متلازمه المحتال
امتي تشعر انك نصاب …
هل عمرك تخيلت ان عدد كبير من مشاهير العالم صرحوا اكثر من مره ان اوقات يشعروا بأحساس انهم نصابين ولايستحقوا المكانه اللي هما فيها ..
حتي انت علي فكره ممكن يكون عندك نفس الاحساس ده .
هل عمرك حسيت بخوف انك غير جاهز لمهمه او لمنصب معين انت اتعينت فيه هتعمل ايه لو الناس حست انك مش كفأ كفايه زي ماكانوا متخيلين .
هل انت كده بتحتال عليهم ؟
هل انت بتدعي انك جاهز لحاجه انت مش ادها ؟
ياتري ايه اللي ممكن يوصل شخص انه يفكر في هذا ويوقفه في حياته المهنيه والاجتماعيه بشكل ملحوظ ايه اللي يجعل كتير مننا يختار انه يبعد وينطوي علي نفسه حتي يطور مهاراته اكتر واكتر علي الرغم من شهاده كل اللي حواليه بأنه جاهز لاتمام المهمه التي يعمل بها .
كثير من الباحثون حاولوا يوجهوا الضوء علي هذا الاحساس واطلقوا عليه في النهايه اسم “متلازمه النصاب ” او”المحتال” وهذا لان الشخص يعاني من احاسيس بأنه لا يستحق المكانه الذي هو بها .
ما هي حقيقه هذه المتلازمه وكيف تم اكتشافها وما هي طرق معالجتها والتخلص منها …..؟
في سنه ١٩٣٨ اتولدت طفله امريكيه تدعي بولين كلانس لعائله فقيره الي حد كبير مثلها كا مثل كثير من الاهالي الذين كانوا يعانوا وقتها من ازمه الكساد الكبير الذي اجتاح الولايات المتحده في بدايه التلاتينات .
بالرغم من صعوبات الحياه وقتها الا ان الاب كان يكافح بكل طاقته من اجل لقمه العيش وعمل نجار اصرارا منه علي
تعليم اطفاله السته خاصا اصغرهم و هي ” كلانس ” وهذا لان هذه البنت كان مشهود لها بالطموح والثقه من بدايه عمرها لدرجه انها كانت تتفوق علي الجميع فااغلب الاختبارات التي كانت بتأديها .
صحف كثير وقتها تحدثت عن كلانس ونشرو صورتها بأعتبارها طفله نابغه ذكيه ومتفوقه رياضيا لكن علي الرغم من الاشاده والدليل القاطع علي نبوغها الا انها كانت دائما تقول لوالدتها “اعتقد انني لم انجح في تحقيق المطلوب مني ”
بعد ذلك اصبحت كلانس اول فرد في عائلتها يدخل الكليه ولكن استمر في داخلها فكره انها لا تستحق اي اشاده بتسمعها من اهلها او صحابها ،كانت مقتنعه طول الوقت بأن اي انجاز حققته هو بالتأكيد حصل بالصدفه او ضربه حظ وليس لاجتهاد شخصي منها ،عندما كبرت اخذت الدكتوراه في علم النفس من جامعه كنتاكي ورأت الكل منبهر بها ويمدحها كانت طول الوقت تشعر بشعور مزعج بأنها قدرت تخدع الجميع وتحتال عليهم حتي وصلت للذي وصلتله .
وابدا لم تقتنع بأنه سببا لمجهودها ومهاراتها التي كانت طول الوقت بتحاول تعززها حتي تصبح دكتوره في جامعه هارفرد في يوم ما .
كلانس في بدايه السبعينات وصلت لمنصب استاذ مساعد في كليه اوبرلين وبحكم وظيفتها بدأت تقترب للطالبات اكتروتستمع دائما لمشاكلهم ومخاوفهم واكتشفت كلانس ان معظمهم كان بيمر بأحاسيس مشابهه جدا للأحاسيس التي تشعر بها ،انهم كانوا بيفكروها بتجاربها القديمه ،علي سبيل المثال : عدد كبير من الطالبات كان يشعر طول الوقت انه سيرسب في العام الدراسي الحالي رغم تفوقهم ونبوغهم الواضح وحتي بعد تأديه الامتحان بشكل اقرب من الممتاز كان ينتابهم شعور بأن النتيجه لن تكون ابدا في صالحهم لكن الشعور الاخطر كان هو انهم يشعروا عند نجاحهم ان النتيجه خاطئه وان نجاحهم اكيد خطأ في تصحيح الاوراق وهذا لأقتناعهم التام بأنهم اقل ذكاءا من الدرجات التي حصلوا عليها .
وقتها كلانس بدأت بنقل ملاحظتها لزميلتها “سوزان ايمز ” التي كانت معها استاذه في نفس القسم واكتشفت ان هي ايضا كانت بتشعر بنفس الشعور من وقت الطفوله والمراهقه فاقرروا بترتيب حفله خاصه وقاموا بدعوه الطالبات للحضور والغريب انهم اكتشفوا ان معظم الطالبات يشعروا نفس الشعور بأنهم ” محتالين ” وانهم اقل كفأه من ماهماعليه ولا يستحقوا نظرات الاعجاب والاشاده من المحيطين بينهم .
فاادركت كلانس وزميلتها ايمز ان هذا الشعور منتشر ويستحق الدراسه العلميه ليس فقط شعور فردي يشعروا به .
علي مدار خمس سنوات استمر الاثنتين يدرسون شخصيات اكتر من ١٥٠ امرأه في مختلف المجالات والمستويات الاجتماعيه حتي وصلوا لنتائج صادمه وتم نشرها في بحث بعنوان “ظاهره المحتال في النساء صاحبات الانجازات العاليه ” ديناميكية الطرق العلاجيه .
واكدوا من خلال البحث ان فيه اشخاص كثيره بيشعروا من اكتشاف امرهم علي يد الاخرين وهذا وعلي الرغم من نبوغهم وتفوقهم الحقيقي في مجالات تم اختيارهم لها .
من بعد بحث كلانس وايمز كتير تناولوا هذا الموضوع في اعمالهم الادبيه الثقافيه وانتشر مفهوم المتلازمه اكتر بين جموع الناس في فتره الثمانينات .
نشرت كلانس كتابها متلازمه المحتال عام ١٩٨٥
ومع ظهور السوشيال ميديا ذادت شهره المتلازمه واكثر لدرجه ان عشرات الملايين من المواطنين حوالين العالم اصبحوايعلموا بأن قدراتهم محدوده ولا تأهلهم لتحقيق الانجاز المطلوب منهم هو احساس وشعور وهمي ومزيف وكتير منهم قررالتوجه لعياده طبيب متخصص حتي يساعدهم لأجتياز المشاعر السلبيه التي تأخر صاحبها في تأخر حياته العاطفيه والمهنيه والاجتماعيه .
وفقا للدراسه التي قدمتها كلانس فالسبب الرئيسي لاصابه شخص بهذه المتلازمه بيكون نابع من نشأته وتربيته وهوطفل صغير فقسموا التربيه والمترتب عليها من هذا الشعور نوعان :
النوع الاول هو ان من يمتلك اخ او اخت اكثر ذكاءا منه
النوع الثاني ان الاهل دايما كانوا يشعروه انه يجب ان يكون الافضل والاكثر ذكاءا وانه بأستمرار يجب ان يسعي للكمال او ان يكون انجازه مشرف لكن يمكنه ان يقدم افضل من هذا ولكن مقارنته دائما بأقاربه او اصدقاءه ،الشعور بالمنافسه والسعي الدائم للعبقريه هو من يخلق في الشخص نفسه شعورا مزعجا انه مهما يجتهد ويطور من نفسه ويعزز مقدرته هو مازال ناقصا وغير مؤهل لتحقيق انجاز ويستمر في الاعتقاد ان اي نجاح وصل له ليس بسبب موهبته اواجتهاده ولكنه حدث من العوامل الخارجيه مثل الحظ ،التوقيت المناسب ، او حتي بالصدفه
للاسف هذا الشعور يعاني منه ٧٠٪ من الاشخاص حول العالم خاصتا كبار المشاهير مثل الكاتب الانجليزي المقيم في الولايات المتحده ” نيل جايمن ” والكاتبه “لينا دنهام ” وحتي نجوم هوليوود الذين يكونون الاضواء عليهم مثل” كيت ونسلت ” ” رينييه زيلفيجر ” وغيرهم كثير من النجوم الذين وصلوا لقمه هرم الشهره والنجاح وحتي الان رافضون تصديق ان موهبتهم الاستثنائية وسعيهم واجتهادهم كان له دور كبير في النتيجه التي وصلوا لها .
اكدت الدراسات ان ظاهره الاحتيال ماهي الا مجرد وهم ومن اعراضها ” الكلام “”التفكير السلبي ” ” ملاحظه الاخطاء”” الفشل ” كل هذا يؤدي الي المثالية المفرطه .
ايضا ظاهره الاحتيال مرتبطه بأمراض نفسيه مثل الاكتئاب والقلق .
اقترح الباحثون بعض الافكار العلاجيه للتخلص من هذه الظاهره ومنها التحدث مع المقربين والاصدقاء وتجنب الرهبه في انك تستطيع الانجاز في اي شئ بمفردك فالافضل دايما العمل الجماعي ولا تقارن نفسك بأي احد اخر .
كل شخص له انجازاته الخاصه ،لا يوجد شك ان هذه الحاله تذيد بشكل اكبر في المجتمعات العنصريه او يكون بها تحيزمع فئه معينه وهذا الشعور ينمو اكثر عند النساء لأحساسهم دائما انهم اقل من التوقعات فيذيد عندهم الشكوك ناحيه انفسهم والتشكيك في مواهبهم وقدراتهم وهذا لأنهم يضعوا نفسهم في مقارنه غير عادله مع الجنس الاخر .
لذلك كل الباحثون يتلخص دورهم في تعزيز قدره الفرد علي الثقه بنفسه وتنميه مواهبهه وتطويرها بشكل طبيعي ومستمر بدون تكليفه بأعباء خياليه صعب تحقيقها في هذا الوقت .
بأختصار يجب علي الانسان ان يفهم ان الكمال لله وحده واننا كابشر ناقصون .
اهتم بنفسك وحاول تطويرها دائما كأهدافك وانجازاتك مع اصدقائك او اهلك ،حدد خططك وراجعها بأستمرار ،ابدأبشجاعه حتي تحقق حلمك المادي او المهني او حتي العاطفي .
تقبل فكره ان النتائج هي حقك الذي كتبها لك الله ويجب
ان تفهم ان لا احد يأخد نجاح او رزق شخص اخر وان الدنيا لا تمنح خيرها الإ للشخص الشجاع الذي يترك كل شئ لله وحده .
مي محمد ✍️✍️✍️