أظهر هجوم إسرائيل على إيران، في وقت مبكر من صباح اليوم السبت، الذي استهدف منشآت عسكرية واستمر نحو 4 ساعات، بناءً على الأدلة المتاحة، أنه ربما استجابت تل أبيب لتحذيرات واشنطن، وكبحت جماح بعض خططها الأكثر طموحًا لإحداث أقصى قدر من الضرر للسلطات الإيرانية.
ووفقًا لشبكة “فوكس نيوز”، جرى إخطار إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بخطط إسرائيل لضرب إيران ردًا على هجوم الصواريخ الباليستية في الأول من أكتوبر، قبل أيام من الضربة التي شنها جيش الاحتلال فجر السبت.
وأكد مصدر مطلع على الإجراءات لشبكة “فوكس نيوز” أن محادثات متعددة جرت بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، وتم إبلاغ واشنطن بالوقت الدقيق للهجوم.
وقال مصدر إسرائيلي كبير للشبكة الأمريكية، إن أهداف الهجوم كانت “عسكرية واستخباراتية فقط”.
بايدن ونتنياهو
نفوذ أمريكي
ويرى جدعون ليفي، المساعد السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، خلال حديثه لشبكة “سي إن إن”، أنه “كان للنفوذ الأمريكي أخيرًا بعض التأثير، لأن إسرائيل ذهبت حقًا إلى العملية الأكثر اعتدالًا التي يمكن للمرء أن يتوقعها”.
وأشار ليفي، وهو أيضًا كاتب عمود في صحيفة “هاآرتس” العبرية، إلى أنه “أصبح من النادر أن تستمع إسرائيل إلى النصيحة الأمريكية على مدى العام الماضي أثناء حروبها على غزة ولبنان”، واصفًا هجومها الأخير ضد إيران بأنه “انتقام عادل”.
وأوضح المسؤولون الأمريكيون في الأسابيع الأخيرة أنهم لا يريدون أن تستهدف إسرائيل المواقع النووية أو حقول النفط الإيرانية.
جالانت وأوستن
تأكيد البنتاجون
وفي أعقاب الهجمات، أصدر وزارة الدفاع الأمريكي “البنتاجون”، بيانًا أفاد خلاله بأن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بخطط إسرائيل، وأنه لم يكن هناك أي تدخل أمريكي في العملية، مشيرًا إلى أنّ واشنطن تسعى لمنع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة قد تقترب من حرب شاملة.
وأشار البيان إلى أنّ وزير الدفاع لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، اليوم، لتلقي آخر المستجدات بشأن الهجوم الإسرائيلي على إيران.
وقال البيان: “أكد أوستن التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها”.
وشدد على تعزيز موقف القوة الأمريكية للدفاع عن أفراد الولايات المتحدة وإسرائيل والشركاء في جميع أنحاء المنطقة في مواجهة تهديدات إيران ومن تدعمهم، مؤكدًا عزم واشطن منع أي طرف من استغلال التوترات أو توسيع الصراع في المنطقة.
دانيال هاجاري متحدث جيش الاحتلال
إشارات سابقة
ظهرت تكهنات في وقت سابق من اليوم بأن الهجوم الإسرائيلي كان وشيكًا، نظرًا لإعلان القيادة المركزية الأمريكية تأكيد نشر المزيد من طائرات إف-16 في المنطقة.
ووفقًا لشبكة “فوكس نيوز”، لم يؤكد مدير الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي ما إذا كان تعزيز الدفاعات الأمريكية في المنطقة يشير إلى هجوم تقوده إسرائيل.
وفي تصريح أدلى به المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاجاري، بعد عودة جميع الطائرات الإسرائيلية: “إذا ارتكبت إيران خطأ البدء في جولة جديدة من التصعيد، فسوف نكون ملزمين بالرد”.
فيما نقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية، عن مصدر كبير قوله: “نحتفظ بالحق في الرد على أي هجوم”، مضيفة: “ستتلقى إسرائيل بلا شك ردا متناسبا مع أي عمل”.
وكان الهجوم الإسرائيلي على إيران متوقعًا منذ أن أطلقت الأخيرة ما يقرب من 200 صاروخ باليستي على إسرائيل قبل شهر تقريبًا، ردّا على اغتيال قوات الاحتلال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي الأسبق لحركة حماس “إسماعيل هنية”.