خاض المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي أصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، معارك على مختلف الجبهات السياسية والقضائية، ووصل الأمر لذروته بتعرضه لمحاولتي اغتيال كادت إحداهما أن تقضي على تحقيق حلم الولاية الثانية.

وحقق دونالد ترامب عودة تاريخية إلى البيت الأبيض، بعدما تمكن من إسقاط بايدن قبل معركة 5 نوفمبر، ومن خلفه نائبته كامالا هاريس، والتي بات بسببها صاحب إنجاز جديد في أنه أول رئيس أمريكي منذ 1892 يتم انتخابه لفترتين غير متتاليتين.

قضايا بالجملة

هذا الإنجاز كان خلفه أشهُر من المعارك التي مازال بعضها قائمًا حتى الآن، والتي من أهمها المعارك القضائية، من أشهرها قضية “أموال الصمت” التي أُدين فيها بـ34 تهمة، بجانب قضية “الوثائق السرية” التي تتضمن 40 تهمة جنائية، أسقطها المدعي العام بسبب عدم الدستورية، وفقًا لشبكة إي بي سي نيوز.

أما قضية اقتحام الكونجرس التي واجه فيها ترامب وآخرون أربع تهم تتعلق بالتآمر وعرقلة التصويت، فقد أعادتها المحكمة العليا إلى محكمة أدنى درجة بعدما قضت بأن الرؤساء السابقين يتمتعون بالحصانة المطلقة فيما يتعلق بالتصرفات الرسمية، وهو ما وصفه ترامب وأنصاره بالانتصار الكبير.

مجرم مدان

وأصبح ترامب مجرمًا ومدانًا في نظر القضاء الأمريكي، وبات أول رئيس في التاريخ الأمريكي الحديث يوجه له اتهامات جنائية، وقبل انطلاق الانتخابات بشهر، استطاع التخلص من آخر معاركه القضائية التي رفعت ضده.

وتتعلق تلك القضية بتزوير الانتخابات التي أجريت في 2020 في ولاية جورجيا واجه فيها 13 تهمة، والتي تم تأجيلها إلى ديسمبر المقبل، ما جعله ينتهي من كل المشكلات والقضايا القانونية ضده، والتفرغ لحملة الانتخابات.

محاولات اغتيال

كما تعرض دونالد ترامب لمحاولتي اغتيال درامية، جعلت شعبيته في ارتفاع وفقًا لاستطلاعات الرأي، كانت الأولى أثناء تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، التي فتحت له أبواب البيت الأبيض للمرة الثانية، وكادت الرصاصة أن تقتله، ووفقًا لموقع “إي آر تي” تم القضاء على الجاني ويدعى توماس ماثيو كروكس.

أما المرة الثانية، فكان ترامب يلعب الجولف في ملعبه الذي يملكه، بينما المتهم ريان ويسلي روث، يختبئ بالقرب منه على مسافة 500 ياردة، وشاهده أحد أفراد الخدمة السرية الأمريكية وأطلق النار عليه، وتم القبض عليه وتقديمه للمحاكمة.

انتصار سياسي

وعلى الصعيد السياسي، خاض ترامب معارك داخلية من أجل نيل ثقة الجمهوريين للترشح للولاية الثانية، وحقق انتصارًا كاسحًا في السباق التمهيدي، كان من أشهر تلك المعارك خلافه الحاد مع نيكي هالي التي تمكن من إسقاطها في عدة ولايات، خاصة معقلها الرئيسي بولاية كارولينا الجنوبية.

وحول المعارك السياسية الخارجية، أجرى دونالد ترامب الفائز في معركة 5 نوفمبر عشرات التجمعات والمؤتمرات وسعى لإطلاق الوعود الكبيرة والسخرية الدائمة من بايدن الذي تمكن من القضاء عليه عقب المناظرة الشهيرة بينهما.

وفي مواجهة منافسته كامالا هاريس، دائمًا ما كان يصف ترامب الولايات المتحدة الأمريكية بأنها أمة في حالة انحدار، ويتحدث عن انهيار الاقتصاد والحرب العالمية الثالثة، ولم يفلح معه التكتيك الذي اتبعته هاريس باستخدام الوجوه المألوفة لدعمها في المؤتمرات، وتمكن من شق طريقه ناحية البيت الأبيض منتصرًا عليها بـ “الولايات المتأرجحة”.