ماهو فن صياغة العقود ….
الإتقان في صياغة العقود، فن صياغة العقود
يتهاون الناس في كتابة العقود ، ظنا منهم أن صياغتها لا يحتاج إلى خبير فيها وإنما – حسب فهمهم- هي مجرد ورقة يكتبها كاتب وليست بالأمر الصعب الذي يحتاج خبرة خبير .
والحقيقة أن هذا الاعتقاد غير صحيح ، وقد يؤدي في كثير من الأحوال إلى ضياع الحقوق، أو إلى ضياع الجهد والمال في منازعات أمام المحاكم المختلفة كان الجميع في غنى عنها.
ولذلك تعجبني الحكمة التي تقول ( الصائغ المتميز للعقود ليس هو الذي يحمي حق صاحبه لكنه الذي لا يضطر معه أطراف العقد للذهاب إلى المحاكم) . وحكمة أخرى تقول : اطلب المحامي قبل التعاقد لا بعده. وإن مراجعة مستشارك أيسر عشرات المرات من مراجعة المحاكم).
ويبدو أن من يتساهل في أمر صياغة العقود يظن أن العقود نوع واحد، قد يشتريه من المكتبة على ورقة مطبوعة وفق بنود ثابتة تصلح لكل العقود ، وما عليه إلا أن يملأ الفراغات الموجودة بإضافة اسم البائع والمشتري وبياناتهما، والعقار وبياناته . وينتهي الأمر. وهذا خطأ كبير.
لو يعلم غير المتخصص أن العقود في القانون وفي الحياة العملية لا يصلح معها بأي حال النموذج المطبوع سلفا لَما أقدم على مثل هذا .
وهاكم أشهر تصنيفات العقود في القانون:
يصنف القانون العقود إلى التصنيفات الآتية:
1)- عقود مسماة وأخرى غير مسماة. 2)- عقود معاوضة وعقود تبرع. 3) -عقود رضائية وأخرى شكلية. 4)- عقود فورية وأخرى زمنية. 5)- عقود ملزمة لجانب وعقود ملزمة للجانبين. 6)- عقود مدنية وعقود تجارية. 7)- عقود مدنية وعقود إدارية. 8)- عقود عادية وعقود إذعان. وتوجد تصنيفات أخرى لكنني أكتفي بهذه.
فما بال من يريد أن يكتب عقدا ، أو يُطلب إليه أن يكتب عقدا ولا يريد أن يعرف الفوارق القانونية بين كل هذه العقود.
ولذلك أقول : من فن صياغة العقود:
– الإحاطة التامة بكل الاتفاقات التي انصرفت إليها إرادة الطرفين. وتبصيرهما بعواقب كل اتفاق ينص عليه في العقد.
– من الصياغات السيئة للعقود ، عدم استخدام علامات الترقيم ، مثل الفاصلة والفاصلة المنقوطة والنقطة. وعدم ترقيم البنود.
ومن الصياغات السيئة للغاية وضع الفاعل مكان المفعول والعكس وذلك باستخدام علامات الرفع وعلامات النصب في غير موضعها مثل( المشترين ، عندما توضع منصوبة مكان الفاعل. أو (الطرفين) مكان الطرفان وهكذا) وغيرها كثير.
وكذلك عدم التفرقة ما بين هاء الضمير( هـ. التي في آخر الكلمة) وتاء التأنيث المربوطة( ة) ( أخذه – أخذة). و(ضربه – ضربة) . و( صديقه – صديقة)، (طريقه . وطريقة)لأن المعنى يختلف تماما.
ومنها عدم التفرقة بين همزة القطع وهمزة الوصل والألف والياء: مثل (سأل – سال . ولامه – لأمه. وجري – جرى .. وعلى – علي . ورأى – رأي ) . (الكبرى – والكبري). وفارق كبير بين ( أثرى – أثري)
ومن الصياغة السيئة عدم إدراك كاتب العقد أن هاء الضمير تعود – في الأغلب – على أقرب مذكور قبلها مالم يوجد في الجملة ما يصرفها لغيره.
– ومن الصياغات السيئة، عدم تحديد كيفية فسخ العقد لو أراد الطرفان، وعدم تحديد كيفية التخارج منه.
– و عدم تحديد الطريقة التي تتم المحاسبة على أساسها.
– ومن الصياغات السيئة ، عدم تحديد التزامات كل طرف على وجه الدقة بما لا يدع مجالا للبس.
– ومن الصياغات السيئة للعقود، عدم معرفة الأحكام المتعلقة بكل عقد حسب ما وردت في القانون.
لذلك دائما أقول لأن تراجع مستشارك أيسر عشرات المرات من أن تراجع المحاكم…

مي محمد ✍️✍️✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *