، كما ناقش الاجتماع أعمال تطوير متحف مراكب الملك خوفو، التي باتت جاهزة للتشغيل قريباً.
2- الترويج لافتتاح المتحف
استعرض الاجتماع رؤية عالم الآثار الدكتور زاهي حواس فيما يخص الترويج العالمي للمتحف. قدّم الدكتور حواس اقتراحات مبتكرة للتعريف بهذا الحدث التاريخي، من خلال حملات إعلامية عالمية وتنظيم فعاليات دولية تجذب اهتمام الجمهور العالمي، مما سيسهم في تسليط الضوء على ما يحويه المتحف من كنوز، أبرزها مجموعة توت عنخ آمون الشهيرة.
3- أعمال تطوير المناطق المحيطة بالمتحف
تضمنت المناقشات خلال الاجتماعات السابقة عن أهمية تطوير المناطق المحيطة بالمتحف، مثل أسفل الممشى السياحي، وميدان الرماية، وطريق مصر الإسكندرية الصحراوي. يشمل هذا التطوير زراعات خضراء، أنظمة إضاءة متطورة، ورفع كفاءة العمارات المجاورة. هذا المشروع يهدف إلى تحسين البنية التحتية وجعل المنطقة المحيطة بالمتحف وجهة عالمية تجذب السياح، وهو ما شجع على افتتاح فنادق جديدة، من بينها 250 غرفة فندقية جديدة.
4- تأثير المتحف المصري الكبير على القطاع السياحي
أشار رئيس الوزراء إلى تأثير افتتاح المتحف على زيادة الجذب السياحي. مع وجود مطار سفنكس بالقرب من المتحف، يمكن استغلال هذا الموقع لجذب عدد أكبر من السياح الذين يرغبون في زيارة المعالم التاريخية. رغم الاضطرابات الإقليمية، تظل مصر واحدة من الوجهات السياحية الرائدة بفضل استقرارها وجاذبية مواقعها الأثرية.
5. مشروع تطوير قاعات العرض
يضم المتحف 12 قاعة عرض تغطي الفترات التاريخية من عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية العصر الروماني. يتميز المتحف بعرضه لأهم القطع الأثرية المصرية، بما في ذلك مجموعة توت عنخ آمون، التي تتألف من 5600 قطعة نادرة، مما يجعله وجهة لا مثيل لها لعشاق التاريخ والآثار.
6- أهمية السياحة في دعم الاقتصاد المصري
ومن أهمية تطوير القطاع السياحي لتحقيق هدف جذب 30 مليون سائح سنويًا. يتم العمل على زيادة عدد الغرف الفندقية لتوفير سعة أكبر، حيث أن مصر بحاجة إلى 200 ألف غرفة فندقية جديدة لتحقيق هذا الهدف. يتم حاليًا إنشاء عدد من الفنادق في العلمين والساحل الشمالي، إلى جانب الفنادق المنتشرة على طول البحر الأحمر.
7- تحفيز الاستثمار السياحي
أوضح رئيس الوزراء أن الدولة وافقت على مجموعة من الحوافز للقطاع السياحي لتحفيز الاستثمار الفندقي وزيادة عدد الغرف المتاحة. تهدف هذه الحوافز إلى تشجيع المستثمرين على إنشاء المزيد من الفنادق في المناطق السياحية المختلفة، مما يسهم في دعم قطاع السياحة وزيادة أعداد الزوار.
8- استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير
مع اقتراب موعد افتتاح المتحف، الذي استغرق بناؤه نحو 20 عامًا، تُجرى الاستعدادات الأخيرة لضمان جاهزيته لاستقبال الزوار. يعتبر المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصص لعرض حضارة واحدة، ويمثل إضافة نوعية للقطاع السياحي المصري، مما يعزز مكانة مصر كوجهة سياحية رائدة.
9- التحديات المستقبلية والتطلعات
رغم الإنجازات الكبيرة في مشروع المتحف، يبقى تحدي تطوير البنية التحتية المحيطة به وتوفير الخدمات السياحية الكافية لتحقيق التوقعات الطموحة. من المتوقع أن يحقق المتحف نقلة نوعية في صناعة السياحة المصرية، لكن ذلك يتطلب استمرارية في جهود الترويج واستثمار الفرص المتاحة لتطوير قطاع السياحة.
يمثل المتحف المصري الكبير رمزًا للحضارة المصرية القديمة وجسرًا بين الماضي والمستقبل. مع اقتراب افتتاحه الرسمي، تستعد مصر لاستقبال ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، مما يجعل المتحف أحد أبرز معالم الجذب السياحي في القرن الواحد والعشرين. ستساهم هذه المشروعات بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المصري وزيادة أعداد السائحين، لتظل مصر مركزًا للحضارة والثقافة العالمية