قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن وكالات الأمن الفيدرالية الأمريكية فتحت ما لا يقل عن ثلاث مراجعات حول ما إذا كانت شركة “سبيس إكس”، ومالكها الملياردير إيلون ماسك، المشرف على وزارة الكفاءة الحكومية في الإدارة المقبلة للرئيس دونالد ترامب، قد امتثلوا لبروتوكولات الإفصاح التي تهدف إلى حماية أسرار الدولة.

ووفق الصحيفة، فشل ماسك وشركته، مرارًا وتكرارًا في الامتثال لبروتوكولات الإبلاغ الفيدرالية التي تهدف إلى حماية أسرار الدولة، بما في ذلك عدم تقديم بعض التفاصيل حول اجتماعاته مع زعماء أجانب، وفقًا لأشخاص مطلعين على الشركة ووثائق داخلية.

ونقلت “نيويورك تايمز” عن ثمانية أشخاص مطلعين على الجهود، أن المخاوف بشأن ممارسات الإبلاغ -وخاصة حول ماسك الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس- أثارت ما لا يقل عن ثلاث مراجعات فيدرالية.

مخاوف أمنية

حسب التقرير، فتح مكتب المفتش العام بوزارة الدفاع الأمريكية مراجعة لهذه المسألة هذا العام، حيث بدأت القوات الجوية ومكتب وكيل وزارة الدفاع للاستخبارات والأمن التابع للبنتاجون مراجعات منفصلة الشهر الماضي.

كما رفضت القوات الجوية الأمريكية، أخيرًا، منح ماسك حق الوصول الأمني ​​رفيع المستوى، مستشهدة بالمخاطر الأمنية المحتملة المرتبطة بالملياردير.

وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها الممارسات الأمنية لمؤسس “سبيس إكس” تساؤلات من قبل “البنتاجون”؛ كما لفتت “رويترز”؛ حيث أدى تدخين ماسك الماريجوانا في برنامج مباشر على شبكة الإنترنت مع الممثل الكوميدي الأمريكي جو روجان إلى إجراء مراجعة للموافقة الأمنية من قبل مؤسسة الدفاع الأمريكية.

كما أعربت العديد من الدول الحليفة للولايات المتحدة، بما في ذلك إسرائيل، عن مخاوفها من أنه قد يشارك بيانات حساسة مع آخرين، وفقًا لمسؤولي الدفاع.

وفي الشهر الماضي، كتب عضوان ديمقراطيان في مجلس الشيوخ، هما جين شاهين وجاك ريد، في رسالة، أن التقارير التي تفيد بأن ماسك أجرى مكالمات متعددة مع مسؤولين روس، بما في ذلك الرئيس فلاديمير بوتين، ينبغي أن تخضع للتحقيق من قبل البنتاجون ووكالات إنفاذ القانون لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

ورد وزير القوات الجوية فرانك كيندال الأسبوع الماضي على “شاهين” بأنه يشاطر تلك المخاوف لكنه لا يستطيع التعليق على حالة التصريح الأمني ​​لأي شخص.

تجاهل المعايير

يشير تقرير “نيويورك تايمز” إلى أنه داخليًا، لدى “سبيس إكس” فريقُا من المتوقع أن يضمن الامتثال لقواعد الأمن القومي للحكومة الأمريكية.

ونقل التقرير -عن أربعة أشخاص مطلعون على الشركة- إن بعض هؤلاء الموظفين اشتكوا إلى مكتب المفتش العام بوزارة الدفاع ووكالات أخرى بشأن التقارير المتساهلة، والتي تعود إلى عام 2021 على الأقل.

وحصلت “سبيس إكس” على ما لا يقل عن 10 مليارات دولار في عقود فيدرالية مع البنتاجون وناسا من عام 2019 إلى عام 2023، مما يجعلها متعهدًا رئيسيًا لمهام متعلقة بالحكومة الأمريكية.

تقول الصحيفة: “يواجه ماسك التدقيق وهو يمارس قوة متزايدة في جميع أنحاء العالم من خلال أعماله العديدة، وخاصة” سبيس إكس”، ولكن لديه أيضًا شركة وسائل التواصل الاجتماعي “إكس” وشركة صناعة السيارات الكهربائية “تسلا”.

تضيف: ” في حين أن الرجل البالغ من العمر 53 عامًا تجاوز منذ فترة طويلة المعايير والاتفاقيات التي لا تناسبه أو تناسب شركاته، فإن المخاطر أعلى بلا شك عندما يتعلق الأمر بقضايا الأمن القومي”.

وتابع التقرير: “على مدى سنوات، سمح العاملون في “سبيس إكس”، من المسؤولين عن احترام قواعد الإفصاح، لماسك -على مضض- بتجاهل العديد من إجراءات الإبلاغ، لأنهم لم يرغبوا في خسارة وظائفهم، حسبما قال الأشخاص المطلعون على الشركة”.